بازگشت

في فضل زيارته


يستحب زيارة ابي عبدالله الحسين المظلوم عليه السلام، بل تاكد استحبابها من ضروريات المذهب و الدين، حتي ورد [1] ان زيارته فرض علي كل مؤمن


و واجبة علي الرجال و النساء، و من تركها ترك حق الله تعالي و رسوله بل تكرها عقوق رسول الله صلي الله عليه و آله و انتقاص في الايمان و الدين، و ان من تركها من غير علة فهو من اهل النار.

و قال ابوجعفر عليه السلام لمحمد بن مسلم: مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين ابن علي، فان اتيانه مفترض علي كل مؤمن يقر للحسين بالامامة من الله جل و عز [2] .

و قال ابوعبدالله عليه السلام: لو ان احدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين عليه السلام لكان تاركا حقا من حقوق رسول الله صلي الله عليه و آله، لان حق الحسين عليه السلام فريضة من الله واجبة علي كل مسلم [3] .

و قال: من لم يات قبر الحسين عليه السلام و هو يزعم انه لنا شيعة حتي يموت فليس هو لنا بشيعة، و ان كان من اهل الجنة فهو من ضيفان اهل الجنة [4] .

و قال عليه السلام لابان بن تغلب: يا ابان متي عهدك بقبر الحسين عليه السلام؟ قلت: لا و الله يابن رسول الله ما لي به عهد منذ حين. قال: سبحان ربي العظيم و بحمده و انت من رؤساء الشيعة تترك الحسين عليه السلام لا تزوره، من زار الحسين عليه السلام كتب الله له بكل خطوة حسنة و محي عنه بكل خطوة سيئة و غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تاخر [5] .

و في روايات كثيرة: و لا تدع زيارة قبر الحسين عليه السلام لخوف، و ان من زاره علي خوف يؤمنه الله يوم الفزع الاكبر، و ان الثواب فيه علي قدر الخوف و ان من خاف لخوفهم اظله الله في ظل عرشه و كان محدثه الحسين عليه السلام تحت العرش و آمنه الله من افزاع يوم القيامة [6] .


و ورد في جمله من الروايات عن الصادق عليه السلام: حق علي الغني ان ياتي قبر الحسين عليه السلام في السنة مرتين، و حق علي الفقير ان ياتيه في السنة مرة [7] .

و قال: اما القريب فلا اقل من شهر، و اما البعيد الدار ففي كل ثلاث سنين [8] .

و في حديث: لا ينبغي التخلف عنه اكثر من اربع سنين [9] .

و عن ابي الحسن عليه السلام: من اتي قبر الحسين عليه السلام في السنة ثلاث مرات امن من الفقر [10] .

و يتاكد الاخلاص في زيارته و الشوق اليها، فمن اتي قبره عليه السلام شوقا اليه كان من عباده المكرمين و كان تحت لواء الحسين بن علي عليهماالسلام، و من زاره يريد به وجه الله تعالي اخرجه الله من ذنوبه كمولود ولدته امه و شيعته الملائكة في مسيره [11] .

و في حديث آخر: شيعه جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل حتي يرد الي منزله [12] .

و عن حمران قال: زرت قبر الحسين عليه السلام، فلما قدمت جاءني ابوجعفر محمد بن علي عليهماالسلام و عمر بن علي بن عبدالله بن علي، فقال ابوجعفر عليه السلام، ابشر يا حمران، فمن زار قبور شهداء آل محمد عليهم السلام يريد الله بذلك وصلة نبيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه [13] .


و عن ابي عبدالله عليه السلام قال: اذا كان يوم القيامة نادي مناد: اين زوار الحسين بن علي، فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم الا الله عز و جل، فيقول لهم: ماذا اردتم بزيارة قبر الحسين عليه السلام. فيقولون: يا رب حبا لرسول الله صلي الله عليه و آله و حبا لعلي و فاطمة و رحمة له مما ارتكب منه. فيقال لهم: هذا محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام فالحقوا بهم فانتم معهم في درجتهم، الحقوا بلواء رسول الله صلي الله عليه و آله. فيكونون في ظله و هو في يد علي عليه السلام حتي يدخلون الجنة جميعا، فيكونون اما اللواء و عن يمينه و عن يساره [14] .

و في احاديث كثيرة: ان زيارته صلوات الله عليه توجب غفران الذنوب، و دخول الجنة، و العتق من النار، و حط السيئات، و رفع الدرجات، و اجابة الدعوات [15] .

فمن اتي قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تاخر [16] .

و في رواية اخري: و قبل شفاعته في سبعين مذنبا، و لم يسال عز و جل عند قبره حاجة الا قضاها له [17] .

و قال ابوعبدالله عليه السلام لعبدالله بن النجار: تزورون الحسين و تركبون السفن؟ قال: فقلت نعم. فقال: اما علمت انه اذا انكفت بكم نوديتم الا طبتم و طابت لكم الجنة [18] .

و قال فائد الحناط له عليه السلام: انهم ياتون قبر الحسين عليه السلام بالنوائح و الطعام. قال: قد سمعت. قال: فقال يا فائد من اتي قبر الحسين عارفا


بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تاخر [19] .

و ورد ان زوار الحسين عليه السلام يدخلون الجنة قبل الناس باربعين عاما و سائر الناس في الحساب و الموقف [20] .

و ان زائره جعل ذنوبه جسرا علي باب داره ثم عبرها كما يخلف احدكم الجسر وراءه اذا عبر [21] .

و في حديث: يقال لهم يوم القيامة خذوا بيد من احببتم انطلقوا به الي الجنة فياخذ الرجل (بيد ظ) من احبه، حتي ان الرجل من الناس يقول لرجل يا فلان اما تعرفني انا الذي قمت لك يوم كذا و كذا، فيدخله الجنة لا يدفع و لا يمنع [22] .

و عن سليمان بن خالد عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سمعت يقول: ان لله في كل يوم و ليلة مائة الف لحظة الي الارض يغفر لمن يشاء منه و يعذب من يشاء منه، و يغفر لزائري قبر الحسين بن علي عليه السلام خاصة و لاهل بينهم و لمن يشفع له يوم القيامة كائنا من كان و ان كان رجلا قد استوجب النار. قال: و ان كان ما لم يكن ناصبا [23] .

و في روايات كثيرة: ان زيارته عليه السلام تعدل الحج و العمرة و الجهاد و الاعتاق، بل تعدل عشرين حجة و افضل من عشرين حجة، بل كتب الله له ثمانين حجة مبرورة، و انها تعدل حجة مع رسول الله صلي الله عليه و آله، بل من اتاه عارفا بحقه كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله صلي الله عليه و آله، و من اتاه ماشيا كتب الله له بكل قدم يرفعها و يضعها عتق رقبة من ولد اسماعيل عليه السلام [24] .


و قال الصادق عليه السلام: لو اني حدثتكم بفضل زيارته و بفضل قبره لتركتم الحج راسا و ما حج منكم احد، ويحك اما علمت ان الله اتخذ كربلاء حرما آمنا مباركا قبل ان يتخذ مكة حرما [25] .

و عن ابي عبدالله عليه السلام قال: كان الحسين عليه السلام ذات يوم في حجر النبي صلي الله عليه و اهل يلاعبه و يضاحكه، فقالت عائشة: يا رسول الله ما اشد اعجابك بهذا الصبي؟ فقال لها: ويلك و كيف لا احبه و لا اعجب به و هو ثمرة فؤادي و قرة عيني، اما ان امتي ستقتله، فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي. قالت: يا رسول الله حجة من حججك؟ قال: نعم و حجتين من حججي. قالت: يا رسول الله حجتين من حجتك؟ قال: نعم، فلم تزل تزاده و يزيد و يضعف حتي بلغ تسعين حجة من حجج رسول الله باعمارها [26] .

و عن القداح عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ما لمن اتي قبر الحسين زائرا عارفا بحقه غير مستكبر و لا مستنكف؟ قال: يكتب له الف حجة مقبولة و الف عمرة مبرورة، و ان كان شقيا كتب سعيدا، و لم يزل يخوض في رحمةالله عز و جل [27] .

و في احاديث كثيرة: ان زيارته عليه السلام توجب طول العمر و حفظ النفس و المال و زيادة الرزق و تنفس الكرب و قضاء الحوائج، بل ادني ما يكون له ان يحفظه الله في نفسه و ماله حتي يرده الي اهله، فاذا كان يوم القيامة كان الله احفظ له [28] .

و حكي: انه لما بلغ اهل البلدان شهادته عليه السلام حضرت عنده مائة الف امراة ممن كانت لا تلد فولدن كلهن، و كانت العرب تقول للمراة لا تلد ابدا الا ان تحضر قبر رجل كريم.


و روي عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الحسين عليه السلام صاحب كربلاء قتل مظلوما مكروبا عطشانا لهفانا، فآلي الله عز و جل علي نفسه ان لا ياتيه لهفان و لا مكروب و لا مذنب و لا مغموم و لا عطشان و لا من به عاهة ثم دعا عنده و تقرب بالحسين بن علي عليه السلام الي الله عز و جل الا نفس الله كربته و اعطاه مسالته و غفر ذنبه و مد في عمره و بسط في رزقه، فاعتبروا يا اولي الابصار [29]

و عن ابي يعفور قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: دعاني الشوق اليك ان تجشمت اليك علي مشقة. فقال لي: لا تشك ربك، فهلا اتيت من كان اعظم حقا عليك مني. فكان من قوله فهلا اتيت من كان اعظم حقا عليك مني اشد علي من قوله لا تشك ربك.قلت: و من اعظم علي حقا منك؟ قال: الحسين عليه السلام، الا اتيت الحير (الحسين خ ل) فدعوت الله عنده و شكوت اليه حوائجك [30] .

و عنه عليه السلام قال: من لم يزر قبر الحسين عليه السلام فقد حرم خيرا كثيرا و نقص من عمره سنة [31] .

و في جملة من الروايات: ان زيارته عليه السلام من افضل الاعمال، و له بكل درهم انفقه الف درهم [32] .

بل قال الصادق عليه السلام في حديث ابن سنان: يحسب له بالدرهم الف و الف حتي عد عشرة [33] .

و ان الانبياء و الرسل و الائمة و الملائكة عليهم السلام ياتونه لزيارته و يدعون لزواره في السماء اكثر و يبشرونهم بالخير و يستبشرون لهم. الي غير ذلك مما ورد في فضل زيارته [34] .


و لنتبرك بذكر احاديث:

روي عن الشيخ ابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي بسنده عن معاوية بن وهب قال: استاذنت علي ابي عبدالله عليه السلام فقيل لي: ادخل، فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته، فجلست حتي قضي صلاته و سمعته و هو يناجي ربه و هو يقول: اللهم يا من خصنا بالكرامة و وعدنا بالشافعة و خصنا بالوصية و اعطانا علم ما مضي و ما بقي و جعل افئدة من الناس تهوي الينا اغفر لي و لاخواني و زوار قبر ابي الحسين الذين انفقوا اموالهم و اشخصوا ابدانهم رغبة في برنا و رجاء لما عندك في صلتنا و سرورا ادخلوه علي نبيك و اجابة منهم لامرنا و غيظا ادخلوه علي عدونا ارادوا بذلك رضاك فكافهم عنا بالرضوان و اكلاهم بالليل و النهار و اخلف علي اهاليهم و اولادهم الذين خلفوا باحسن الخلف و اصحبهم، و اكفهم شر كل جبار عنيد و كل ضعيف من خلقك و شديد و شر شياطين الجن و الانس، و اعطهم اعظم ما املوا منك في غربتهم عن اوطانهم و ما آثرونا به علي ابنائهم و اهاليهم و قراباتهم. اللهم ان اعداءنا عابوا عليهم علي خروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص الينا خلافا منهم علي من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، و ارحم تلك الوجوه التي تتقلب علي حفرة ابي عبدالله عليه السلام، و ارحم تلك الاعين التي خرجت دموعها رحمة لنا، و ارحم تلك القلوب التي جزعت و احترقت لنا، و ارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم اني استودعك تلك الانفس و تلك الابدان حتي توافيهم علي الحوض يوم العطش. فما يزال يدعو و هو ساجد بهذا الدعاء، فلما انصرف قلت: جعلت فداك لو ان هذا الذي سمعت منك كان لمن لا يعرف الله عز و جل لظننت ان النار لا تطعم منه شيئا ابدا، و الله لقد تمنيت اني كنت زرته و لم احج. فقال لي: ما اقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته. ثم قال: يا معاوية لا تدع ذلك فقلت جعلت فداك لم ار ان الامر يبلغ هذا كله، فقال يا معاوية من يدعو لزواره في السماء اكثر ممن يدعو لهم في الارض [35]


و في البحار: روي مولف المزار الكبير باسناده الي الاعمش قال: كنت نازلا بالكوفة و كان لي جار كثيرا ما كنت اقعد اليه و كان ليلة الجمعة، فقلت له: ما تقول في زيارة الحسين عليه السلام. فقال لي: بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار. فقمت من بين يديه و انا ممتلي ء غضبا و قلت: اذا كان السحر اتيته و حدثته من فضائل اميرالمؤمنين عليه السلام ما يسخن الله به عينيه. قال: فاتيته و قرعت عليه الباب فاذا انا بصوت من وراء الباب انه قصد الزيارة في اول الليل، فخرجت مسرعا فاتيت الحير فاذا انا بالشيخ ساجد لا يمل من السجود و الركوع فقلت له: بالامس تقول لي بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و اليوم تزوره. فقال هذه فرايت رويا ارعبتني. فقلت: ما رايت ايها الشيخ؟ قال: رايت رجلا لا بالطويل الشاهق و لا بالقصير اللاصق لا احسن اصفه من حسنه و بهائه، و معه اقوام يحفون به حفيفا و يزفونه زفا، بين يديه فارس علي فرس له ذنوب علي راسه تاج للتاج اربعة اركان في كل ركن جوهرة تضي ء مسيرة ثلاثة ايام، فقلت: من هذا؟ فقالوا: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلي الله عليه و آله. فقلت: و الاخر؟ فقالوا: وصيه علي بن ابي طالب عليه السلام. ثم مددت عيني فاذا بناقة من نور عليها هودج من نور تطير بين السماء و الارض، فقلت: لمن الناقة؟ قالوا: لخديجة بنت خويلد و فاطمه بنت محمد. قلت: و الغلام؟ قالوا: الحسن بن علي. قلت: فاين يريدون؟ قال: يمضون باجمعهم الي زيارة المقتول ظلما الشهيد بكربلاء الحسين بن علي، ثم قصدت الهودج اذا انا برقاع تساقط من السماء، امانا من الله جل ذكره لزوار الحسين بن علي ليلة الجمعة. ثم هتف بنا هاتف: الا انا و شيعتنا في الدرجة العليا من الجنة، و الله يا سليمان لا افارق هذا المكان حتي تفارق روحي جسدي [36] .

و روي عن الشيخ ابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن ابيه عن ابن محبوب عن الحسين ابن بنت ابي حمزة الثمالي قال: خرجت آخر زمان بني مروان


الي قبر الحسين بن علي عليهماالسلام مستخفيا من اهل الشام، حتي انتهيت الي كربلاء فاختفيت في ناحية القرية حتي اذا ذهب من الليل نصفه اقبلت نحو القبر فلما دنوت منه اقبل نحوي رجل فقال لي: انصرف ماجورا فانك لا تصل اليه. فرجعت فزعا حتي اذا كاد يطلع الفجر اقبلت نحوه حتي اذا دنوت منه خرج الي الرجل فقال لي: يا هذا انك لا تصل اليه. فقلت له: عافاك الله و لم لا اصل اليه و قد اقبلت من الكوفة اريد زيارته فلا تحل بيني و بينه و اني اخاف ان اصبح فيقتلوني اهل الشام ان ادركوني هاهنا. قال: فقال لي: اصبر قليلا فان موسي بن عمران سال الله ان ياذن له في زيارة قبر الحسين بن علي عليه السلام فاذن له فهبط من السماء في سبعين الف ملك فهم بحضرته من اول الليل ينتظرون طلوع الفجر ثم يعرجون الي السماء. قال: فقلت: فمن انت عافاك الله؟ قال: انا من الملائكة الذين امروا بحرس قبر الحسين و الاستغفار لزواره، فانصرفت و قد كاد يطير عقلي لما سمعت منه. قال: فاقبلت لما طلع الفجر نحوه فلم يحل بيني و بينه احد، فدنوت منه عليه السلام فسلمت عليه فدعوت الله علي قتلته و صليت الصبح و اقبلت مسرعا مخافة اهل الشام [37] .

و عنه بسنده عن اسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك يابن رسول الله كنت في الحير ليلة عرفة فرايت نحوا من ثلاثة آلاف رجل جميلة وجوههم طيبة ريحهم شديد بياض ثيابهم يصلون الليل اجمع، فلقد كنت اريد ان آتي القبر و اقبله و ادعو بدعوات فما كنت اصل اليه من كثرة الخلق، فلما طلع الفجر سجدت سجدة فرفعت راسي فلم ار منهم احدا. فقال لي ابوعبدالله عليه السلام: اتدري من هؤلاء؟ قلت: لا. فقال: اخبرني ابي عن ابيه قال: مر بالحسين اربعة آلاف ملك و هو يقتل، فعرجوا الي السماء فاوحي الله تعالي اليهم: يا معشر الملائكة مررتم بابن حبيبي و صفيي محمد و هو يقتل و يضطهد مظلوما فلم تنصروه فانزلوا الي الارض الي قبره فابكوا شعثا غبرا الي يوم القيامة، فهم عنده الي ان تقوم الساعة [38]


و عنه مسندا عن المفضل بن عمر قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: كاني و الله بالملائكة قد زاحموا المؤمنين علي قبر الحسين عليه السلام. قال: قلت: فيتراءون له. قال: هيهات هيهات قد لزموا و الله المؤمنين حتي انهم يمسحون وجوههم بايديهم. قال: و ينزل الله علي زوار الحسين عليه السلام غدوة و عشية من طعام الجنة و خدامهم الملائكة، لا يسال الله عبد حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة الا اعطاها اياه. قال: قلت: هذه و الله الكرامة. قال: يا مفضل ازيدك؟ قلت: نعم يا سيدي. قال: كاني بسرير من نور قد وضع و قد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراء مكللة بالجوهر، و كاني بالحسين بن علي عليه السلام جالس علي ذلك السرير و حوله تسعون الف قبة خضراء، و كاني بالمؤمنين يزورونه و يسلمون عليه، فيقول الله عز و جل لهم: اوليائي سلوني فطالما اوذيتم و ذللتم و اضطهدتم فهذا يوم لا تسالوني حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة الا قضيتها لكم، فيكون اكلهم و شربهم من الجنة فهذه و الله الكرامة التي لا يشبهها شي ء [39] .

قال العلامة المجلس «ره»: نزول الطعام في البرزخ و ضرب القبة في الرجعة بقرينة قوله عليه السلام من حوائج الدنيا و الآخرة [40] .

و عنه بسنده عن عبدالله بن حماد البصري عن ابي عبدالله قال: قال لي: ان عندكم- او قال في قربكم- لفضيلة ما اوتي احد مثلها و منا احسبكم تعرفونها كنه معرفتها و لا تحافظون عليها و لا علي القيام بها، و ان لها لاهلا خاصة قد سموا لها و اعطوها بلا حول منهم و لا قوة الا ما كان من صنع الله لهم و سعادة حباهم بها و رحمة و رافة و تقدم. قلت: جعلت فداك و ما هذا الذي وصفت و لم تسمه؟ قال: زيارة جدي الحسين عليه السلام، فانه غريب بارض غربة يبكيه من زاره و يحزن له من لم يزره و يحترق له من لم يشهده و يرحمه، من نظر الي قبر ابنه عند رجليه في ارض فلاة و لا حميم قربه و لا قريب، ثم منع الحق و توازر عليه اهل الردة حتي قتلوه وضيعوه و عرضوه للسباع و منعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب


وضيعوا حق رسول الله صلي الله عليه و آله و وصيته به و باهل بيته، فامسي مجفوا في حفرته صريعا بين قرابته و شيعته بين اطباق التراب، قد اوحش قربة في الوحدة و البعد عن جده و المنزل الذي لا ياتيه الا من امتحن الله قلبه للايمان و عرفه حقنا. فقلت: جعلت فداك قد كنت آتيه حتي بليت بالسلطان و في حفظ اموالهم و انا عندهم مشهور فتركت للتقية اتيانه و انا اعرف مافي اتيانه من الخير. فقال: هل تدري ما فضل من اتاه و ما له عندنا من جزيل الخير؟ فقلت: لا. فقال: اما الفضل فيباهيه ملائكة السماء، و اما ماله عندنا فالترحم عليه كل صباح و مساء، و لقد حدثني ابي انه لم يخل مكانه منذ قتل من مصل يصلي عليه من الملائكة او من الجن او من الانس او من الوحش، و ما من شي ء الا و هو يغبط زائره و يتمسح به و يرجو في النظر اليه الخير لنظره الي قبره. ثم قال: بلغني ان قوما ياتونه من نواحي الكوفة وناسا من غيرهم و نساء يندبنه و ذلك في النصف من شعبان، فمن بين قاري ء يقرا وقاص يقص و نادب يندب و قائل يقول المراثي. فقلت له: نعم جعلت فداك قد شهدت بعض ما تصف. فقال: الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد الينا و يمدحنا و يرثي لنا و جعل عدونا من يطعن عليهم من قرابتنا او غيرهم يهدون [41] بهم و يقبحون ما يصنعون [42] .

و عن بشارة المصطفي عن الاعمش عن عطية العوفي قال: خرجت مع جابر ابن عبدالله الانصاري «ره» زائرين قبر الحسين عليه السلام، فلما وردنا كربلاء دنا جابر من شاطي ء الفرات فاغتسل ثم اتزر بازار و ارتدي بآخر، ثم فتح صرة فيها سعد و نثرها علي بدنه، ثم لم يخط خطوة الا ذكر الله، حتي اذا دنا من القبر قال: المسنيه، فالمسته فخر علي القبر مغشيا عليه، فرششت عليه شيئا من الماء فافاق و قال: يا حسين ثلاثا، ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه. ثم قال: و اني لك بالجواب و قد شحطت اوداجك علي اثباجك و فرق بين بدنك و راسك، فاشهد انك ابن خير النبيين و ابن سيد المؤمنين و ابن حليف التقوي و سليل الهدي و خامس اصحاب


الكساء و ابن سيد النقباء و ابن فاطمة سيدة النساء، ما لك لا تكون هكذا و قد غذتك كف سيد المرسلين و ربيت في حجر المتقين و رضعت من ثدي الايمان و فطمت بالاسلام، طبت حيا و طبت ميتا غير ان قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك و لا شاكة في الخيرة [43] لك، فعليك سلام الله و رضوانه، و اشهد انك مضيت علي ما مضي عليه اخوك يحيي بن زكريا.

ثم جال ببصره حول القبر و قال: السلام عليكم ايتها الارواح التي حلت فناء قبر الحسين عليه السلام و اناخت برحله، اشهد انكم اقمتم الصلاة و آتيتم الزكاة و امرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر و جاهدتم الملحدين و عبدتم الله حتي اتاكم اليقين، و الذي بعث محمدا صلي الله عليه و آله بالحق لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه.

قال عطية: فقلت: كيف و لم نهبط واديا و لم نعل جبلا و لم نضرب بسيف و القوم قد فرق بين رؤوسهم و ابدانهم و اولادهم و ارملت الازواج؟ فقال لي: يا عطية سمعت حبيبي رسول الله «ص» يقول: من احب قوما حشر معهم و من احب عمل قوم اشرك في عملهم، و الذي بعث محمدا بالحق نيتي و نية اصحابي علي ما مضي عليه الحسين و اصحابه، خذوني نحو ابيات كوفان. فلما صرنا في بعض الطريق فقال: يا عطية هل اوصيك و ما اظن انني بعد هذه السفرة ملاقيك، احبب محب آل محمد ما احبهم و ابغض مبغض آل محمد ما ابغضهم و ان كان صواما و قواما و ارفق بمحب آل محمد فانه ان تزل (لهم ظ) قدم بكثرة ذنوبهم ثبتت لهم اخري بمحبتهم، فان محبهم يعود الي الجنة و مبغضهم يعود الي النار [44] .



پاورقي

[1] راجع البحار ج 98 الباب الاول من ابواب فضل زيارة الحسين عليه‏السلام.

[2] کامل الزيارات: 121، البحار 3 /98.

[3] کامل الزيارات: 122.

[4] کامل الزيارات: 193.

[5] کامل الزيارات: 331.

[6] راجع کامل الزيارات باب ثواب من زار الحسين بن علي عليهماالسلام علي خوف.

[7] کامل الزيارات: 293.

[8] کامل الزيارات: 296.

[9] کامل الزيارات: 297 -296.

[10] التهذيب 48 /6.

[11] راجع البحار 18 /98 باب الاخلاص في زيارته عليه‏السلام و الشوق اليها.

[12] کامل الزيارات: 145.

[13] البحار 20 /98 نقلا عن امالي الطوسي 28 /2.

[14] کامل الزيارات: 141، و في ذيله: و من خلفه.

[15] راجع البحار 21 /98 الباب الرابع من ابواب فضل زيارة الحسين عليه‏السلام.

[16] امالي الصدوق: 197 طبع بيروت، المجلس 42.

[17] امالي الصدوق: 471، المجلس 86.

[18] کامل الزيارات: 135.

[19] کامل الزيارات: 139.

[20] کامل الزيارات: 137.

[21] کامل الزيارات: 152، ثواب الاعمال: 116.

[22] کامل الزيارات: 167 -166.

[23] کامل الزيارات: 166، و فيه: ناصبيا.

[24] راجع البحار 28 /98 الباب الخامس من ابواب فضل زيارة الحسين عليه‏السلام.

[25] کامل الزيارات: 267 -266.

[26] کامل الزيارات: 68.

[27] کامل الزيارات: 164.

[28] راجع البحار 45 /98 الباب السادس من ابواب فضل زيارة الحسين عليه‏السلام.

[29] کامل الزيارات: 168.

[30] کامل الزيارات: 168 و فيه: ابن ابي‏يعفور.

[31] کامل الزيارات: 151.

[32] راجع البحار 49 /98 الباب السابع من ابواب فضل زيارة الحسين عليه‏السلام.

[33] کامل الزيارات: 128.

[34] راجع البحار 51 /98 الباب التاسع من ابواب فضل زيارة الحسين عليه‏السلام و ايضا راجع بقية تلک الابواب.

[35] کامل الزيارات: 116.

[36] البحار 58 /98.

[37] کامل الزيارات: 111.

[38] کامل الزيارات: 115.

[39] کامل الزيارات: 135.

[40] البحار 66-65 /98.

[41] يهدرون خ ل اي يبطلون دمهم.

[42] کامل الزيارات: 324.

[43] الحياة ظ.

[44] البحار 195 /98 نقلا عن بشارة المصطفي: 74 الطبعة الثانية.