بازگشت

المبشرة الجعفرية الكاشفة عن جلالة الحبيب في الحضرة الحسينية


و مما يشهد بجلالة حبيب قدس الله روحه ما حكاه شيخنا الاجل المحدث المتبحر النوري نور الله مرقده في كتاب دار السلام قال: حدثني العالم الجليل و المعظم النبيل الشيخ الاعظم الرفيع الشان اللامع البرهان كشاف حقائق الشريعة بطرائف البيان لم يطمثهن انس قبله و لا جان ناموس العصر و فريد الدهر البدر الانور شيخ المسلمين الشيخ جعفر التستري المزين بوجوده المبارك في هذه السنة ارض الغري، قال دام ظله العالي: لما فرغت من تحصيل العلوم الدينية في المشهد الغروي و آن اوان النشر و وجوب الانذار رجعت الي وطني و قمت باداء ما كان علي من اهداء الناس علي تفاوت مراتبهم، و لعدم تضلعي بالآثار المتعلقة بالمواعظ و المصائب كنت مكتفيا باخذ تفسير الصافي بيدي علي المنبر و القراءة منه في شهر رمضان و الجمعات و روضة الشهداء للمولي حسني الكاشفي في ايام عاشوراء و لم اكن ممن يمكنه الانذار و الابكاء بما اودعه في صدره، الي ان مضي علي عام و قرب شهر محرم الحرام فقلت في نفسي ليلة: الي متي اكون صحفيا لا افارق الكتاب. فقمت اتفكر في تدبير الغناء عنه و الاستقلال في الخطاب و سرحت بريد فكري في اطراف هذا المقام الي ان سئمت منه و اخذني المنام فرايت كاني بارض كربلاء في ايام نزول المواكب الحسينية فيها و خيمهم مضروبة و عساكر الاعداء في تجاههم كما جاء من الرواية، فدخلت علي فسطاط سيد الانام ابي عبدالله عليه السلام فسلمت عليه فقربني و ادناني و قال لحبيب بن مظاهر: ان فلانا و اشار الي ضيفنا اما الماء فلا يوجد عندنا منه شي ء و انما يوجد عندنا دقيق و سمن فقم و اصنع له منهما طعاما و احضره لديه. فقام و صنع منه شيئا و وضعه عندي و كان معه قاشوق، فاكلت منه لقيمات و انتبهت و اذا انا اهتدي الي دقائق و اشارات في المصائب و لطائف


و كنايات في آثار الاطائف ما لم يسبقني اليها احد، و زاد كل يوم الي ان اتي شهر الصيام و بلغت في مقام الواعظ و البيان غاية المرام. انتهي [1] .

و ليعلم انه قد روي عن حبيب الحديث، ففي البحار قال محمد بن بحر الشيباني: فقد روي لنا عن حبيب بن مظاهر الاسدي بيض الله وجهه انه قال للحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام: اي شي ء كنتم قبل ان يخلق الله عز و جل آدم؟ قال: كنا اشباح نور ندور حول عرش الرحمن فنعلم الملائكة التسبيح و التهليل و التمجيد. و لهذا تاويل دقيق ليس هذا مكان شرحه و قد بيناه في غيره. انتهي [2] .

و اما ما في كتاب الحج من جواهر الكلام عن حبيب بن مظاهر قال: ابتدات في طواف الفريضة فطفت شوطا فاذا انسان قد اصاب انفي فادماه فخرجت فغسلت ثم جئت فابتدات الطواف، فذكرت ذلك لابي عبدالله عليه السلام فقال: بئسما صنعت، كان ينبغي لك ان تبني علي ما طفت اليه، اما انه ليس عليك شي ء [3] .

فهل هو حبيب بن مظاهر الاسدي «ره» و ابوعبدالله هو الحسين بن علي عليه السلام علي احتمال او هو غيره و لا نعرفه، و هذا هو الظاهر لان اباعبدالله اذا اطلق في الحديث فالمراد منه جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه و حبيب بن مظاهر الاسدي ما ادركه. و الله العالم.

(الثاني): انس بن الحرث الاسدي الكاهلي، و كاهل بطن من اسد بن خزيمة.

(بص): كان انس صحابيا كبيرا ممن راي النبي صلي الله عليه و آله و سمع حديثه، و كان فيما سمع منه و حدث به ما رواه جمع غفير من العامة و الخاصة عنه انه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول و الحسين بن علي عليهماالسلام


في حجره: ان ابني هذا يقتل بارض من ارض العراق، الا فمن شهده فلينصره. ذكر ذلك الجزري في اسد الغاية و ابن حجر في الاصابة و غيرهما. و لما رآه في العراق و شهده نصره و قتل معه [4] .

قلت: اني ذكرت مقتله في نفس المهموم [5] فلا نعيده، و لكن ينبغي التنبيه علي شي ء، و هو انه قد قتل مع الحسين عليه السلام من اصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله جماعة: منهم الكاهلي المذكور، و منهم حبيب بن مظهر علي ما نقله (بص) عن ابن حجر [6] ، و منهم مسلم بن عوسجة الاسدي علي ما ذكره ابن سعد في الطبقات [7] ، و في الكوفة هاني بن عروة فقد ذكروا انه نيف علي الثمانين، و عبدالله بن يقطر الحميري رضيع الحسين عليه السلام (بص) كانت امه حاضنة للحسين كام قيس بن ذريح للحسن عليه السلام و لم يكن رضع عندها و لكنه يسمي رضيعا له لحضاته امه له، و ام الفضل بن العباس لبابة كانت مربية للحسين عليه السلام و لم ترضعه ايضا كما صح في الاخبار انه لم يرضع من غير ثدي امه فاطمة عليهاالسلام و ابهام رسول الله صلي الله عليه و آله تارة و ريقة تارة اخري، قال ابن حجر في الاصابة انه كان صحابيا لانه لدة [8] الحسين عليه السلام [9] .

قلت: و في شرح قصيدة ابي فراس عند ذكر مقتل الحسين عليه السلام و اصحابه قال: ثم برز جابر بن عروة الغفاري و كان شيخا كبيرا و قد شهد مع رسول الله صلي الله عليه و آله بدرا و حنينا، فجعل يشد وسطه بعمامته ثم شد حاجبيه بعصابة حتي رفعهم عن عينيه و الحسين عليه السلام ينظر اليه و هو يقول: شكرا لله سعيك يا شيخ. فحمل و لم يزل يقاتل حتي قتل ستين رجلا و استشهد رحمةالله


عليه و رضوانه [10] .

(الثالث): ابوالشعثاء يزيد بن زياد بن مهاصر بالصاد الكندي البهدلي، كان رجلا شريفا شجاعا فاتكا، خرج الي الحسين من الكوفة من قبل ان يتصل به الحر، و قد ذكرنا كلامه مع رسول ابن زياد الي الحر و مقتله في نفس المهموم [11] .

(الرابع): ابوجحل و هو مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن اسد بن خزيمة الاسدي (بص) كان رجلا شريفا سريا عبادا متنسكا [12] .

قال ابن سعد في طبقاته [13] : و كان صحابيا ممن راي رسول الله صلي الله عليه و اله و روي عنه الشعبي [14] و كان فارسا شجاعا له ذكر في المغازي و الفتوح


الاسلامية. انتهي [15] و قد ذكرنا مقتله في المقتل.

(الخامس): قيس بن مسهر الصيداوي، و كان رجلا شريفا في بني الصيداء شجاعا مخلصا في محبة اهل البيت عليهم السلام، و هو المراد من قول الكميت:

و شيخ بني الصيداء قد فاظ قبلهم

و صيداء بطن من بني اسد، و فاظ بالظاء المعجمة مات، فاذا قلت فاضت نفسه فبالضاد و اجازوا الظاء.

و قد ذكرنا في المقتل انه كان رسول الحسين عليه السلام الي اهل الكوفة فظفر به ابن زياد فامر بالقائه من اعالي القصر فالقي من هناك فمات رحمه الله، فلما بلغ نعيه الحسين عليه السلام ترقرقت عيناه بالدموع و لم يملك دمعته ثم قرا (فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا)، اللهم اجعل لنا و لهم الجنة نزلا و اجمع بيننا و بينهم في مستقر رحمتك و غائب مذخور ثوابك [16] .

(السادس) الموقع بن ثمامة الاسدي، و هو المراد من قول الكميت:

و ان اباموسي اسير مكبل

الموقع بالواو و تشديد القاف و بعدها العين المهملة بزنة المعظم، و هو في الاصل بمعني المبتلي بالمحن. كذا ضبطه بعض اهل الادب، و لكن المشهور المرقع بالراء المهملة مكان الواو، و ثمامة بالثاء المثلثة المضمومة و الميم المخففة.

(بص) كان الموقع ممن جاء الي الحسين عليه السلام في الطف و خلص اليه ليلا مع من خلص، قال ابومخنف: ان الموقع صرع فاستنقذه قومه و اتوا به الي الكوفة فاخفوه، و بلغ ابن زياد خبره فارسل عليه ليقتله فشفع فيه جماعة من بني اسد فلم يقتله و لكن كبله بالحديد و نفاه الي الزارة و كان مريضا من الجراحات التي


به، فبقي في الزارة مريضا مكبلا حتي مات بعد سنة. و الزارة موضع بعمان كان ينفي اليه زياد و ابنه من شاء من اهل البصرة و الكوفة [17] .

و ليعلم انه قد مات من انصار الحسين عليه السلام بعده من الجراحات غير الموقع نفران:

اولهما- سوار بن منعم بن حابس بن ابي عمير بن نهم الهمداني النهمي و كان ممن اتي الي الحسين عليه السلام ايام الهدنة و قاتل في الحملة الاولي فجرح و صرع.

(بص) قال في الحدائق الوردية: قاتل سوار حتي اذا صرع اتي به اسيرا الي عمر بن سعد، فاراد قتله فشفع فيه قومه و بقي عندهم جريحا حتي توفي علي راس ستة اشهر.

و قال بعض المؤرخين: انه بقي اسيرا حتي توفي و انما كانت شفاعة قومه الدفع عن قتله.

و يشهد له ما ذكر في القائميات من قوله عليه السلام: السلام علي الجريح الماسور سوار بن ابي عمير النهمي. علي انه يمكن حمل العبارة علي اسره في اول الامر. و النهمي بالنون المفتوحة و الهاء الساكنة و الميم، و الفهمي بالفاء تصحيف [18] .

و ثانيهما- عمرو بن عبدالله الهمداني الجندعي بالجيم و النون و المهملتين بعده نسبة الي جندع كقنفذ و بنو جندع بطن من همدان.

(بص): كان عمرو ممن اتي الي الحسين عليه السلام ايام المهادنة في الطف و بقي معه، قال في الحدائق: انه قاتل مع الحسين عليه السلام فوقع صريعا مرتثا بالجراحات قد وقعت ضربة علي راسه بلغت منه، فاحتمله قومه و بقي مريضا


من الضربة صريع فراش سنة كاملة ثم توفي علي راس السنة رضي الله عنه، و يشهد له ما ذكر في القائميات من قوله عليه السلام: السلام علي الجريح المرتث [19] عمرو الجندعي [20] .


پاورقي

[1] دار السلام 314 /2.

[2] البحار 311 /57، علل الشرائع 20 /1.

[3] جوهر الکلام 321 /19، الوسائل 447 /5، الفقيه 395 /2.

[4] ابصار العين 56.

[5] نفس المهموم.

[6] ابصار العين: 128.

[7] رجال الممقاني 214 /3 نقلا عن محکي الطبقات.

[8] اللدة الذي ولد مع الانسان في زمن واحد «منه».

[9] ابصار العين 52.

[10] ناسخ التواريخ مجلد الحسين عليه‏السلام 312 /2 نقلا عن شرح الشافية.

[11] نفس المهموم.

[12] ابصار العين 61.

[13] ابن‏سعد هو ابوعبدالله محمد بن سعد الزهري البصري کاتب الواقدي صاحب کتاب طبقات الصحابة و التابعين ينقل عنه السبط في التذکرة توفي سنة ثلاثين و مائتين و اما ابن‏سعد الذي قتل الحسين بن علي عليهماالسلام فهو عمر بن سعد بن ابي‏وقاص قتله المختار سنة 65 خمس و ستين.

قال ابن‏حجر في التقريب: عمر بن سعد بن ابي‏وقاص المدني نزيل الکوفة صدوق لکن مقته الناس لکونه کان اميرا علي الجيش الذي قتل الحسين بن علي من الثانية قتله المختار سنة خمس و ستين او بعدها و وهم من ذکره في الصحابة فقد جزم ابن‏معين بانه ولد يوم مات عمر بن الخطاب. انتهي.

قوله من الثانية اي من الطبقة الثانية.

قال في اول التقريب: و اما الطبقات:

فالاولي الصحابة علي اختلاف مراتبهم و تمييز من ليس له منهم الا مجرد الرؤية من غيره.

الثانية طبقة کبار التابعين کابن‏المسيب.

الثالثة الطبقة الوسطي من التابعين کالحسن و ابن‏سيرين الخ.

فعلم من کلام ابن‏حجر ان عمر بن سعد عنه في درجة سعيد بن المسيب المعروف بکثرة العلم في التابعين احد الفقهاء السبعة بل افضلهم و الذي يعد مرسلاته اصح المراسيل بل مرسلاته عند الشافعية کمرسلات محمد بن ابي‏عمير عندنا.

[14] الشعبي بفتح الاول و سکون الثاني ابوعمرو عامر بن شراحيل الکوفي من التابعين و ثقه ابن حجر و لکن عندنا انه مذموم مطعون «منه».

[15] رجال الممقاني 214 /3 نقلا عن محکي الطبقات.

[16] نفس المهموم.

[17] ابصار العين: 68.

[18] ابصار العين: 80.

[19] السلام علي المرتث معه عمرو بن عبدالله الجندعي. خ ل «منه».

[20] ابصار العين 81.