بازگشت

في سيرة الرسول مع الكراماء


قال الشيخ ابومحمد عبدالملك بن هشام البصري نزيل مصر المتوفي بمصر سنة 213 ثلاث عشرة و مائتين او ثمان عشرة و مائتين في كتاب السيرة النبوية عن عدي بن حاتم قال: كان يقول فيما بلغني: ما من رجل من العرب كان اشد كراهية لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حين سمع به مني، اما انا فكنت امرءا شريفا و كنت نصرانيا و كنت اسير في قومي بالمرباع (اي كان ياخذ ربع الغنيمة كما هو عادة سادات العرب في الجاهلية) فكنت في نفسي علي دين و كنت ملكا في قومي لما كان يصنع بي، فلما سمعت برسول الله صلي الله عليه و آله كرهته فقلت لغلام كان لي عربي و كان راعيا لابلي: لا ابا لك اعدد لي من ابلي اجمالا ذللا سمانا فاحتبسها قريبا مني فاذا سمعت بجيش لمحمد صلي الله عليه و آله قد وطي ء هذه البلاد فآذني [1] ففعل، ثم انه اتاني ذات غداة فقال: يا عدي ما كنت صانعا اذ غشيتك خيل محمد له فاصنعه الان فاني قد رايت رايات فسالت عنها فقالوا: هذه جيوش محمد صلي الله عليه و آله. فقلت: فقرب الي اجمالي، فقربها فاحتملت باهلي و ولدي ثم قلت: الحق باهل ديني من النصاري بالشام. فسلكت


الحوشية [2] و خلفت بنتا لحاتم في الحاضر، فلما قدمت الشام اقمت بها و تخالفني خيل لرسول الله صلي الله عليه و آله فتصيب ابنة حاتم فيمن اصابت، اي سبيت فيمن سبي، فقدم بها علي رسول الله صلي الله عليه و آله في سبايا من طي و قد بلغ رسول الله هربي الي الشام. قال: فجعلت بنت حاتم في حظيرة ببات المسجد و كانت السبايا تحبس فيها، فمر بها رسول الله صلي الله عليه و آله فقامت اليه و كانت امراة جزلة اي عاقلة اصيلة الراي، فقالت: يا رسول الله هلك الوالد و غاب الوافد فامنن علي من الله عليك. قال: و من وافدك؟ قالت: عدي بن حاتم. قال: الفار من الله و رسوله. قالت: ثم مضي رسول الله صلي الله عليه و آله و تركني حتي اذا كان من الغد مر بي فقلت له مثل ذلك و قال لي مثل ما قال بالامس. قالت: حتي اذا كان بعد الغد مر بي و قد يئست منه فاشار الي رجل من خلفه ان قومي فكلميه. قالت: فقمت اليه فقلت: يا رسول الله هلك الوالد و غاب الوافد فامنن علي من الله عليك. فقال صلي الله عليه و آله: قد فعلت فلا تعجلي بخروج حتي تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتي بلغك الي بلادك ثم آذيني. فسالت من الرجل الذي اشار الي ان اكلمه فقيل علي بن ابي طالب، و اقمت حتي قدم ركب من بلي او قضاعة [3] . قالت: انما اريد ان آتي اخي بالشام، فجئت رسول الله صلي الله عليه و آله فقلت: يا رسول الله قد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة و بلاغ. قالت: فكساني رسول الله صلي الله عليه و آله و حملني و اعطاني نفقة، فخجرت معهم حتي قدمت الشام. انتهي [4] .

اقول: انظر الي سيرة النبي صلي الله عليه و آله مع الكفار و الي قوله اكرموا


كريم كل قوم [5] ، ثم انظر الي سيرة بني امية مع اهل بيته.

قال اهل السير [6] : و ادخل عيال الحسين عليه السلام علي، فدخلت زينب اخت الحسين في جملتهم متنكرة و عليها ارذل ثيابها، فمضت حتي جلست ناحية من القصر و حف بها اماؤها، فقال ابن زياد: من هذه التي انحازت ناحية و معها نساؤها؟ فلم تجبه زينب، فاعاد ثانية و ثالثة يسال عنها، فقال له بعض امائها: هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله (ص). فاقبل عليها ابن زياد و قال لها: الحمد لله الذي فضحكم و قتلكم و اكذب احدوثتكم. فاقلت زينب: الحمد لله الذي اكرمنا بنبيه محمد صلي الله عليه و آله و طهرنا من الرجس تطهيرا، انما يفتضح الفاسق و يكذب الفاجر و هو غيرنا، و الحمد لله. فقال ابن زياد: كيف رايت فعل الله باهل بيتك. قالت: ما رايت الا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الي مضاجعهم و سيجمع الله بينك و بينهم فتحاج و تخاصم فانظر لمن يكن الفلج هبلتك [7] امك يابن مرجانة. فغضب ابن زياد و استشاط.

قلت: عيرته زينب سلام الله عليها بامه مرجانة الزانيه المشهورة التي اشار اليها ابوزينب [8] سلام الله عليه في قوله لميثم التمار «و لياخذنك العتل الزنيم ابن الامة الفاجرة عبيد الله بن زياد» [9] و اشار اليها سراقة الباهلي في هذا البيت:



لعن الله حيث حل زيادا

و ابنه و العجوز ذات البعول



كما عيرت سلام الله عليها يزيد بان نسبته الي جدته هند آكلة الاكباد في خطبتها في مجلسه حيث قالت: و كيف يرتجي مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء


و نبت لحمه من دماء الشهداء [10] و من تامل في ذلك يعرف انها كيف احرقت قلب يزيد اخزاه الله و لعنه و اخرسته عن الكلام، و ذلك لان يزيد افتخر بخندف زوجة الياس بن مضر ام مدركة احد اجداد قريش في قوله:



لست من خندف ان لم انتقم

من بني احمد ما كان فعل



فكانها قالت له لا تذكر خندف التي بينك و بينها ثلاثة عشر ابا بل اذكر جدتك القريبة هند و افعالها.


پاورقي

[1] اي علمني «منه».

[2] الحواشة الامر يکون فيه الاثم و القطيعة «منه».

[3] ان بلي علي وزن رضي اسم قبيلة من قضاعة، و قضاعة علي وزن ثمامة لقب عمرو بن مالک ابن حمير الذي هو رئيس القبيلة من اليمن و يکون من هذه القبيلة القاضي ابوعبدالله محمد بن سلامة جامع کلمات القصار لرسول‏الله صلي الله عليه و آله و المسمي ب«شهاب الاخبار» و عليه شروح عديدة (منه).

[4] سيرة ابن‏هشام 225 /4.

[5] البحار 53 /41، الکافي 659 /2 مع اختلاف يسير.

[6] الارشاد للمفيد 228.

[7] نکلتک خ ل.

[8] ابوزينب کنية اميرالمؤمنين عليه‏السلام يعبر الشيعة عنه بهذه الکنيه في ايام التقية حتي لا يعرفه احد من الاجانب «منه».

[9] البحار 132 /42، رجال الکشي: 85.

[10] اللهوف: 163.