بازگشت

حسن خاتمه رجل من اليهود لفتوته


روي القطب الراوندي [1] رحمه الله عن ابي عبيدة بن عبدالله بن مسعود عن


ابيه قال: ان الله تعالي امر نبيه صلي الله عليه و آله ان يدخل الكنيسة ليدخل رجل الجنة، قدما دخلها و معه جماعة فاذا هو بيهود يقراون التوراة و قد وصلوا الي صفة النبي صلي الله عليه و آله، فلما راوه امسكوا و في ناحية الكنيسة رجل مريض، فقال النبي صلي الله عليه و آله: ما لكم امسكتم؟ فقال المريض: انهم اتوا علي صفة النبي فامسكوا، ثم جاء المريض يجثو حتي اخذ التوراة فقراها حتي اتي علي آخر صفة النبي صلي الله عليه و آله و امته، فقال: هذه صفتك و صفة امتك و انا اشهد ان لا اله الا الله و انك رسول الله. ثم مات. فقال النبي صلي الله عليه و آله: ولوا اخاكم [2] .

اقول: ما اشبه حال هذا المريض الحر الفتي بحال الحر بن يزيد الرياحي علي ما ذكره السبط ابن الجوزي في التذكرة، فانه ذكر بعد نداء الحسين عليه


السلام شبث بن ربعي [3] و حجارا [4] و قيس بن الاشعث و يزيد بن الحرث: الم تكتبوا الي ان قد اينعت الثمار و اخضر الجناب و انما تقدم علي جند لك مجند فاقبل، و قولهم له في جوابه: لم نفعل و ما ندري ما تقول. قال: و كان الحر بن يزيد اليربوعي من ساداتهم، فقال له: بلي و الله لقد كاتبناك و نحن الذين اقدمناك فابعد الله الباطل و اهله، و الله لا اختار الدنيا علي الآخرة. ثم ضرب راس فرسه و دخل عسكر الحسين عليه السلام، فقال له الحسين: اهلا و سهلا انت و الله الحر في الدنيا و الآخرة. انتهي [5] .

اعلم انه لما كان مولانا الحسين عليه السلام باب الوسيلة و مفتاح خزائن الرحمة و مصباح الهدي و سفينة النجاة فغير بعيد ان يكون اكثر ما روي عنه من الرقة الاستعبار و الطلب و الاصرار في ان يتركوه و لا يقتلوه اشفاقا عليهم من ارتكاب تلك الجرائم الفظيعة التي ما ارتكبت واحدة منها اشقي امة من الامم في العالم و لعل هذا هو السر ايضا في تكرر الاستغاثة منه طلب الناصر و المعين، فانه ليس حرصا


في البقيا علي نفسه المدقسة بل البقيا عليهم و طلبا لنجاة بعضهم بعد ان تعذرت نجاة كلهم.

فاول استغاثة صدرت منه استغاثته عندما راي تصميم القوم علي قتاله و عدم انتفاعهم بتلك المواعظ التي يكاد ان تذوب منها قلب الجلمود و تقوم لها الاطفال من المهود، فنادي: اما من مغيث يغيثنا لوجه الله، اما من ذاب يذب عن حرم رسول الله صلي الله عليه و آله. فلما راي الحر ان القوم قد صمموا علي قتال الحسين و سمع صيحته عليه السلام دنا من عمر بن سعد فقال: اي عمر امقاتل انت هذا الرجل؟ قال: اي و الله قتالا ايسره ان تسقط الرؤوس و تطيح الايدي. قال: افما لكم فيما عرضه عليكم رضي؟ قال عمر: اما لو كان الامر الي لفعلت و لكن اميرك قد ابي. فاقبل الحر حتي وقف من الناس موقفا و اخذه مثل الافكل اي الرعدة و هذه هي الانابة الي الله و الهزة الالهية. فقال له المهاجر بن اوس: ان امرك لمريب، و الله ما رايت منك في موقف قط مثل هذا، و لو قيل لي من اشجع اهل الكوفة ما عدوتك، فما هذا الذي اري منك. فقال له الحر: اني و الله اخير نفسي بين الجنة و النار، فو الله لا اختار علي الجنة شيئا و لو قطعت و حرقت.



تادل سر گشته كجا رو كند

تا بكه اين شيفته جان خو كند



ميرود و ميبردم سوي دوست

تا كشدم در خم كيسوي دوست



رخت بسر منزل سلمي كشم

تا ز ثري سر بثريا كشم



گر من و دل بر در او جا كنيم

ديگر از اين به جه تمنا كنيم [6] .



ثم ضرب فرسه قاصدا الي الحسين عليه السلام و يده علي راسه هو يقول: اللهم اليك انبت فتب علي فقد ارعبت قلوب اوليائك و اولاد بنت نبيك، فلحق بالحسين عليه السلام [7] .


و لسان حاله.



اي كرمت هم نفس بيكسان

جز تو كسي نيست كس بيكسان



بيش تو با ناله و آه آمدين

معتذر از جرم و گناه آمديم



جز تو ره قبله نخواهيم ساخت

گر ننوازي تو كه خواهد نواخت



يا دشو اي مونس غمخوار گان

جاره كن اي جارة بيجارگان



در گذر از جرم كه خواهنده ايم

جارة ما كن كه بناهنده ايم



جاره ما ساز كه بي ياوريم

گر تو برائي بكه در آوريم



لن ابرح الباب حتي تصلحوا عوجي

و تقبلوني علي عيبي و نقصاني



فان رضيتم فيا عزي و يا شرفي

و ان ابيتم فمن ارجو لغفراني



اي در تو مقصد و مقصود ما

وي رخ تو شاهد و مشهود ما



نقد غمت ماية هو شاديي

بندگيت به ز هر آزاده اي



كوي تو بزم دل شيداي ما است

مسكن ما منزل ما جاي ما است



عشق تو مكنون ضمير من است

خاك سراي تو سرير من است



اي غمت از شادي احباب به

درد تو از داروي اصحاب به



كوه غمت سينة سيناي من

روشني ديده بيناي من [8] .


قيس: لما دنا منهم قلب [9] ترسه فقالوا مستامن، حتي اذا عرفوه سلم علي الحسين عليه السلام و قال له: جعلت فداك يابن رسول الله انا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع و سايرتك في الطريق و جعجعت [10] بك في هذا المكان و ما ظننت ان القوم يردون عليك ما عرضته عليهم و لا يبلغون منك هذه المنزلة، و الله لو علمت انهم ينتهون بك الي ما اري ما ركبت منك الذي ركبت و انا تائب الي الله مما صنعت فتري لي من ذلك توبة.



گر تو براني كسم شفيع نباشد

روبتو دانم دگر بهيج وسائل [11] .



فقال له الحسين عليه السلام: نعم يتوب الله عليك فانزل. قال: فانا لك فارس خير من راجل اقاتلهم علي فرسي ساعة و الي النزول ما يصير آخر امري. فقال له الحسين عليه السلام: فاصنع رحمك الله ما بدا لك. فاستقدم امام الحسين عليه السلام فقال: يا اهل الكوفة لامكم الهبل و العبر دعوتم هذا العبد الصالح حتي اذا اتاكم اسلمتموه- الخ [12] .

قلت: اني احتمل ان عدم امتثال الحر امره عليه السلام بالنزول و استيذانه الخروج الي القوم لما صدر منه اليه عليه السلام، فكانه يستحيي ان ينظر اليه، و انا احب ان اتمثل في هذا المقام بما انشده علم الدين السخاوي [13] عند وفاته:






قالوا غدا ناتي ديار الحمي

و ينزل الركب بمغناهم



فكل من كان مطيعا لهم

اصبح مسرورا بلقياهم



قلت فلي ذنب فما حيلتي

باي وجه اتلقاهم



قالوا اليس العفو من شانهم

لا سيما عمن ترجاهم




پاورقي

[1] القطب الراوندي هو الشيخ الجليل العالم الفاضل الفقيه المتبحر ابوالحسين سعيد بن هبة الله الراوندي صاحب المصنفات الفائقة منها شرح نهج‏البلاغة و منها کتاب الخرائج و الجرائح و منها کتاب الدعوات، نقل عنها هذه الرواية:

قال: روي ان الله تعالي قال لموسي عليه‏السلام: هل عملت لي عملا قط؟ قال: صليت لک و صمت و تصدقت و ذکرت لک. قال الله تبارک و تعالي: اما الصلاة فلک برهان و الصوم جنة و الصدقة ظل و الذکر نور، فاي عمل عملت لي؟ قال موسي: دلني علي العمل الذي هو لک؟ قال: يا موسي هل واليت لي وليا و هل عاديت لي عدوا قط. فعلم موسي ان افضل الاعمال الحب في الله و البغض في الله. و اليه اشار الرضا عليه‏السلام بمکتوبه: کن محبا لآل محمد و ان کنت فاسقا و محبا لمحبيهم و ان کانوا فاسقين.

و من شجون الحديث ان هذا المکتوب هو الآن عند بعض اهل کرمند قرية من نواحينا الي اصفهان ما هي، و قصته ان رجلا من اهلها کان جمالا لمولانا ابي‏الحسن عليه‏السلام عند توجهه الي خراسان فلما اراد الانصراف قال له: يابن رسول‏الله شرفني بشي‏ء من خطک اتبرک به و کان الرجل من العامة فاعطاه ذلک المکتوب (البحار 252 /66).

توفي القطب الراوندي في ضحي الاربعاء يوم الرابع عشر في شوال سنة ثلاث و سبعين و خمسمائة، و قبره بقم في جوار الحضرة الفاطمية لا زالت مهبطا للفيوضات السبحانية في الصحن الجديد منها، و يبالي ان في لوح قبره تاريخ وفاته هکذا: سنة 548 و هو اشتباه فان فراغه من جمع فقه القرآن سنة 562. و راوند بليدة قرب قاشان و اصفهان «منه».

[2] البحار 216 /15 نقلا عن خرائج الراوندي.

[3] في تقريب ابن‏حجر: شبث بفتح اوله و الموحدة ثم المثلثة ابن‏ربعي التميمي اليربوعي ابوعبدالقدوس الکوفي مخضرم کان مؤذن سجاح ثم اسلم ثم کان ممن اعان علي عثمان ثم صحب عليا ثم صار من الخوارج عليه ثم تاب فحضر قتل الحسين عليه‏السلام ثم کان ممن طلب بدم الحسين مع المختار ثم ولي شرطة الکوفة ثم حضر قتل المختار و مات بالکوفة في حدود الثمانين «منه». راجع سفينة البحار 682 /1.

[4] حجار بن ابجر بالحاء المهملة و الجيم المشددة الذي شهد قتل الحسين عليه‏السلام و ابوه ابجر بالباء الجيم علي ما ينقل کان نصرانيا مات علي النصرانيه بالکوفة فشيعة بالکوفة النصاري لاجله و المسلمون لاجل ولده الي الجبانة، فمر بهم عبدالرحمن بن ملجم لعنه الله فقال: ما هذا فاخبروه فقال.



لئن کان حجار بن ابجر مسلما

لقد بوعدت منه جنازة ابجر



و ان کان حجار بن ابجر کافرا

فما مثل هذا من کفور بمنکر



فلولا الذي انوي لفرقة جمعهم

بابيض مصفون الغرارين مشهر



و کان الملعون عازما علي قتل اميرالمؤمنين عليه‏السلام مشتملا علي السيف الذي ضربه به.

[5] تذکرة الخواص 143.

[6] الي اين يتجه قلبي الواله؟ و مع من يتطبع هذا القلب العاشق؟ انه يذهب و ياخذني معه نحو الخليل. حتي يربطني به و يضع في عنقي سلاسله. انني ساذهب الي المعشوق و انتقل من الثري الي الثريا فلو اعتکفت مع قلبي عند ابوابه لا اتمني شيئا آخر وراء ذلک يعد افضل منه.

[7] راجع اللهوف 90، الارشاد للمفيد 219، ابصار العين 119.

[8] ايها الکريم الذي يواسي المعدمين، لا يوجد شخص آخر يکون صديق المحرومين. جئتک مع تحسر و خشوع. معتذرا من ذنبي و معصيتي. انني لا اتعرف علي غيرک. فان لم تقبلني فتري من يقبلني؟

کن معي يا انيس المهمومين، و عالج آلامي يا طبيب المساکين، انني اطلب منک الصفح عن سيئاتي، ضمد جراحي فانني لاجي‏ء. ساعدني فانني لا املک نصيرا، و اذا رفضتني فالي اين اذهب؟ لن ابرح الباب حتي يصلحوا عوجي، و تقبلوني علي عيبي و نقصاني. فان رضيتم فيا عزي و يا شرفي، و ان ابيتم فمن ارجو لغفراني. يا من هو مرادي و مقصودي، و يا من يکون شاهدي و مشهودي، ان الاسي فيک مبعث الفرح، و عبوديتک افضل من جميع الحريات.

ان سبيلک محفل قلبي الواله، و مسکني و بيتي و مقامي، ان عشقک مختبا في اعماق ضميري، و ان تراب بيتکم سرير مبيتي. يا من الحزن من اجلک احلي من الفرح مع الاصدقاء، و الآلآم الناجمة من جراءک افضل من دواء الاحباب، و جبال الهم و الحزن فيک بمثابة سفح جبل طور. مينائي و نور بصري و عيني.

[9] قلب ترسه هو علامة لعدم الحرب، و ذلک لان المقبل الي القوم و هو متترس شاهر سيفه محارب لهم فاذا قلب الترس و اغمد السيف فهو غير محارب اما مستامن او رسول «منه».

[10] و منه کتاب عبيد الله بن زياد الي عمر بن سعد: ان جعجع بحسين و اصحابه اي ضيق عليهم المکان. منتهي الارب «منه».

[11] لو طردتني فلا يکون احد شفيعا لي، انني انظر اليک و لا التجا الي غيرک ابدا.

[12] راجع ابصار العين 119، الارشاد 219.

[13] السخاوي هو ابوالحسن علم الدين علي بن محمد بن عبدالصمد المصري النحوي شيخ القراء شارح الشاطبية و مفصل الزمخشري و غيره توفي بدمشق سنة 643 ثلاث و اربعين و ستمائة. و سخا مقصورة کورة بمصر. و ذيل هذه الاشعار سيدنا الاجل السيد نصر الله الحائري:



فجئتهم اسعي الي بابهم

ارجوهم طورا و اخشاهم «منه».