بازگشت

في نبذ من مناقب الحسين


قال النبي صلي الله عليه و آله: ان للحسين في بواطن المؤمنين معرفة مكتومة [1] .

و روي الشيخ الصدوق [2] عن الحسين بن علي عليه السلام قال: دخلت


علي رسول الله صلي الله عليه و آله و عنده ابي بن كعب فقال لي رسول الله صلي الله عليه و آله: مرحبا بك يا اباعبدالله يا زين السماوات و الارضين. فقال له ابي: و كيف يكون يا رسول الله زين السماوات و الارض احد غيرك؟ فقال: يا ابي و الذي بعثني بالحق نبيا ان الحسين بن علي في السماء اكبر منه في الارض، فانه لمكتوب عن يمين عرش الله مصباح هدي و سفينة نجاة [3] .

و روي الشيخ الجليل الثقة علي بن محمد الخزار القمي [4] بسنده عن ابي هريرة قال: كنت عند النبي صلي الله عليه و آله و ابوبكر و عمر و الفضل بن العباس و زيد بن حارث و عبدالله بن مسعود، اذ دخل الحسين بن علي عليه السلام فاخذ النبي صلي الله عليه و آله و قبله ثم قال: حزقة حزقة ترق عين بقة، و وضع فمه علي فمه و قال: اللهم اني احبه فاحبه و احب من يحبه، يا حسين انت الامام ابن الامام ابوالائمة تسعة من ولدك ائمة ابرار [5] .

قال العلامة المجلسي رحمه الله في البحار: و في حديث الطبراني [6] باسناد


جيد عن ابي هريرة قال: سمعت اذناي هاتان و ابصرت عيناي هاتان رسول الله صلي الله عليه و آله و هو آخذ بكفيه جميعا حسنا او حسينا و قدماه علي قدمي رسول الله و هو يقول: حزقة حزقة ترق عين بقة، فيرقي الغلام فيضع قدميه علي صدر رسول الله، ثم قال: افتح فاك ثم قبله ثم قال: من احبه فاني احبه، رواه البزار [7] ببعض هذا اللفظ.

و الحزقة: الضعيف المتقارب الخطو، ذكر له ذلك علي سبيل المداعبة و التانيس، و ترق معناه اصعد، و عين بقة كناية عن ضعف العين مرفوع خبر مبتدا محذوف [8] .

و روي و عن بعض الكتب المعتبرة عن طاوس اليماني: ان الحسين بن علي عليه السلام كان اذا جلس في المكان المظلم يهتدي اليه الناس ببياض جبينه و نحره، فان رسول الله صلي الله عليه وآله كان كثيرا ما يقبل جبينه و نحره، و ان جبرئيل نزل يوما فوجد الزهراء عليهاالسلام نائمة و الحسين عليه السلام في مهده يبكي، فجعل يناغيه و يسليه حتي استيقظت فسمعت صوت يناغيه فالتفتت فلم تر احدا، فاخبرها النبي صلي الله عليه و آله انه كان جبرئيل [9] .

اقول: و يشير الي صدر الخبر ما روي انه رثت الرباب زوجها الحسين عليه السلام حين قتل فقالت:



ان الذي كان نورا يستضاء به

بكربلاء قتيل غير مدفون [10] .



و رايت في بعض الكتب الاخلاقية ما هذا لفظه: قال عصار بن المصطلق: دخلت المدينة فرايت الحسين بن علي عليه السلام فاعجبني سمته و رواؤه و اثار من


الحسد ما كان يخفيه صدري لابيه من البغض، فقلت له: انت ابن ابي تراب؟ فقال: نعم. فبالغت في شتمه و شتم ابيه، فنظر الي نظرة عاطف رؤوف ثم قال: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم (بسم الله الرحمن الرحيم، خذ العفو و امر بالعرف و اعرض عن الجاهلين، و اما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم، ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون و اخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون) [11] . ثم قال لي: خفض عليك استغفر الله لي و لك، انك لو استعنتا لاعناك لو استرفدتنا لرفدناك و لو استرشدتنا لارشدناك. قال عصام: فتوسم مني الندم علي ما فرط [12] مني فقال: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو ارحم الراحمين) [13] ،امن اهل الشام انت؟ قلت: نعم. فقال: «شنشنة اعرفها من اخزم» حيانا الله و اياك انبسط الينا في حوائجك و ما يعرض لك تجدني عند افضل ظنك انشاءالله تعالي.

قال عصام: فضاقت علي الارض بما رحبت و وددت لو ساخت بي ثم سللت منه لواذا و ما علي الارض احب الي منه و من ابيه.

اقول: لا تثريب اي لا تانيب عليكم و لا عتب. روي صاحب الكشاف في ذكر عفو يوسف الصديق عليه السلام عن اخوته و قوله فهم (لا تثريب عليكم) رواية يعجبني نقلها هاهنا و هي ان اخوة يوسف لما عرفوه ارسلوا اليه انك تدعونا الي طعامك بكرة و عشيا و نحن نستحيي منك لما فرط منا قبل. فقال يوسف عليه السلام: ان اهل مصر و ان ملكت فيهم فانهم ينظرون الي بالعين الاولي و يقولون: سبحان من بلغ عبدا بيع بعشرين درهما ما بلغ، و لقد شرفت الآن بكم و عظمت في العيون حيث علم الناس انكم اخوتي و اني من حفدة ابراهيم عليه السلام [14] .

انظر الي هذه الشيمة الكريمة من يوسف الصديق عليه السلام مع اخوته


و كان الشاعر نظم لسان حالهم يقوله:



قلت ثقلت اذ اتيت مرارا

قال ثقلت كاهلي بالايادي



قلت طولت قال لا بل تطولت

و ابرمت قال حبل ودادي



«شنشنة اعرفها من اخزم»، هذا عجز بيت و صدره: «ان بني ضرجوني بالدم» و الشعر لجد اب حاتم، و كان له ابن يقال له اخزم قيل: كان عاقا فمات و ترك بنين فوثبوا يوما علي جدهم ابي اخزم فادموه، فقال: ان بني- الخ. يعني: ان هؤلاء اشبهوا اباهم في العقوق، و الشنشنة الطبيعة و العادة، و لعله عليه السلام اراد من ذكر هذا المثل ان هذا الشتم و السب شنشنة اعرفها من اهل الشام لان معاوية سن فيهم هذه السنة القبيحة فكانوا يعلنون بسب اميرالمؤمنين عليه السلام علي المنابر.

روي انه لما بلغ اميرالمؤمنين عليه السلام امر معاوية و انه في مائة الف قال: من اي القوم؟ قالوا: من اهل الشام. قال: لا تقولوا من اهل الشام و لكن قولوا من اهل الشوم، هم من ابناء مصر لعنوا علي لسان داود فجعل منهم القردة و الخنازير [15] .

و قال مولانا الباقر عليه السلام: نعم الارض الشام و بئس القوم اهلها [16] .

و روي نصر بن مزاحم ان في يوم صفين خرج رجل مناهل الشام فقال: من يبارز، فخرج اليه رجل من اصحاب علي عليه السلام، فاقتتلا ساعة ثم ان العراقي ضرب رجل الشامي فقطعها، فقاتل ساعة ثم ضرب يده فقطعها، فرمي الشامي بسيفه اليسري الي اهل الشام ثم قال: يا اهل الشام دونكم سيفي هذا فاستعينوا به علي عدوكم، فاخذوه فاشتري معاوية ذلك السيف من اولياء المقتول بعشرة آلاف [17] .


الدر النظيم للشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم العاملي تلميذ المحقق الحلي قدس سرهما مسندا عن مولي للحسين بن علي عليه السلام قال: ان سائلا خرج ذات ليلة فتخطي ازقة المدينة حتي اتي باب الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام و قرع الباب و انشا يقول:



لم يخب الآن من رجاك و من

حرك من خلف بابك الحلقة



و كان الحسين عليه السلام واقفا في محرابه يصلي، فاوجز في صلاته و اقبل الي الباب فاذا هو بسائل عريان، فقال له: ايها السائل مكانك حتي اعود اليك، ودعا مولي له فقال له: يا غلام امعك شي ء؟ قال: معي الفا درهم اعطيتنيها بالامس افرقها علي اهلك و مواليك. قال: ائتني بها يا غلام فقد جاء من هو احق بها من اهلي و موالي، و كان عليه بردتان يمانيتان فشد الالفين في احدي البردتين و دفعها الي السائل و انشا يقول:



خذها فاني اليك معتذر

و اعلم باني عليك ذو شفقة



فاخذها السائل و انشا يقول:



مطهرين نقيات ثيابهم

تجري الصلاة عليهم اينما ذكروا



و انتم السادة الاعلون عندكم

علم الكتاب و ما جاءت به السور



من لم يكن علويا حين تنسبه

فما له في قديم الدهر مفتخر [18] .



و روي الشيخ الفقيه الاقدم ابومحمد الحسن بن علي بن شعبة من مقدمي اصحابنا صاحب كتاب تحف العقول: انه جاء الحسين عليه السلام رجل من الانصار يريد ان يساله حاجة، فقال: يا اخا الانصار صن وجهك عن بذلة المسالة و ارفع حاجتك في رقعة و آت بها ساسرك انشاءالله. فكتب اليه: يا اباعبدالله ان لفلان علي خمسمائة دينار و قد الح بي فكلمه ينظرني الي ميسرة. فلما قرا الحسين عليه السلام الرقعة دخل الي منزله فاخرج صرة فيها الف دينار و قال له: اما


خمسمائة فاقض بها دينك، و اما خمسمائة فاستعن بها علي دهرك و لا ترفع حاجتك الا الي احد ثلاثة الي ذي دين او مروءة او حسب [19] .

اقول: لقد اقتدي عليه السلام بابيه صلوات الله عليه في امره السائل ان يكتب حاجته، فانه روي ان رجلا اتي علي بن ابي طالب عليه السلام فقال له: يا اميرالمؤمنين ان لي اليك حاجة. فقال: اكتبها في الارض فاني اري الضر فيك بينا. فكتب في الارض: اني فقير محتاج. فقال علي عليه السلام: يا قنبر اكسه حلتين، فانشا الرجل يقول:



كسوتني حلة تبلي محاسنها

فسوف اكسوك من حسن الثنا حللا



ان نلت حسن ثنائي نلت مكرمة

و لست تبغي بما قد نلته بدلا



ان الثناء ليحيي ذكر صاحبه

كالغيث يحيي نداه السهل و الجبلا



لا تزهد الدهر في عرف بدات به

فكل عبد سيجزي بالذي فعلا



فقال عليه السلام: اعطوه مائة دينار، فقيل له: يا اميرالمؤمنين لقد اغنيته. فقال: اني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: انزلوا الناس منازلهم، ثم قال علي عليه السلام: اني لاعجب من اقوام يشترون المماليك باموالهم و لا يشترون الاحرار بمعروفهم [20] .

و روي انه وجد علي ظهر الحسين عليه السلام يوم الطف اثر، فسالوا زين العابدين عليه السلام عنه فقال: هذا مما كان ينقل الجراب علي ظهره الي منازل الارامل و اليتامي و المساكين [21] .



پاورقي

[1] البحار 272 /43 نقلا عن الخرائج.

[2] الشيخ الصدوق هو رئيس المحدثين شيخنا الاجل ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي، ولد بدعاء صاحب الامر عليه‏السلام و نال بذلک عظيم الفضل و الفخر.

قال آية الله العلامة قدس‏سره في حقه: شيخنا و فقيهنا وجه الطائفة بخراسان، ورد بغداد سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة و سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السن، و کان جليلا حافظا للاحاديث بصيرا بالرجال ناقدا للاخبار لم ير في القميين مثله في حفظه و کثرة علمه له نحو ثلاثمائة مصنف ذکرنا اکثرها في کتابنا الکبير، مات رضي‏الله‏عنه بالري سنة احدي و ثمانين و ثلاثمائة. انتهي. خلاصة الاقوال ص 147 طبع سنة 1381.

قلت: و قبره رحمه‏الله في بلدة الري قرب عبدالعظيم الحسني رحمه‏الله مزار معروف في بقعة عالية في روضة مونقة، و له خبر مستفيض مشهور ذکره صاحب الروضات في کتابه وعده من کراماته «منه»، روضات الجنات ص 533 الطبعة الثانية.

[3] عيون اخبار الرضا 60 /1.

[4] علي بن محمد بن علي الخزاز بالمعجمات القمي ثقة من اصحابنا، کنيته ابوالقاسم کان فقيها وجيها له کتاب الايضاح و الاحکام الدينية و کتاب الکفاية في النصوص يظهر انه کان من تلامذة الشيخ الصدوق و ابي‏المفضل الشيباني «منه».

[5] البحار 313 -312 /36، کفاية الاثر 11 الطبع الحجري.

[6] الطبراني هو ابوالقاسم سليمان بن احمد بن ايوب اللخمي احد حفاظ الحديث صاحب المعجم، کانت ولادته بطبرية شام و سکناه في اصفهان و توفي بها سنة ستين و ثلاثمائة و قد يعبرون عنه بمسند الدنيا، و حکي انه سئل عن کثرة حديثه فقال: کنت انام علي البواري ثلاثين سنة «منه».

[7] البزار بتقديم الزاي علي الراء المهملة کشداد اي بياع بزر الکتان اي زيته و هو لقب احمد بن عمرو الحافظ البصري صاحب المسند الکبير، کان يشبه ابن حنبل في زهده و ورعه، رحل في آخر عمره الي الشام و اصبهان و نشر علمه، مات ستة 292 بالرملة من الشام «منه».

[8] راجع البحار 314 /36 و 286 -284 /43.

[9] البحار 187 /44.

[10] راجع نفس المهموم.

[11] سورة الاعراف 202 -199.

[12] فرط عليه في القول.

[13] سورة يوسف: 92.

[14] الکشاف 503 /2 طبع قم.

[15] البحار 208 /57 نقلا عن تفسير القمي 596.

[16] البحار 210 /57 نقلا عن تفسير العياشي 305 /1 و قصص الراوندي.

[17] وقعة صفين ص 206 الطبع الحجري.

[18] الدر النظيم مخطوط، ليس عندنا- راجع البحار 189 /44، الذريعة 86 /8.

[19] تحف العقول 247 مع اختلاف يسير.

[20] البحار 35 /41 نقلا عن امالي الصدوق 164 المجلس 46.

[21] المناقب 65 /4، البحار 190 /44.