بازگشت

اخبار بعض النساء الحاينات علي ازواجهن


كان الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليهم السلام رجلا جليلا يلي صدقات اميرالمؤمنين عليه السلام في وقته، و كان له مع الحجاج خبر و حضر مع عمه الحسين عليه السلام كربلاء، فلما قتل الحسين و اسر الباقون من اهله جاء اسماء بن خارجة فانتزعه من بين الاساري، و يقال انه اسر و كان به جراح قد اشفي منها [1] .

و روي انه خطب الي عمه عليه السلام احدي ابنتيه، فقال له الحسين: اختر يا بني احبهما اليك، فاستحيي الحسن فاختار له عمه فاطمة لانها كانت اكثرهما شبها بفاطمة الزهراء صلوات الله عليها [2] .

و قبض الحسن بن الحسن و له خمس و ثلاثون سنة و ضربت زوجته فاطمة علي قبره فسطاطا و كانت تصوم النهار و تقوم الليل الي سنة، نقل ذلك الشيخ المفيد [3] و كثير من علماء الشيعة و السنة، و كان هذا شائعا بين النساء المحترمات الحانيات.


قال ابن الاثير في احوال الرباب امراة الحسين عليه السلام: و بقيت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتي بليت و ماتت كمدا، و قيل انها اقامت علي قبره سنة و عادت الي المدينة فماتت اسفا عليه. انتهي [4] .

و حكي انه لما بلغ موت لبيد بن ربيعة الشاعر عم حزام والد ام البنين ام العباس ابن اميرالمؤمنين عليه السلام اوصي بنتيها بالنياحة عليه سنة فقال:



و نائحتان تندبان بعاقل

اخي ثقة لا عين منه و لا اثر



فقوما و قولا بالذي تعلمانه

و لا تخمشا وجها و لا تحلقا شعر [5] .



الي الحول ثم اسم السلام عليكما

و من يبك حولا كاملا فقد اعتذر



فناحت بنتاه سنة كاملة كما انه نيح علي الحسين عليه السلام سنة كل يوم و ليلة.

و حكي عن فاطمة زوجة الحسن انه لما كانت راس السنة قالت لمواليها: اذا اظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط، فلما اظلم الليل و قوضوه سمعت قائلا «هل وجدوا ما فقدوا» فاجابه آخر «بل ينسوا فانقلبوا» [6] ، قيل فتمثلت فاطمة ببيت لبيد:



الي الحول ثم اسم السلام عليكما

و من يبك حولا كاملا فقد اعتذر [7] .



فظهر مما ذكرنا كذب ما نقله ابوالفرج الاصفهاني المرواني عن زبير [8] بن


بكار الزبيري المعروف عداوته و عداوة آبائه للعلويين و اولاد الائمة الطاهرين في مقاتل الطالبيين [9] في ذكر ابنها محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان انها بعد انقضاء عدتها تزوجها عبدالله بالتفصيل الذي لا يرضي مسلم غيور بنقله فضلا عمن كان من اهل الايمان، و لا غرو منه [10] في نقل ذلك و امثاله، فانه عرقت فيه عروق امية و مروان. و العجب انه روي بعد ذلك عن احمد بن سعيد في امر تزويجه اياها ما يكذب هذه الرواية الموضوعة ايضا، فانه روي مسندا عن اسماعيل بن يعقوب ان فاطمة بنت الحسين عليه السلام لما خطبها عبدالله ابت ان تتزوجه، فحلفت امها عليها ان تزوجه و قامت في الشمس و آلت ان لا تبرح حتي تزوجه، فكرهت فاطمة ان تحرج فتزوجته [11] .


پاورقي

[1] الارشاد للمفيد: 178.

[2] الارشاد: 179.

[3] الارشاد: 179.

[4] الکامل لابن الاثير 88 /4.

[5] شعر بالفتح و يحرک موي «منه».

[6] کشف الغمة 158 -157 /2، الفصول المهمة: 175.

[7] قمقام: 662.

[8] الزبير بن بکار بن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير بن العوام کان قاضيا بمکة.

روي ابن الاثير في کامله عند ذکر سيرة المعتصم انه قدم الزبير بن بکار العراق هاربا من العلويين لانه کان ينال منم فتهددوه فهرب منهم و قدم علي عمه مصعب بن عبدالله بن الزبير وشکا اليه حاله و خوفه من العلويين و ساله انهاء حاله الي المتعصم. الخ.

و روي الصدوق (في العيون 224 /2(انه استحلف الزبير بن بکار رجل بين القبر و المنبر فحلف و برص و ابوه بکار قد ظلم الرضا عليه‏السلام في شي‏ء فدعا عليه فسقط في وقت دعائه عليه من قصره فاندقت عنقه و ابوه عبدالله بن مصعب هو الذي مزق عهد يحيي بن عبدالله بن الحسن بين يدي الرشيد و قال اقتله يا اميرالمؤمنين فانه لا امان له و هو الذي حلفه يحيي بالبراءة و تعجيل العقوبة فحم من وقته و مات بعد ثلاث فانخسف قبره مارت کثيرة قال ابوفراس في ذلک:



ذاق الزبيري غب الحلف و انکشفت

عن ابن‏فاطمة الاقوال و التهم



(غب بالکسر بايان هرجيزي «منه»).

و قال الشيخ المفيد ره (في جواب المسائل السروية راجع البحار 107 /42(في ذرک تزويج ام‏کلثوم بنت اميرالمؤمنين عليه‏السلام من عمر ان الخبر الوارد بالتزويج لم يثبت و طريقته من الزبير بن بکار و لم يکن موثوقا به في النقل و کان متهما فيما يذکره من بغضه لاميرالمؤمنين عليه‏السلام و غير مامون. انتهت الحاجة من کلامه «منه».

[9] مقاتل الطالبيين: 203.

[10] اي لا عجب «منه».

[11] مقاتل الطالبيين: 204.