بازگشت

مشهد السقط بحلب


اعلم ان في قرب حلب مشهدا يسمي مشهد السقط و مشهد الدكة علي


جوشن و هو بالفتح ثم السكون و الشين المعجمة جبل مطل [1] علي حلب فيه مقابر و مشاهد للشيعة.

منها: مقبرة قطب المحدثين ابن شهر اشوب صاحب المناقب.

و منها: مقبرة العالم الفاضل الجليل الفقيه السيد الاجل ابي المكارم بن زهرة الحسيني الحلبي، و بيت بني زهرة بيت شريف بحلب و لهم تربة مهشورة.

و منها: مقبرة احمد بن منير العاملي المذكور حاله في امل الآمل [2] و غيرهم رضوان الله عليهم اجمعين.

و السقط هو محسن بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام و اني تشرفت بزيارته في هذه السنة و هي سنة اثنتين و اربعين بعد ثلاثمائة و الف في مرجعي من زيارة بيت الله الحرام و شاهدت عمارة المشهد الشريف و كانت مبنية من صخور عظيمة في نهاية الاتقان و الاستحكام، و لكن الاسف انها لاجل المحاربة الواقعة بحلب تهدمت بنيانها، و هي الآن مخروبة منهدمة ساقطة حيطانها علي سقوفها خاوية علي عروشها.

قال الحموي في معجم البلدان: جوشن جبل في غربي حلب، و منه يحمل النحاس الاحمر، و هو معدنه، و يقال انه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي عليهماالسلام، و كانت زوجة الحسين عليه السلام حاملا فاسقطت هناك فطلبت من الصناع في ذلك الجبل خبزا او ماء فشتموها و منعوها فدعت عليهم فمن الآن من عمل فيه لا يربح، و في قبلي الجبل مشهد يعرف بمشهد السقط و مشهد الدكة و السقط سمي محسن بن الحسين رضي الله عنه. انتهي [3] .

قلت: و اهل حلب يعبرون عنه بالشيخ محسن بفتح الحاء و شد السين


المكسورة، و اول من عمر هذا المشهد علي ما اعلم سيف الدولة الحمداني.

قال ضياءالدين يوسف بن يحيي بن الحسين الصنعاني المتوفي سنة 1111 في كتاب نسمة السحر بذكر من تشيع و شعر و قد رايت ملجدا منه في المشهد الغروي علي ساكنه السلام، قال في احوال سيف الدولة: و ذكر ابن طي في تاريخ حلب ان سيف الدولة هو الذي عمر مشهد الدكة بظاهر حلب بسبب انه راي نورا علي مكانه و هو باحد مناظره في حلب، فلما اصبح ركب الي هناك و امر بالحفر فوجد حجرا مكتوبا عليه هذا المحسن بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام، فجمع العلويين و سالهم فقال بعضهم: انهم لما مروا بالسبي ايام يزيد من حلب فطرحت احدي نساء الحسين عليه السلام بهذا الولد، فعمره سيف الدولة و قال: ان الله اذن لي في عمارته علي اسم بنت نبيه، و يعرف الموضع بالجوشن. انتهي [4] .


پاورقي

[1] اي مشرف «منه».

[2] امل الآمل 40 -35 /1.

[3] معجم البلدان 186 /2.

[4] نسمة السحر مخطوط، راجع الذريعة 154 /24 و 115.