بازگشت

في مدح اصحاب الحسين و ذكر بعضهم


اصحاب الحسين رضوان الله عليهم هم سادات الشهداء يوم القيامة و الرضوان عن الله تعالي و هو راض عنهم، و اخبر النبي صلي الله عليه و آله عنهم في اخباره بشهادة الحسين عليه السلام بقوله: و هو يومئذ في عصبة كانهم نجوم السماء


يتهادون الي القتل، و كاني انظر الي معسكرهم و الي موضع رحالهم و تربتهم [1] .

و رآه ابن عباس في ليلة قتل الحسين عليه السلام في المنام و بيده قارورة و هو يجمع فيها دماء فقال: يا رسول الله ما هذا؟ قال: هذا دماء الحسين و اصحابه ارفعها الي الله تعالي [2] .

و راته ام سلمة ايضا شاحبا كئيبا، فقالت: ما لي اراك يا رسول الله شاحبا كئيبا؟ قال: ما زلت الليلة احفر القبور للحسين و اصحابه [3] .

و قال ميثم [4] لجبلة المكية: اعلمي ان الحسين سيدالشهداء يوم القيامة و لاصحابه علي سائر الشهداء درجة [5] .

و قال كعب الاحبار [6] في كتابنا ان رجلا من ولد محمد رسول الله صلي الله


عليه و آله يقتل و لا يجف عرق دواب اصحابه حتي يدخلوا الجنة فيعانقوا الحور العين [7] .

و روي عن الصادق عليه السلام قال: لما تفاخرت الارضون و المياه بعضها علي بعض، قالت كربلا: انا ارض الله المقدسة المباركة الشفاء في تربتي و مائي و لا فخر بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك و لا فخر علي من دوني بل شكرا لله، فاكرمها و زادها بتواضعها شكرا لله بالحسين و اصحابه [8] .

و روي في قوله تعالي (ثم رددنا لكم الكرة عليهم) خروج الحسين عليه السلام في سبعين من اصحابه عليهم البيض المذهبة لكل بيضة و جهان المؤدون الي الناس ان هذا الحسين قد خرج حتي لا يشك المؤمنون فيه [9] .

قال الشيخ الكشي [10] : و كان حبيب رحمه الله من السبعين الرجال الذين نصروا الحسين عليه السلام و لقوا جبال الحديد و استقبلوا الرماح بصدورهم و السيوف بوجوههم، و هم يعرض عليهم الامان فيابون و يقولون: لا عذر لنا عند رسول الله صلي الله عليه و آله ان قتل الحسين و منا عين تطرف حتي قتلوا حوله [11] .

و لقد اجاد من قال فيهم:



و ذوو المروة و الوفا انصاره

لهم علي الجيش اللهام زئير



طهرت نفوسهم بطيب اصولها

فعناصر طابت لهم و حجور



فتمثلت لهم القصور و ما بهم

لولا تمثلت القصور قصور






ما شاقهم للموت الا وعدة [12] .

الرحمن لا ولدانها و الحور



و انا اشير اليهم و اقول: السلام علي الارواح المنيخة بقبر ابي عبدالله الحسين عليه السلام.



السابقون الي المكارم و العلي

و الحائزون غدا حياض الكوثر



لولا صوارمم و وقع نبالهم

لم يسمع الاذان صوت مكبر



و لقد ذكرت ما يتعلق بهم في كتابنا نفس المهموم و اوردت رواية عن المسعودي انهم و اصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله يوم بدر و اصحاب القائم عليه السلام من الالف الذين ينتصر الله بهم لدينه [13] ، فلا باس ان نذكر هاهنا رواية في فضل اصحاب القائم عليه السلام الذين مثلهم مثل اصحاب الحسين عليه السلام الذين مثلهم في الارض مثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغير ابدا و مثلهم في السماء مثل القمر المنير الذي لا يطفا نوره ابدا.

البحار عن السيد علي بن عبدالحميد بالاسناد عن ابي عبدالله عليه السلام قال: له- اي للقائم عليه السلام- كنز بالطالقان ما هو بذهب و لا فضة، و راية لهم تنشر منذ طويت، و رجال كان قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله اشد من الحجر لو حملوا علي الجبال لا زالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة الا خربوها، و كان علي خيولهم العقبان يتمسحون بسرج الامام (ع) يطلبون بذلك البركة و يحفون به يقونه بانفسهم في الحروب و يكفونه ما يريد فيهم رجال، لا ينامون الليل لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياما علي اطرافهم و يصبحون علي خيولهم رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم اطوع له من الامة لسيدها، كالمصابيح كان قلوبهم القناديل و هم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة و يتمنون ان يقتلوا في سبيل الله، شعارهم «يا لثارات الحسين»، اذا ساروا يسير الرعب امامهم مسيرة شهر يمشون الي المولي ارسالا بهم ينصر الله امام الحق [14] .


قلت: فما احقهم بوصف من قال:



لله قوم اذا ما الليل جنهم

قاموا من الفرش للرحمن عبادا



و يركبون مطايا لا تملهم

اذا هم بمنادي الصبح قد نادي



هم اذا ما بياض الصبح لاح لهم

قالوا من الشوق ليت الليل قد عادا



هم المطيعون في الدنيا لسيدهم

و في القيامة سادوا كل من سادي



الارض تبكي عليهم حين تفقدهم

لانهم جعلوا للارض اوتادا



في حديقة الحكمة [15] في شرح الحديث السادس في الرضا بقضاء الله قال: و في الحديث ان موسي عليه السلام قال: يا رب ارني احب خلقك اليك و اكثرهم لك عبادة،فامره الله تعالي ان ينتهي الي قرية علي ساحل بحر و اخبره انه يجده في مكان قد سماه له، فوصل الي ذلك المكان فوقع علي رجل مجذوم مقعد ابرص يسبح الله تعالي، فقال موسي عليه السلام: يا جبرئيل اين الرجل الذي سالت ربي ان يريني اياه؟ فقال جبرئيل: هو يا كليم الله هذا. فقال: يا جبرئيل اني كنت احب ان اراه صواما قواما. فقال جبرئيل: هذا احب الي الله تعالي اعبد له من الصوام القوام، و قد امرت باذهاب كريمتيه فاسمع ما يقول. فاشار جبرئيل الي عينيه فسالتا علي خديه فقال: متعتني بهما حيث شئت و سلبتني اياهما حيث شئت و ابقيت لي فيك طول الامل يا بار يا وصول. فقال له موسي: يا عبدالله اني رجل مجاب الدعوة فان احببت ان ادعو لك تعالي يرد عليك ما ذهب من جوارحك و يبريك من العلة فعلت. فقال: لا اريد شيئا من ذلك، اختياره لي احب الي من اختياري


لنفسي، و هذا هو الرضا المحض كما تري. فقال له موسي عليه السلام: سمعتك تقول يا بار يا وصول ما هذا البر والصلة الواصلان اليك من ربك؟ فقال:ما اجد في هذا البلد يعرفه غيري. فراح متعجبا و قال: هذا اعبد اهل الدنيا.

و مثل تعجبه ممن رضي بقضاء الفعل تعجبنا ممن رضي بقضاء الامر المؤدي الي تلف النفوس و ذهاب الاعضاء و مفارقة الاولاد و النساء، كزهير بن القين البجلي و مسلم بن عوسجة الاسدي ابي حجل المشهر و حبيب بن مظهر و امثالهم رضي الله عنهم و ابلغم من رحمته غاية الرضا، فانهم راوا بحارا من الحديد تلظي تحتها عبيد الدنيا فخاضوها رضا بالقضاء و تعرضا للرضا [16] .

قلت: و كان ينبغي ان يخص بالذكر عابس بن ابي شبيب الشاكري بيض الله وجهه ايضا، فانه كان من رجال الشيعة رئيسا شجاعا خطيبا ناسكا متهجدا، و كانت بنو شاكر و هم بطن من همدان من المخلصين بولاء اميرالمؤمنين عليه السلام، و كانوا من شجعان العرب و حماتهم، و كانوا يلقبون فتيان الصباح، و كان عابس اشجع الناس و لما خرج يوم عاشوراء الي القتال لم يتقدم اليه احد، فمشي بالسيف مصلتا نحوهم و به ضربة علي جبينه، فاخذ ينادي: الا رجل الا رجل. فنادي عمر ابن سعد: ويلكم ارضخوه بالحجارة، فرمي بالحجارة من كل جانب، فلما راي ذلك القي درعه و مغفره و كان لسان حاله:



وقت آن آمد كه من عريان شوم

جسم بگذارم سراسر جان شوم



آنجه غير از شورش و ديوانگي است

اندرين ره روي در بيگانگي است



آزمودم مرگ من در زندگي است

جون رهم زين زندگي بايندگي است [17] .




ثم شد علي الناس [18] .

قلت: و كان حسان بن ثابت قصده بقوله:



يلقي الرماح الشاجرات بنحره

و يقيم هامته مقام المغفر



ما ان يريد اذ الرماح شجرنه

درعا سوي سربال طيب العنصر



و يقول للطرف اصطبر لشبا القنا

فهدمت ركن المجد ان لم تعقر



و قال شاعر العجم:



بي خود و زره بدر آمد كه مرگ را

در بر برهنه ميكشم اينك جه نو عروس



جوشن زبر گرفت كه ما هم نه ماهيم

مفغفر ز سر فكند كه بازم نيم خروس [19] .



قال الراوي: فو الله لقد رايته يكرد اكثر من مائتين من الناس، ثم انهم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل رحمةالله عليه [20] .

قلت: و يعجبني ان اتمثل في رثائه بهذين البيتين [21] .




و لنعم حشو الدرع كان و حاسرا

و لنعم ماوي الطارق المتنور



لا يمسك الفحشاء تحت ثيابه

حلو شمائله عفيف المازر



السلام عليك يا عابس بن ابي شبيب الشاكري، اشهد انك مضيت علي ما مضي عليه البدريون و المجاهدون في سبيل الله، فقد روي عن محمد بن اسحاق قال: حدثني عاصم بن عمرو بن قتادة ان عوف بن الحرث و هو ابن عفراء قال لرسول الله صلي الله عليه و آله يوم بدر: يا رسول الله ما يضحك الرب [22] من عبده؟ قال: غمسه يده في العدو حاسرا، فنزع عوف درعا كانت عليه و قذفها ثم اخذ سيفه فقاتل القوم حتي قتل رحمةالله عليه [23] .

و ليعلم ان شوذب بالفتح مولي شاكر اي نزيلهم او حليفهم ليس غلاما لعابس او عبدا له، و لعل كان مقامه اعلي من مقام عابس لما قالوا في حقه: و كان متقدما في الشيعة [24] .

و في بص [25] كان شوذب من رجال الشيعة و وجوهها من الفرسان المعدودين و كان حافظا للحديث حاملا له عن اميرالمؤمنين عليه السلام [26] .

قال صاحب الحدائق الوردية: و كان شوذب يجلس للشيعة فياتونه للحديث و كان وجها فيهم [27] .


پاورقي

[1] البحار 264 /44، تفسير الفرات 56 -55.

[2] کشف الغمة 238 /2 مع اختلاف.

[3] امالي الصدوق 84 المجلس 29.

[4] ميثم التمار من خواص اصحاب الامام اميرالمؤمنين عليه‏السلام و من حواريه و قد اخذ العلم الکثير من باب مدينة علم الرسول صلي الله عليه و آله و کان يقول لابن‏عباس الذي هو رباني هذه الامة سلني ما شئت من تفسير القرآن فاني قرات علي علي بن ابي‏طالب تنزيله و تاويله فاتي ابن‏عباس بادوات و قلم و کتب ما املي عليه ميثم التمار و کان رحمه‏الله من الزهاد و ممن يبست عليهم جلودهم من العبادة و الزهادة «منه».

[5] البحار 303 /45 امالي الصدوق المجلس 27، علل الشرائع 217 /1.

[6] کعب الاحبار کان يهوديا اسلم في خلافة عمر و کان الناس يسالونه عن الملاحم التي تظهر في آخر الزمان فصار يخبرهم و اخبهرم بقتل الحسين عليه‏السلام و ما يظهر بعد شهادته.

و قال ابن ابي‏الحديد: انه کان منحرفا عن علي عليه‏السلام و کان علي يقول: انه الکذاب و روي شيخنا الصدوق عن ليث بن سعد قال: قلت لکعب و هو عند معاويه: کيف تجدون صفة مولد النبي صلي الله عليه و آله؟ و هل تجدون لعترته فضلا؟ فالتفت کعب الي معاوية لينظر کيف هواه فاجري الله عز و جل علي لسانه فقال: هات يا ابااسحاق رحمک‏الله ما عندک. فقال کعب: اني قد قرات اثنين و سبعين کتابا کلها انزلت من السماء و قرات صحف دانيال کلها و وجدت في کلها ذکر مولده و مولد عترته- الخ «منه».

راجع البحار 261 /15، امالي الصدوق 358 المجلس 88.

[7] امالي الصدوق المجلس 29.

[8] کامل الزيارات 270، البحار 109 /98.

[9] البحار 89 /53، تفسير العياشي 281 /2، البحار 56 /51.

[10] الکشي بفتح الکاف و تشديد الشين المعجمة نسبة الي کش من بلاد ماوراءالنهر هو الشيخ الاجل المقدم الثقة العالم البصير بالرجال و الاخبار ابوعمر و محمد بن عمر بن عبدالعزيز الکشي صاحب کتاب الرجال المعروف الذي لخصه الشيخ ابوجعفر الطوسي قدس‏الله‏سره و هو کتاب کثير الفائدة «منه».

[11] رجال الکشي 79 طبع مشهد.

[12] دعوة خ ل.

[13] اثبات الوصية 126 الطبع الحجري.

[14] البحار 307 /52.

[15] حديقة الحکمة هي شرح الاربعين من الاحاديث النبوية ظفرت بنسخة قديمة منها في مشهد مولانا اميرالمؤمنين صلوات‏الله‏عليه و کانت مشتملة علي احد عشر حديثا و في ظهرها انها للامام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بن سليمان المتولد سنة 551 المتوفي سنة 610 عشر و ستمائة في کوکبان.

قلت: کوکبان جبل قرب صنعاء به قصر کان مبنيا بالفضة و الحجارة و داخله بالياقوت و الجوهر يلمع بالليل کما يلمع الکوکب فسمي بذلک. کذا في المراصد «منه». راجع المراصد 1188 /3، الذريعة للعلامة الطهراني 383 /6 و فيه: المتوفي 614.

[16] حديقة الحکمة مخطوط راجع الذريعة 383 /6.

[17] حان الوقت الذي لا بد ان اتعري بان اترک الجسم و اتحول الي روح و حقيقة مجردة. و ما هو ليس بوله و لا جنون يتنازل الانسان عنه و لا يتعرف عليه في هذا السبيل. لقد اختبرت و رايت بان موتي حياة لان هذه الحياة تبعث علي الخلود.

[18] ابصار العين 76 -75.

[19] لقد برز الي القتال من دون زرد و لا مغفر قائلا: احتضن الموت کما يحتضن العروس القي الزرد عن جسمه قائلا: بانني بدر و لست من الاسماک و القي المغفر عن راسه قائلا: انني صقر و لست من الديوک.

[20] ابصار العين 76، البحار 29 /45.

[21] هذان البيتان لمتمم بن نويره في رثاء اخيه مالک بن نويرة، حکي انه وقف مرة في المسجد اي مسجد النبي صلي الله عليه و آله و هو غاص بالصحابة ايام ابي‏بکر بعد صلاة الصبح و اتکا علي قوسه فانشد:



نعم القتيل اذ الرماح تناوحت

خلف البيوت قتلت يابن الازور



ابن الازور هو زراد الذي قتل مالکا بامر خالد بن الوليد. ثم آوي الي ابي‏بکر فقال مخاطبا له:



ادعوته بالله ثم غدرته

لو هو دعاک بذمة لم يغدر



فقال ابوبکر: و الله ما دعوته و لا غدرته الخ، و بکي حتي انحط عن سية قوسه قالوا: فما زال يبکي حتي دمعت عينه العوراء «منه».

[22] اي ما يعجبه «منه».

[23] سيرة ابن‏هشام 280 /2.

[24] راجع نفس المهموم مقتل شوذب.

[25] بص رمز لکتاب ابصار العين في انصار الحسين «منه».

[26] ابصار العين 76.

[27] ابصار العين 76 نقلا عن صاحب الحدائق الوردية. مخطوط. راجع الذريعة 291 /6.