بازگشت

في ذكر بعض ما قيل من المراثي فيه


في تذكرة السبط: قال السدي: اول من رثاه عقبة بن عمرو العبسي فقال:



اذا العين قرت في الحياة و انتم

تخافون في الدنيا فاظلم نورها



مررت علي قبر الحسين بكربلا

ففاض عليه من دموعي غزيرها



و ما زلت ابكيه و ارثي لشجوه

و يسعد عيني دمعها و زفيرها






و ناديت [1] من حول الحسين عصائبا [2] .

اطافت به من جانبيه قبورها



سلام علي اهل القبور بكربلا

و قل لها مني سلام يزورها



سلام بآصال العشي و بالضحي

تؤديه نكباء الرياح و مورها



و لا برح الزوار زوار قبره

يفوح عليهم مسكها و عبيرها [3] .



لبعضهم:



لا تامن الدهر ان الدهر ذو غير

و ذو لسانين في الدنيا و وجهين



اخني علي عترة الهادي فشتتهم

فما تري جامعا منهم بشخصين



كانما الدهر آلي ان يبددهم

كثائر ذي عناد او كذي دين



بعض بطيبة مدفون و بعضهم

بكربلاء و بعض بالغريين



و ارض طوس و سامراء و قد ضمنت

بغداد بدرين حلا وسط قبرين



مرثية السيد الرضي:



يا سادتي المن القي اسا و لمن

ابكي بجفنين من عيني قريحين



ابكي علي الحسن المسموم مضطهدا

ام للحسين لقي بين الخميسين [4] .



ابكي عليه خضيب الشيب من دمه

معفر الخد محزوز الوريدين



و قال ربيع بن انس رثاه عبيد الله بن الحر فقال:



يقول امير غادر اي غادر

الا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمه



و نفسي علي خذلانه و اعتزاله

و بيعة هذا الناكث العهد لائمه



فيا ندمي الا اكون نصرته

الا كل نفس لا تسدد نادمه



و اني علي ان لم اكن من حماته

لذو حسرة ما ان تفارق لازمه



سقي الله ارواح الذين تازروا

علي نصره سقيا من الغيث دائمه






وقفت علي اطلالهم و محالهم [5] .

فكاد الحشي ينفض و العين سجامه



لعمري لقد كانوا سراعا الي الوغا

مصاليت في الهيجاء حماة خضارمه



تاسوا علي نصر ابن بنت نبيهم

باسيافهم آساد غيل ضراغمه



فان يقتلوا في كل نفس بقية

علي الارض قد اضحت لذلك واجمه



و ما ان راي الراؤون افضل منهم

لدي الموت سادات و زهر قماقمه



ايقتلهم ظلما و يرجو ودادنا

فدع خطة ليست لنا بملائمه



لعمري لقد راغمتمونا بقتلهم

فكم ناقم منا عليكم و ناقمه



اهم مرارا ان اسير بجحفل

الي فئة زاغت عن الحق ظالمه



فكفوا والا زرتكم في كتائب

اشد عليكم من زحوف الديالمه



و لما بلغ ابن زياد هذه الابيات طلبه فقعد علي فرسه و نجا منه [6] .

و قال آخر [7] من ابيات و قد مر بكربلاء:



كربلاء لا زلت كربا و بلا

ما لقي عندك اهل المصطفي



كم علي تربك لما صرعوا

من دم سال و من دمع جري



يا رسول الله لو ابصرتهم

و هم ما بين قتل و سبا



من رميض يمنع الظل و من

عاطش يسقي انابيب القنا



جزروا جزر الاضاحي نسله

ثم ساقوا اهله سوق الاما



هاتفات برسول الله في

شدة الخوف و عثرات الخطا



قتلوه بعد علم منهم

انه خامس اصحاب الكسا



ليس هذا لرسول الله يا

امة الطغيان و الكفر جزا



يا جبال المجد عزا و علا

و بدور الارض نورا و سنا






جعل الله الذي نالكم

سبب الحزن عليكم و البكا



لا اري حزنكم يسلي و لا

رزؤكم ينسي و ان طال المدي [8] .



و ذكر الشعبي و حكاه ابن سعد ايضا قال: مر سليمان بن قتة [9] بكربلاء فنظر الي مصارع القوم فبكي حتي كاد ان يموت ثم قال:



و ان قتيل الطف من آل هاشم

اذل رقابا من قريش فذلت



مررت علي ابيات آل محمد

فلم ارها امثالها يوم حلت



فلا يبعد الله الديار و اهلها

و ان اصبحت منهم برغمي تخلت



الم تر ان الارض اضحت مريضة

لفقد الحسين و البلاد اقشعرت



فقال له عبدالله بن حسن: هلا قلت «اذل رقاب المسلمين فذلت» [10] .

و انشدنا ابوعبدالله محمد بن البنديجي البغدادي قال: انشدنا بعض مشائخنا ان ابن الهبارية [11] الشاعر اجتاز بكربلاء فجلس يبكي علي الحسين و اهله عليهم السلام و قال بديها:



أحسين و المبعوث جدك بالهدي

قسما يكون الحق عنه مسائلي



لو كنت شاهد كربلا لبذلت في

تنفيس كربك جهد بذل الباذل



و سقيت حد السيف من اعدائكم

عللا وحد السمهري البازل



لكنني اخرت عنك لشقوتي

فبلا بلي [12] بين الغري و بابل



هبني حرمت النصر من اعدائكم

فاقل من حزن و دمع سائل



ثم نام من (في خ) مكانه فراي رسول الله صلي الله عليه و آله في المنام فقال


له: يا فلان جزاك الله عني خيرا ابشر فان الله قد كتبك ممن جاهد بين يدي الحسين عليه السلام [13] .

اقول قوله: و قال آخر من ابيات و قد مر بكربلاء (لا زلت) الابيات، قائل هذه الابيات السيد الرضي «ره».

و له ايضا من قصيدته يرثي بها الحسين عليه السلام:



و رب قائلة و الهم يتحفني

بناظر من نطاف الدمع ممطور



خفض عليك فللأحزان آونة

و ما المقيم علي حزن بمعذور



فقلت هيهات فات السمع لائمتي

لا يفهم الحزن الا يوم عاشور



يوم حدي الطعن فيه لابن فاطمة

سنان مطرد الكعبين مطرور



و خر للموت لأكف تقلبه

الا بوطي ء من الجرد المخاضير



ظمآن يسلي نجيع الطعن غلته

عن بادر من عباب الماء مقرور



كان بيض المواضي و هي تنهبه

نار تحكم في جسم من النور



لله ملقي علي الرمضاء عض به

فم الردي بعد اقدام و تشمير



تحنو عليه الربي ظلا و تستره

عن النواظر اذيال الاعاصير



تهابه الاسد ان تدنو لمصرعه

و قد اقام ثلاثا غير مقبور



و مورد غمرات الضرب غرته

جرت اليه المنايا بالمصادير



و مستطيل علي الايام يقدرها

اخني الزمان عليه بالمقادير



اغري به ابن زياد لؤم عنصره

و سعيه ليزيد غير مشكور



وود ان يتلافي ما جنت يده

و كان ذلك كسرا غير مجبور



تسبي بنات رسول الله بينهم

و الدين غض المبادي غير مستور



ان يظعن الموت منهم بابن منجبة

فطال ما عاد ريان الاظافير




للسيد حيدر بن سليمان الحلي [14] امام شعراء العراق بل سيد الشعراء في الندب و المراثي علي الاطلاق، من مرثية طويلة انتخبتها تحرزا من الاطالة:



الله اكبر يا رواسي هذه

الارض البسيطة زائلي ارجاءها



يلقي ابن منتجع الصلاح كتائبا

عقد ابن منتجع السفاح دماءها



ما كن اوقحها صبيحة قابلت

عقد ابن منتجع السفاح لواءها



من اين تخجل اوجه اموية

سكبت بلذات الفجور حياءها



قهرت بني الزهراء في سلطانها

و استاصلت بصفاحها امراءها



ضاقت بها الدنيا فحيث توجهت

رات الحتوف امامها وراءها



فاستوطات ظهر الحمام و حولت

للعز عن ظهر الهوان و طاءها



طلعت ثنيات الحتوف بعصبة

كانوا السيوف قضاءها و مضاءها



من كل منتجع برائد رمحه

في الروع من مهج العدي سوداءها



ان تعر نبعة عزه لبس الوغي

حتي يجدل او يعيد لحاءها



ما اظلمت في النقع غاسقة الوغي

الا تلهب سيفه فاضاءها



يعشو الحمام لشعلة من عضبه

كرهت نفوس الدارعين صلاءها



و اشم قد مسح النجوم لواءه

فكان من عذباته جوزاءها



زحم السماء فمن محك سنانه

جرباء لقبت الوري خضراءها



ابناء موت عاقدت اسيافها

بالطف ان تلقي الكماة لقاءها



و من مرثية له ايضا:



يا آل فهر اين ذاك الشبا

ليست ضباك اليوم تلك الضبا



للضبم اصبحت و شالت ضحي

نعامة العز بذاك الابا



فلست بعد اليوم في حبوة

مثلك بالامس فخلي الحبا



حي علي الموت بني غالب

ما ابرد الموت بحر الظبي



قومي فاما ان تجلي علي

اشلاء حرب خيلك المشربا






او ترجعي بالموت محمولة

علي العوالي اغلبا اغلبا



يا فئة لم تدر غير الوغي

اما و لا غير المواضي ابا



نومك تحت الضيم لا عن كري

اسهر بالاجفان بيض الظبي



الله يا هاشم اين الحمي

اين الحفاظ المر اين الابا



اتشرق الشمس و لا عينها

بالنقع تعمي قبل ان تعزبا



و هي لكم في السبي كم لا حظت

مصونة لم تبد قبل السبا



كيف بنات الوحي اعداؤكم

تدخل بالخيل عليها الخبا



لقد سرت اسري علي حالة

قل لها موتك تحت الظبي



تساقط الادمع اجفانها

كالجمر عن ذوب حشي الهبا



و من مرثية له رحمه الله:



امية غوري في الخمول و انجدي

فما لك في العلياء فوزة مشهد



هبوطا الي انسابكم و انخفاضها

فلا نسب ذاك و لا طيب مولد



تطاولتمو لا عن علا فتراجعوا

الي حيث انتم واقعدوا شر مقعد



قديمكمو ما قد علمتم و مثله

حديثكمو في خزية المتجدد



فماذا الذي احسابكم شرفت به

فاصعدكم في الملك اشرف مصعد



عجبت لمن في ذلة النعل راسه

به يتراءي عاقدا تاج سيد



دعوا هاشما و الفخر يعقد تاجه

علي الجبهات المستنيرات في الندي



و دونكموا و العار ضموا غشاوة

اليكم الي وجه من العار اسود



فسل عبد شمس هل يري جرم هاشم

اليه سوي ما كان اسداه من يد



و قل لابي سفيان ما انت ناقم

اامنك يوم الفتح ذنب محمد



فكيف جزيتم احمدا عن صنيعه

بسفك دم الاطهار من آل احمد



بعثتم عليهم كل سوداء تحتها

دفعتم اليهم كل فقعاء مؤبد



و لا مثل يوم الطف لوعة واجد

و حرقة حران و حسرة مكمد



غداة ابن بنت الوحي خر لوجهه

صريعا علي حر الثري المتوقد



درت آل حرب انها يوم قتله

اراقت دم الاسلام في سيف ملحد






لعمري لئن لم يقض فوق و ساده

فموت اخي الهيجاء غير موسد



و ان اكلت هندية البيض شلوه

فلحم كريم القوم طعم المهند



و ان لم يشاهد قتله غير سيفه

فداك اخوه الصدق في كل مشهد



لقد مات لكن ميتة هاشمية

لهم عرفت تحت القنا المتقصد



كريم ابي شم الدنية انفه

فاشمسه شوك الوشيح المسدد



و قال قفي يا نفس وقفة وارد

حياض الردي لا وقفة المتردد



راي ان ظهر الذل اخشن مركبا

من الموت حيث الموت عند بمرصد



فآثر ان يسعي علي جمرة الوغي

برجل و لا يعطي المقادة عن يد



قضي ابن علي و الحفاظ كلاهما

فلست تري ما عشت نهصة سيد



لقد وضعت اوزارها حرب هاشم

و قالت قيام القائم الطهر موعدي



و من مرثية له ايضا:



قد عهدنا الربوع و هي ربيع

اين لا اين انسها المجموع



عجبا للعيون لم تغد بيضا

لمصاب تحمر فيه الدموع



و آسي شابت الليالي عليه

و هو للحشر في القلوب رضيع



اي يوم بشفرة البغي فيه

عاد انف الاسلام و هو جديع



يوم صكت بالطف هاشم وجه ال

موت فالموت من لقاها مروع



بسيوف للحرب سلت فللشو

س سجود من حولها و ركوع



وقفت موقفا تضيفت الطير

قراه فحوم و وقوع



موقف لا البصير فيه بصير

لا ندهاش و لا السميع سميع



جلل الافق فيه عارض نقع

من سنا البيض فيه برق لموع



فلشمس النهار فيه مغيب

و لشمس الحديد فيه طلوع



اينما طارت النفوس شعاعا

فلطير الردي عليها وقوع



قد تواصت بالصبر فيه رجال

في حشي الموت من لقاها صدوع



سكنت منهم النفوس جسوما

هي باسا حفائظ و دروع



سد فيهم ثغر المنية شهم

لثنايا الثغر المخوف طلوع






و له الطرف حيث سار انيس

و له السيف حيث بات ضجيع



لم يقف موقفا من الحزم الا

و به سن غيره المقروع



طمعت ان تسومه الضيم قوم

و ابي الله و الحسام الصنيع



كيف يلوي علي الدنية جيدا

لسوي الله ما لواه الخضوع



فابي ان يعيش الا عزيزا

او تجلي الكفاح و هو صريع



فتلقي الجموع فردا و لكن

كل عضو في الروع منه جموع



رمحه من بنانه و كان من

عزمه حد سيفه مطبوع



زوج السيف بالنفوس و لكن

مهرها الموت و الخضاب النجيع



بابي كالئا علي الطف خدرا

هو في حومة [15] الحسام المنيع



قطعوا بعده عراه و يا حبل

وريد الاسلام انت القطيع



قوضي يا خيام عليا نزار

فلقد قوض العماد الرفيع



و املئي العين يا امية نوما

فحسين علي الصعيد صريع



و دعي صكة الجباه لؤي

ليس يجديك صكها و الدموع



و له ايضا رحمه الله:



اتربة وادي الطف حياك ذو العرش

وروت رباك المزن رشا علي رش



فكم فيك من سهم ثوي و بعزمه

اذا الخيل جاشت في الوغي رابط الجاش



شديد القوي ماضي العزيمة و الشبا

زعيم اللوي لم يلو جبنا علي فرش



بنفسي اباة جرعتها عداتها

جني الحتف بالبيض الظبي و القنا الرقش



قضت عطشا دون الحسين حفيظة

بافئدة كادت تطير من البهش






سراعا سمت فوق الضراح نفوسها

و اوردها عذب المناهل ذو العرش



فعاد ابن ام الموت فردا بصارم

يذيب قوي الصخر الاصم لدي البطش



يخوض الوغي ثبت الجنان اذا انبري

بصارمه ينشي من الموت ما ينشي



فلولا القضا لم يبق نافخ ضرمة

و قد نظرته شوسها نظر المغشي



ففاجاه سهم برته يد الشقا

و سدده كف الضغائن و الغش



هوي للئري ينحط من ملكوتها

له غزو الاملاك تعلن بالجمش



فلهفي لذياك الجبين و قد غدا

عفيرا و سافي الريح انواره تغشي



بنفسي من باهي الاله بنوره

و طهره من سورة الرجس و الفحش



يعز علي المختار احمد ان يري

كريم ابنه بالرمح و الجسم للوحش



ثلاثا علي الرمضاء غسله الدماء

و كفنه الذاري و لم ير من نعش



و اعظم خطب اعقب القلب لوغة

هجوم العدا بالخيل و الذبل الرقش



فوزعن ما ضم الخبا من نفائس

و من سابغات للهياج و من فرش



و عادت بنات الوحي اسري حواسر

و احشاؤها كادت تذوب من الدهش






تصون محياها بايد تقرحت

من السوط لم يمكن قبضا من الرعش



سبايا تراماها السهول الي الربي

و من اسف تدمي الانامل بالنهش



و اكرم خلق الله زين عباده

ذليلا باغلال الشقا ناهكا يمشي



يري آله الغر الكرام علي الثري

ضحايا و سافي الريح بردا لها ينشي



و هم خير خلق الله صلي عليهم

و املاكه و الحاملون علي العرش



و من الرثاء للسيد مهدي الحلي «ره» [16] :



بابي عترة النوبة اضحت

في ربا كربلا تقاسي ظماها



لست انسي الحسين اذ احدقت في

ه جنود تقودها امراها



اقبلت نحو حربه مثل مرجي ال

سيل عن بعضها يغص فضاها



فرماهم باسد غاب يرون

الحرب عبدا اذا استدير رحاها



ثبتوا للقراع و الحتف يخطو

بين خطيها و بيصض ظباها



فتري البيض كالوميض تشج

الهام و المسر رتعا بحشاها



و علي النقع و الظبا باكيات

و هم الباسمون في ملتقاها



فاحال القضا عليهم فخروا

كانتثار النجوم فوق ثراها



و بقي مخمد الوغي يرقد القو

م بعضب اهدي اليهم كراها



ان سطي رجت البسيطة حتي

خيل ان السبع الطباق طواها



هو و الله لو اراد لافني

ما حوته غبراؤها و سماها



اسلمته يد القضا فرمته

آل حرب عن غيها و شقاها



فهوي للصعيد ملقي فخرت

من سماء الدين الحنيف ذكاها






و انثني المهر للفواطم ينعي

نادبا كهف عزها و حماها



فتصارخن عن جوي نادبات

يا بني غالب ليوث وغاها



اعلمتم ان المشايخ منكم

طمعت في تراتهم طلقاها



اعلمتم بان صدر علاكم

بات قسرا معارة لعداها



اعملتم بان جسم حسين

جعلته ضريبة لظباها



ما عهدناكم تسامون ضيما

و بكم شيد للمعالي بناها



حر قلبي لهن اذ صرن اسري

حاسرات من بعد صون خباها



صاديات غرثي اعناقها في

السير ملوية لحامي حماها



ان تباكين ما لهن رحيم

او تنادين لا يجاب نداها



يا لها من مصائب قد بكتها

بدم الدمع ارضها و سماها



و من مرثية طويلة للمولي الكاظم الازري «ره» [17] :



هي المعالم ابلتها يد الغير

و صارم الدهر لا ينفك ذا اثر



يا سعد دع عنك دعوي الحب ناحية

و خلني و سؤال الارسم الدثر



اين الاولي كان اشراق الزمان بهم

اشراق ناحية الاكام بالزهر



جار الزمان عليهم غير مكترث

و اي حر عليه الدهر لم يجر



اما تري الدهر قد دارت دوائره

علي الكرام فلم تبق و لم تذر



و ان ينل منك مقدار فلا عجب

هل ابن آدم الا عرضة الخطر



و كيف تامن من جور الزمان يدا

خانت بآل علي خيرة الخير



لله من في فيافي كربلاء ثووا

و عندهم علم ما يجري من القدر



ما اومضت في الوغي يوما سيوفهم

الا وفاض سحاب الهام بالمطر



يسطو بمثل هلال كل بدر دجي

في جنح ليل من الهيجاء معتكر



اسد و ليس لها الا الوغي اجم

و لا مخاليب غير البيض و السمر



صالوا و لولا قضاء الله يمسكهم

لم يتركوا من بني سفيان من اثر



سل كربلا كم حوت منهم هلال دجي

كانها فلك للانجم الزهر






و واحد العصر اذ نابته نائبة

من النوائب كانت عبرة العبر



من آل احمد لم يترك سوابقه

في كل آونة فخرا لمفتخر



اذا نضي بردة التشكيل منه تجد

لاهوت قدس تردي هيكل البشر



ما مسه الخطب الا مس مختبر

فما راي منه الا اشرف الخبر



و اقبل النصر يسعي نحوه عجلا

مسعي غلام الي مولاه مبتدر



فاصدر النصر لم يطمع بمورده

فعاد حيران بين الورد و الصدر



يا نيرا راق مرآه و مخبره

فكان للدهر ملؤ السمع و البصر



لا قاك منفردا اقصي جموعهم

فكنت اقدر من ليث علي حمر



صالوا وصلت و لكن اين منك هم

النقش في ارجل غير النقش في الحجر



لم تدع آجالهم الا و كان لها

جواب مصغ لامر السيف مؤتمر



يا من تساق المنايا طوع راحته

موقوفة بين قوليه خذي و ذري



لله رمحك اذ ناجي نفوسهم

بصادق الطعن دون الكاذب الاشر



حتي دعتك من الاقدار داعية

الي جوار عزيز الملك مقتدر



فكنت اول من لبي لدعوته

حاشاك من فشل عنها و من خور



ان يقتلوك فما عن فقد معرفة

الشمس معروفة بالعين و الاثر



قد كنت في مشرق الدنيا و مغربها

كالحمد لم تغن عنها سائر السور



ما انصفتك الظبي يا شمس دارتها

اذ قابلتك بوجه غير مستتر



و ما رعتك القنا يا ليث غابتها

ان لم تذب لحياء منك او حذر



و اصفقة الدين لم تنفق بضاعته

في كربلاء و لم تربح سوي الضرر



و اصبحت عرصات العلم دارسة

كانها الشجر الخالي من الثمر



لم انس من عترة الهادي جحاجحة

يسقون من كدر يكسون من عفر



قد غير الطعن منهم كل جارحة

الا المكارم في امن من الغير



لهفي لراسك و الخطار يرفعه

قسرا فيسجد راس المجد و الخطر



من المعزي رسول الله في ملا

كانوا بمنزلة الاشباح للصور



ان ينزلوا حضرة السفلي فانهم

من حضرة الملك الاعلي علي سرر



و ان ابوا لذة الاولي مكدرة

فقد صفت لهم الاخري بلا كدر






بني امية ان ثارت كلابكم

فان للثار ليثا من بني مضر



مؤيد العز يستسقي الرشاد به

انواء عز بلطف الله منهمر



و ينزل الملا الاعلي لخدمته

موصولة زمر الاملاك بالزمر



يا غاية الدين و الدينا و بدئهما

و عصمة النفر العاصين من سقر



ليست مصيبتكم هذا الذي وردت

في الدهر اول مشروب لكم كدر



لكن صبرتم علي امثالها كرما

و الله غير مضيع اجر مصطبر



فهاكموها غياث الله مرثية

من عبد عبدكم المعروف بالازري



يرجو الاغائة منكم يوم محشره

و انتم خير مذخور لمدخر



و له رضي الله عنه:



ان كنت في سنة من عادة الزمن

فانظر لنفسك و استيقظ من الزمن



ليس الزمان بمامون علي احد

هيهات ان تسكن الدنيا الي سكن



ودع مصاحبة الدنيا فليس لها

الا مفارقة السكان للسكن



الا تذكرت اياما بها ظعنت

للفاطميين اظعان عن الوطن



ايام دارت بشهر المجد دائرة

ما كان كررها الا علي شجن



ايام طل من الختار اي دم

و ادميت اي عين من ابي حسن



اعزز بناصر دين الله منفردا

في مجمع من بني عبادة الوثن



يوصي الا حبة الا تقبضوا بيد

الا علي الدين في سر و في علن



و ان جري احد الاقدار فاصطبروا

فالصبر في القدر الجاري [18] من الفطن



سقيا لهمته ما كان اكرمها

في سقي ظامي المواضي من دم هتن



حيث الا سنة للاجلال مفصحة

عن المنايا لاهل المقول اللكن



يقول و السيف لولا الله يمنعه

ابي بان لا يري راسا علي البدن



يا خيرة الغدر ان انكرتم شرفي

فان واعية الهيجاء تعرفني






لا تفخروا بجنود لا عداد لها

ان الفخار بغير السيف لم يكن



و مذ رقي منبر الهيجاء اسمعها

مواعظا من فروض الطعن و السنن



لله موعظة الخطي كم وقعت

من آل سفيان في قلب و في اذن



كان اسيافه اذ تستهل دما

صفايح البرق حلت عقدة المزن



فلم يروا مثل ذاك السيف مقتنصا

تلك الاوابد لم ينكل و لم يهن



لله حملته لو صادفت فلكا

لخر هيكله الاعلي علي الذقن



يفري الجسوم بعضب غير ذي ثقة

علي النفوس و رمح غير مؤتمن



و عزمة في عري الاقدار نافذة

لو لاقت الموت قادته بلا رسن



حتي اذا لم تصب منه العدا غرضا

رموه بالنبل عن موتورة الطعن



فانقض عن مهرة كالشمس من فلك

فغاب صبح الهدي في الفاحم الدجن



و اصبحت ظلمات الشمر محدقة

من الحسين بذلك النير الحسن



قل للمقادير قد احدثت حادثة

غريبة الشكل ما كانت و لم تكن



امثل شمر اذل الله جبهته

يلقي حسينا بذاك الملتقي الخشن



وا حسرة الدين و الدنيا علي قمر

يشكو الخسوف علي عسالة [19] اللدن



يا من يقلد حتي الوحش منته

و ابن النجابة مطبوع علي المنن



هيهات ان الندي و العلم قد دفنا

و لا مزية بعد الروح للبدن



لقد هوت من نزار كل راسية

كانت لابنية الايجاد كالركن



ما للحوادث لا دارت دوائرها

اصابت الجبل القدسي بالوهن



اي الشموس توارت بعد ما تركت

في صدر كل كمال قلب مفتتن



لهفي علي ناطقات العلم كيف غدت

و افصح اللسن منها اخرس اللسن



يوم بكت فيه عين المكرمات دما

علي الكريم فبلت فاضل الردن



يوم اجال القذي في عين فاطمة

حتي استحال وعاء الدمع كالمزن



لم تدر اي رزايا الطف تندبها

ضربا علي الهام ام سيبا علي البدن



ان زلزلت هذه السفلي فلا عجب

دارت علي الفلك الاعلي رحي المحن






تبكي علي سيد كانت له شيم

يجري بها المجد مجري الماء في الغصن



و من الرثاء للشيخ جعفر الخطي «ره» [20] و قد اوردنا اولها في آخر مقتل اصحاب الحسين.



فلم يبق الا واحد الناس واحدا

يكابد من اعدائه ما يكابد



يكر فينثالون عنه كانهم

مهي خلفهن الضاريات شوارد



اذا ركع الهندي يوما بكفه

لدي الحرب فالهامات منه سواجد



يحامي وراء الطاهرات مجاهدا

بنفسي و بي ذاك المحامي المجاهد



فما الليث ذو الاشبان هيج علي الطوي

باشجع منه حين قل المساعد



و لا سمعت اذني و لا اذن سامع

باثبت منه في اللقا و هو واحد



الي ان سال الطعن و الضرب نفسه

فخر كما يهوي الي الارض ساجد



فلهفي له و الخيل منهن صادر

خضيب الحوامي من دماه و وارد



و اعظم شي ء ان شمرا له علي

جناجن صدر ابن النبي مقاعد



فشلت يداه حين يفري بسيفه

مقلد من تلقي اليه المقالد



و ان قتيلا احرز الشمر شلوه

لاكرم مفقود يبكيه فاقد



و لهفي علي انصاره و حماته

و هم لسراحين الفلات موائد



مضمخة اجسادهم فكانما

عليهن من حمر الدماء مجاسد



و ان انس لا انسي النساء فكانما

قطاريع عن اوطاره و هو هاجد



خوارج عن ابياتها و هي بعدها

لارجاس حرب بالحريق مقاعد



سوافر بعد الصون ما لوجوهها

براقع الا اذرع و سواعد



اذا هن سلبن القلائد جددت

من الاسر في اعناقهن قلائد



و تلوي علي اعضادهن معاضد

من الضرب اذ تبتز منها المعاضد



نوادب لو ان الجبال سمعنها

تداعت اعاليهن و هي سواجد



اذا هن ابصرن الجسوم كانها

نجوم علي ظهر الفلاة رواكد






تداعين يلطمن الخدود بعولة

تصدع منها القاسيات الجلامد



و يخمشن بالايدي وجوها كانها

دنانير ابلاهن بالحك ناقد



و ظلن يرددن المناح كانما

تعلمن منهن الحمام الفواقد



و من الرثاء للسيد حيدر الحلي «ره»:



لتلوي لوي الجيد ناكسة الطرف

فهاشمها بالطف مهشومة الانف



و في الارض فلتنثل كنانة نبلها

فلم يبق سهم في وفاضهم يشفي



و يا مضر الحمراء لا تنشري اللوا

فان لواك اليوم اجدر باللف



و يا غالب ردي الجفون علي القذي

لمن انت بعد اليوم ممدودة الطرف



لتنض نزار الشوس نثرة رغفها

فبعد ابي الضيم ما هي للرغف



بني البيض احسابا كراما و اوجها

و ساما و اسيافا هي البرق في الخطف



الستم اذا عن ساقها الحرب شمرت

و ان نابها قد قلصت شفة الحتف



سحبتم اليها ذيل كل مفاضة

ترد الظبا بالثلم و السمر بالقصف



فكيف رضيتم من حرارة وترها

بماء الطلا منكم ظبي القوم تستشفي



الم ياتكم ان الحسين تنازعت

حشاه القنا حتي ثوي في ثري الطف



بشم انوف اكرهوا السمر فانثنت

تكسر غيظا و هي راعفة الانف



اباحسن ابناؤك اليوم حلقت

بقادمة الاسياف عن خطة الخسف



ثنت عطفها نحو المنية اذ ابت

بان تغتدي للذل مثنية العطف



لقد حشدت حشد العطاش علي الردي

عطشا و ما بلت حشي بسوي اللهف



ثوت حيث لم تذمم لها الحرب موقفا

و لا قبضت بالرعب منها علي الكف



سل الطف عنهم اين بالامس طنبوا

و اين استقلوا اليوم عن عرصة الطف



و هل زحف هذا اليوم ابقي لحيهم

عميد وغي يستنهض الحي للزحف



فلا و ابيك الخير لم يبق منهم

قريع وغي يقري القنا مهج الصف



مشوا تحت ظل المرهفات جميعهم

بافئدة حري الي مورد الحتف



فتلك علي الرمضا صرعي جسومهم

و نوستهم هاتيك اسري علي العجف






مشوا بالانوف الشم قدما و بعدهم

تخال نزار تنشق النقع في انف



و هل يملك الموتور قائم سيفه

ليدفع عنه الضيم و هو بلا كف



خذي يا قلوب الطالبيين قرحة

تزول الليالي و هي دامية القرف



و من الرئاء له نادبا لمولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه:



من حامل لولي الله مالكة

تطوي علي نفثات كلها ضرم



يابن الاولي يقعدون الموت ان نهضت

بهم لدي الروع في وجه الظبي الهمم



اعيذ سيفك ان تصدي حديدته

و لم تكن فيه تجلي هذه الغم



و ان اعجب شي ء ان ابثكها

كان قلبك خال و هو محتدم



ما خلت تقعد حتي تستثار لهم

و انت انت و هم فيما جنوه هم



لم تبق اسيافهم منكم علي ابن تقي

فكيف تبقي عليهم لا ابالهم



فلا [21] و صفحك ان القوم ما صفحوا

و لا و حلمك ان القوم ما حلموا



لاصبر او تضع الهيجاء ما حملت

بطلقة معها ماء المخاض دم



فحمل امك قدما اسقطوا حنقا

و طفل جدك في سهم الردي فطموا



نهضا فمن بظباكم هامه فلقت

ضربا علي الدين فيه اليوم يحتكم



و تلك انفالكم في الغاصبين لكم

مقسومة و بعين الله تقتسم



هذا المحرم قد وافتك صارخة

مما استحلوا به ايامه الحرم



يملان سمعك من اصوات ناعية

في مسمع الدهر من اعوالها صمم



تنعي اليك دماء غاب ناصرها

حتي اريقت و لم يرفع لكم علم



مسفوحة لم تجب عند استغاثتها

الا بادمع ثكلي شفها الالم



حنت و بين يديها فتية شربت

من نحرها نصب عينيها الظبي الحذم



موسدون علي الرمضاء تنظرهم

حري القلوب علي ورد الردي ازدحموا



سقيا لثاوين لم تبلل مضاجعهم

الا الدماء و الا الادمع السجم



افناهم صبرهم تحت الظبي كرما

حتي مضوا ورداهم ملؤه كرم






و خائضين غمار الموت طافحة

امواجها البيض في الهامات تلتطم



مشوا الي الحرب مشي الضاربات لها

فصارعوا الموت فيها و القنا اجم



و لا غضاضة يوم الطف ان قتلوا

صبرا بهيجاء لم يثبت لها قدم



و حائرات اطار القوم اعينها

رعبا غداة عليها خدرها هجموا



كانت بحيث عليها قومها ضربت

سرادقا ارضه من عزهم جرم



يكاد من هيبة ان لا يطوف به

حتي الملائك لولا انهم خدم



فغودرت بين ايدي القوم حاسرة

تسبي و ليس لها من فيه تعتصم



نادت و يا بعدهم عنها معاتبة

لهم و يا ليتهم من عتبها امم



قومي الاولي عقدت قدما مآزرهم

علي الحمية ما ضيموا و لا هضموا



عهدي بهم قصر الاعمار شانهم

لا يهرمون و للهيامة الهرم



ما بالهم لا عفت منهم رسومهم

قروا و قد حملتنا الاينق الرسم



يا غاديا بمطايا العزم حملها

هما تضيق به الاضلاع و الحزم



عرج علي الحي من عمر و العلي و ارح

منهم بحيث اطمان الباس و الكرم



و حي منهم حماة ليس يابنهم

من لا يرف عليه في الوغي العلم



المشبعين قري طير السماء و لهم

بمنعة الجار فيهم يشهد الحرم



كماة حرب تري في كل بادية

قتلي باسيافهم لم تحوها الزحم



كان كل فلا دار لهم و بها

عيالها الوحش او اضيافها الرخم



قف منهم موقفا تغلي القلوب به

في فورة العتب و اسال ما الذي بهم



جفت عزائم فهر ام تري بردت

منها الحمية ام قد ماتت الشيم



و من الرثاء للشيخ صالح التميمي «ره» [22] :



سامحو بدمعي في قتيل محرم

صحائف قد سودتها بالمحارم



قتيل تعفي كل رزء و رزؤه

جديد علي الايام سامي المعالم



قتيل بكاه المصطفي و ابن عمه

علي و اجري من دم دمع فاطم






و قل قتيل قد بكته السماء دما

عبيطا فما قدر الدموع السواجم



و ناحت عليه الجن حتي بدا لها

حني تحاكيه رعود الغمائم



اذا ما سقي الله البلاد فلا سقي

معاهد كوفان بنوء المرازم



اتت كتبهم في طيهن كتائب

و ما رقمت الا بسم الاراقم



لخير امام قام في الامر فانبرت

له نكبات اقعدت كل قائم



اذا ذكرت للطفل حل براسه

بياض مشيب قبل شد التمائم



ان اقدم الينا يابن اكرم من مشي

علي قدم من عربها و الاعاجم



فكم لك انصارا لدينا و شيعة

رجالا كراما فوق خيل كرائم



فودع مامون الرسالة و امتطي

متون المراسيل الهجان الرواسم



و حشمها نجم العراق تحفه

مصاليت حرب من ذوابة هاشم



قساورة يوم القراع رماحهم

تكلفن ارزاق النسور القشاعم



مقلدة من عزمها بصوارم

لدي الروع امضي من حدود الصوارم



اشد نزالا من ليوث ضراغم

و اجري نوالا من بحور خضارم



و ازهي وجوها من بدور كوامل

و اوفي ذماما من و في الذمائم



كانهم يوم الطفوف و للظبي

هنالك شغل شاغل بالجماجم



غدا ضاحكا هذا وذا متبسما

سرورا و ما ثغر المنون بباسم



و ما سمعت اذني من الناس ذاهبا

الي الموت تعلوه مسرة قادم



لقد صبروا صبر الكرام و قد قضوا

علي رغبة منهم حقوق المكارم



الي ان غدت اشلاؤهم في غرامها

كاشلاء قيس بين تينا و جاسم



فلفهي لمولاي الحسين و قد غدا

وحيدا فريدا في وطيس الملاحم



يري قومه صرعي و ينظر نسوة

تجلببن جلباب البكا و المآتم



هناك انتضي عضبا من الحزم قاطعا

و تلك خطوب لم تدع حزم حازم



اري طيب خيم الفرع اعدل شاهد

علي اصله في طيب خيم الجراثم



ابوه علي اثبت الناس في اللقا

و اشجع من قد جاء من صلب آدم



يكر عليهم مثل ما كر حيدر

علي اهل بدر و النفير المزاحم



و لما اراد الله انفاذ امره

باطوع منقاد الي حكم حاكم






اتيح له سهم تبوا نحره

تبوا نحري ليته و غلاصمي



فهدت عروش الدين و انطمس الهدي

و اصبح ركن الحق واهي الدعائم



و اعظم خطب لا تقوم بحمله

متون الجبال الراسيات العظائم



عويل بنات المصطفي مذ اتي لها

جواد قتيل الطف دامي القوائم



ينحن كما ناح الحمام و بالبكاء

لاغزر دمعا من بكاء الحمائم



فيا وقعة كم كدرت من مشارب

لنا مثل ما قد رنقت من مطاعم



عليكم سلام الله ما هبت الصبا

و ما حرك الاغصان مر النسائم



و من الرثاء لبعضهم «ره»:



البدار البدار آل نزار

قد فنيتم ما بين بيض الشفار



قوموا السمر كسروا كل غمد

نقبوا بالقتام وجه النهار



طرزوا البيض من دماء الاعادي

فلقوا البيض بالظبي البتار



و اسطحوا من دم علي الارض ارضا

و ارفعوا للسماء سماء غبار



افرغوا كل سابغات دلاص

ذاهب برقهن بالابصار



خالفوا السمر بين بيض المواضي

و امتطوا للنزال قتب المهار



فابعثوها صوائحا فامي

و سمت انف مجدكم بالصغار



سلبتكم بالرغم اي نفوس

البستكم ذلا مدي الاعمار



يوم جزت بالطف كل يمين

من بني غالب و كل يسار



انزار نضوا برود التهاني

فحسين علي البسيطة عار



طاطئوا الرؤوس ان راس حسين

رفعوه فوق القنا الخطار



لا تلد هاشمية علويا

ان تركتمو امية بقرار



لا تمدوا لكم عن الشمس ظلا

ان في الشمس مهجة المختار



حق ان لا تكفنوا علويا

بعد ما كفن الحسين الذار



لا تذوقوا المعين واقضوا ظما

بعد ظام مضي بحد الغرار



لا تشقوا لآل فهر قبورا

و ابن طه ملقي بلا اقبار



هتكوا عن نسائكم كل خدر

هذه زينب علي الاكوار



شانها النوح ليس تهدا آنا

عن بكي بالعشي و الابكار




للشافعي كما في ينابيع المودة و غيره:



و مما نفي نومي و شيب لمتي

تصاريف ايام لهن خطوب



تاوب همي و الفواد كئيب

و ارق عيني و الرقا غريب



تزلزلت الدنيا لآل محمد

و كادت لها صم الجبال تذوب



فمن مبلغ عني الحسين رسالة

و ان كرهتها انفس و قلوب



قتيلا بلا جرم كان قميصه

صبيغ بماء الارجوان خضيب



نصلي علي المختار من آل هاشم

و نوذي بنيه ان ذاك عجيب



لئن كان ذنبي حب آل محمد

فذلك ذنب لست عنه اتوب



هم شفعائي يوم حشري و موقفي

و بغضهم للشافعي ذنوب [23] .



البحار: رايت في بعض مؤلفات المتاخرين انه قال: حكمي دعبل الخزاعي قال: دخلت علي سيدي و مولاي علي بن موسي الرضا عليهماالسلام في مثل هذه الايام فرايته جالسا جلسة الحزين الكئيب و اصحابه من حوله، فلما رآني مقبلا قال لي: مرحبا بك يا دعبل، مرحبا بناصرنا بيده و لسانه. ثم انه وسع لي مجلسه و اجلسني الي جانبه ثم قال لي: يا دعبل احب ان تنشدني شعرا فان هذه الايام ايام حزن كانت علينا اهل البيت و ايام سرور كانت علي اعدائنا خصوصا بني امية يا دعبل من بكي او ابكي علي مصابنا و لو واحدا كان اجره علي الله، يا دعبل من ذرفت عيناه علي مصابنا و بكي لما اصابنا من اعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا، يا دعبل من بكي علي مصاب جدي الحسين عليه السلام غفر الله له ذنوبه البتة.

ثم انه نهض و ضرب سترا بيننا و بين حرمه و اجلس اهل بيته من وراء الستر ليبكوا علي مصاب جدهم الحسين عليه السلام، ثم التفت الي و قال لي: يا دعبل ارث الحسين فانت ناصرنا و مادحنا ما دمت حيا فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت. قال دعبل: فاستعبرت و سالت عبرتي و انشات اقول:



افاطم لو خلت الحسين مجدلا

و قد مات عطشانا بشط فرات






اذا للطمت الخد فاطم عنده

و اجريت دمع العين في الوجنات



افاطم قومي يا ابنة الخير و اندبي

نجوم سماوات بارض فلات



قبور بكوفان و اخري بطيبة

و اخري بفخ نالها صلواتي



قبور ببطن النهر من جنب كربلا

معرسهم فيها بشط فرات



توفوا عطاشا بالعراق فليتني

توفيت فيهم قبل حين وفاتي



الي الله اشكو لوعة عند ذكرهم

سقتني بكاس الثكل و القصعات [24] .



اقول: ولدعبل اشعار كثيرة في رثاء الحسين عليه السلام و هذه الابيات من قصيدته التائية المشهورة.

قال ابوالفرج في الاغاني: و كان دعبل من الشيعة المشهورين بالميل الي علي عليه السلام و قصيدته «مدارس آيات خلت من تلاوة» من احسن الشعر و فاخر المدائح المقولة في اهل البيت عليهم السلام و قصد بها علي بن موسي الرضا بخراسان فاعطاه عشرة آلاف درهم من الدراهم المضروبة باسمه و خلع عليه خلعة من ثيابه فاعطاه بها اهل قم ثلاثين الف درهم فلم يبعها فقطعوا عليه الطريق فاخذوها، فقال لهم: انها انما تراد الله عز و جل و هي محرمة عليكم. فدفعوا اليه ثلاثين الف درهم فحلف ان لا يبيعها او يعطوه بعضها ليكون في كفنه. فاعطوه فردكم فكان في اكفانه. و كتب قصيدته «مدارس آيات» فيما يقال علي ثوب و احرم فيه و امر بان يكون في اكفانه، و لم يزل مرهوب اللسان و خائفا من هجائه للخلفاء فهو دهره كله هارب متوار [25] .

و فيه ايضا مسندا عن عبدالله بن سعيد الاشقري قال: حدثني دعبل بن علي قال: لما هربت من الخليفة بت ليلة بنيسابور وحدي، و عزمت علي ان اعمل قصيدة في عبدالله بن طاهر في تلك الليلة، فاني لفي ذلك اذ سمعت و الباب


مردود علي «السلام عليكم الج يرحمك الله»، فاقشعر بدني من ذلك و نالتي امر عظيم فقال لي: لا ترع عافاك الله فاني رجل من اخوانك من الجن من ساكني اليمن طرا الينا طاري ء من اهل العراق فانشدنا قصيدتك:



مدارس آيات خلت من تلاوة

و منزل وحي مقفر العرصات



فاحببت ان اسمعها منك. قال: فانشدته اياها فبكي حتي خر، ثم قال: رحمك الله الا احدثك حديثا يزيد في نيتك و يعينك علي التمسك بمذهبك؟ قلت: بلي. قال: مكثت حينا اسمع بذكر جعفر بن محمد عليه السلام، فصرت الي المدينة فسمعته يقول: حدثني ابي عن ابيه عن جده ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال: علي و شيعته هم الفائزون. ثم و دعني لينصرف فقلت له: يرحمك الله ان رايت ان تخبرني باسمك فافعل، قال: انا ظبيان بن عامر [26] .

اقول: توفي دعبل سنة 246.

روي الشيخ الصدوق عن علي بن دعبل قال: لما ان حضر ابي الوفاة تغير لونه و انعقد لسانه و اسود وجهه فكدت الرجوع عن مذهبه، فرايت بعد ثلاث فيما يري النائم و عليه ثياب بيض و قلنسوة بيضاء، فقلت له: يا ابه ما فعل الله بك؟ فقال: يا بني ان الذي رايته من اسوداد وجهي و انعقاد لساني كان من شربي الخمر في دار الدنيا، و لم ازل كذلك حتي لقيت رسول الله صلي الله عليه و آله و علي ثياب بيض و قلنسوة بيضاء، فقال لي: انت دعبل؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: فانشدني قولك في اولادي، فانشدته قولي:



لا اضحك الله سن الدهر ان ضحكت

و آل احمد مظلومون قد قهروا



مشردون نفوا عن عقر دارهم

كانهم قد جنوا ما ليس يغتفر



قال: فقال لي احسنت، و شفع في و اعطاني ثيابه و ها هي- و اشار الي ثياب بدنه.


قال الصدوق رحمه الله: ذكر ما وجد علي قبر دعبل مكتوبا، سمعت ابانصر محمد بن الحسن الكرخي الكاتب يقول: رايت علي قبر دعبل بن علي الخزاعي مكتوبا:



اعد الله يوم يلقاه

دعبل ان لا اله الا الله



يقولها مخلصا عساه بها

يرحمه في القيامة الله



الله مولاه و الرسول و من

بعدهما فالوصي مولاه [27] .



اقول: و قد رثي الحسين بن علي عليهماالسلام جماعة كثيرة من الشعراء بحيث لو انتخب و جمع اناف علي مجلدات كثيرة.

و في مقاتل الطالبيين: قال ابوالفرج الاصبهاني: و قد رثي الحسين عليه السلام جماعة من متاخري الشعراء استغني عن ذكرهم في هذا الموضع كراهية الاطالة، و اما ما تقدم (من تدقم خ ل) فما وقع الينا شي ء رثي به و كانت الشعراء لا تقدم علي ذلك مخافة من بني امية و خشية منهم- انتهي [28] .

و لنعم ما قال الصاحب بن عباد:



ان خير المداح من مدحته

شعراء البلاد في كل ناد



و لنختم هذا الفصل برثاء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.

روي الشيخ ابن شهراشوب عن امالي المفيد النيسابوري «ره» ان ذر النائحة رات فاطمة عليهاالسلام فيما يري النائم انها وقعت علي قبر الحسين عليه السلام تبكي و امرتها ان تنشد:



ايها العينان فيضا

و استهلا لا تغيضا



و ابكيا بالطف ميتا

ترك الصدر رضيضا



لم امرضه قتيلا

لا و لا كان مريضا [29] .





پاورقي

[1] و بکيت ظ «منه».

[2] العصابة من عشرة الي اربعين رجلا و جمعه عصائب «منه».

[3] تذکرة الخواص: 153.

[4] الخميس هو الجند «منه».

[5] محلهم ظ «منه».

[6] تذکرة الخواص: 153.

[7] و هو السيد الرضي رحمه‏الله کما صرح به المؤلف.

[8] تذکرة الخواص: 153.

[9] قتة بفتح القاف و تاءين من فوق اسم ام سليمان المذکور «منه».

[10] تذکرة الخواص: 154.

[11] ابن الهبارية هو ابوبعلي محمد بن محمد الهاشمي العباسي البغدادي الشاعر المتوفي سنة 509 تسع و خمسمائة صاحب الصادح و الباغم، و هو منظومة علي اسلوب کليلة و دمنة في الفي بيت، و هو من غرائب مؤلفاته نظمه للامير سيف الدولة صاحب حلة «منه».

[12] غمها.

[13] تذکرة الخواص: 154.

[14] المتوفي 1304 و طبع ديوانه في 1312 و 1368.

[15] شقرة خ ل.

[16] المتوفي 1289، راجع ادب الطف 201 /7.

[17] المتوفي سنة 1212.

[18] في الاصل: الجاني.

[19] في الاصل: غسالة.

[20] المتوفي حدود 1040، راجع الذريعة 36 /9.

[21] کلا.

[22] المتوفي 1261، راجع الذريعة 587 /9.

[23] ينابيع المودة: 356.

[24] البحار 257 /45. نقلا عن بعض مؤلفات المتاخرين.

[25] الاغاني 29 /18.

[26] الاغاني 39 /18.

[27] عيون اخبار الرضا 267 /2.

[28] مقاتل الطالبيين: 122.

[29] المناقب 63 /4.