بازگشت

في ورود شمر بكربلاء و وقائع يوم تاسوعاء


و لما وصل كتاب عمر بن سعد الي عبيد اللَّه بن زياد و قرا قال: هذا كتاب ناصح لاميره مشفق علي قومه. فقام اليه شمر بن ذي الجوشن فقال: اتقبل هذا منه و قد نزل بارضك و الي جنبك، و الله لئن رحل من بلادك و لم يضع يده في يدك ليكونن اولي بالقوة و لتكونن اولي بالضعف و العجز، فلا تعطه هذه المنزلة فانها من الوهن، و لكن لينزل علي حكمك هو و اصحابه فان عاقبت فانت ولي العقوبة و ان عفوت كان ذلك لك.

فقال له ابن زياد: نعم ما رايت، الراي رايك، اخرج بهذا الكتاب الي عمر ابن سعد فليعرض علي الحسين و اصحابه النزول علي حكمي، فان فعلوا فليبعث بهم الي سلما و ان هم ابوا فليقاتلهم، فان فعل فاسمع له واطع و ان أبي ان يقاتلهم فانت امير الجيش و اضرب عنقه و ابعث الي براسه [1] .

و كتب الي عمر بن سعد:

«اني لم ابعثك الي الحسين عليه السلام لتكف عنه و لا لتطاوله و لا لتمنيه السلامة و البقاء و لا لتعتذر له عندي (عنه خ ل) و لا لتكون عندي شافعا، انظر فان


نزل الحسين و اصحابه علي حكمي و استسلموا فابعث بهم الي سلما، و ان ابوا فازحف اليهم حتي تقتلهم و تمثل بهم فانهم لذلك مستحقون، و ان قتل الحسين فاوطي ء الخيل صدره و ظهره فانه عاق (عات خ ل) ظلوم، و لست اري ان هذا يضر بعد الموت شيئا و لكن علي قول قد قلته لو قد قتلته لفعلت هذا به فان انت مضيت لامرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع، و ان ابيت فاعتزل عملنا و جندنا و خل بين شمر بن ذي الجوشن و بين العسكر فانا قد امرناه بارمنا. و السلام» [2] [3] .

و في روايه أبي الفرج: فوجه اليه ابن زياد: طمعت يابن سعد في الراحة وركنت الي دعة، ناجز الرجل و قاتله و لا ترض منه الا ان ينزل علي حكمي [4] .

و في تاريخ الطبري: قال ابومخنف: عن الحارث بن حصيرة عن عبداللَّه ابن شريك العامري قال: لما قبض شمر بن ذي الجوشن الكتاب قام هو و عبداللَّه ابن أبي المحل و كانت عمته ام البنين ابنة حزام عند علي بن أبي طالب عليه السلام فولدت له العباس و عبداللَّه و جعفرا و عثمان، فقال عبداللَّه بن أبي المحل ابن حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب: اصلح اللَّه الامير ان بني اختنا مع الحسين عليه السلام فان رايت ان تكتب لهم امانا فعلت. قال: نعم و نعمة عين، فامر كاتبه فكتب لهم امانا، فبعث به عبداللَّه بن أبي المحل مع مولي له يقال له كزمان (كرمان)، فلما قدم عليهم دعاهم فقال: هذا امان بعث به خالكم. فقال له الفتية: اقري ء خالنا السلام و قل له: ان لا حاجة لنا في امانكم، امان اللَّه خير من امان ابن سمية [5] .


فاقبل شمر بكتاب عبيد اللَّه الي عمر بن سعد، فلما قدم عليه و قرا قال له عمر: ما لك ويلك لا قرب اللَّه دارك و قبح اللَّه ما قدمت به علي، و اللَّه اني لاظنك انك ثنيته (نهيته خ ل) ان يقبل ما كتبت به اليه و افسدت علينا امرا قد كنا رجونا ان يصلح، لا يستسلم و اللَّه الحسين ان نفس ابيه [6] لبين جنبيه. فقال له شمر: اخبرني ما انت صانع تمضي لامر اميرك و تقاتل عدوه و الا فخل بيني و بين الجند و العسكر. فقال: لا و لا كرامة لك و لكني انا اتولي ذلك فدونك فكن انت علي الرجالة.

و نهض عمر بن سعد الي الحسين عليه السلام عشية الخميس لتسع مضين من المحرم [7] .

و جاء شمر حتي وقف علي اصحاب الحسين عليهاالسلام فقال: اين بنو اختنا؟ فخرج اليه العباس و جعفر و عبداللَّه و عثمان بنو علي بن أبي طالب عليه السلام فقالوا: ما تريد. فقال: انتم يا بني اختي آمنون. فقالت له الفتية: لعنك اللَّه و لعن امانك، اتومننا و ابن رسول اللَّه لا امان له.

و في رواية: فناداه العباس عليه السلام: تبت يداك و بئس ما جئتنا به من امانك يا عدو اللَّه، اتامرنا ان نترك اخانا و سيدنا الحسين بن فاطمة عليهماالسلام و ندخل في طاعة اللعناء و اولاد اللعناء [8] .

قلت: بعثتهم النفوس الابية علي مصادمة خيول اهل الغواية و حركتهم


الحمية الهاشمية علي اقتناص ارواح اهل الضلالة، فكانوا كما وصفهم بعض اهل البصائر بانهم امراء العساكر و خطباء المنابر:



نفوس ابت الا تراث ابيهم

فهم بين موتور لذاك و واتر



لقد الفت ارواحهم حومة الوغي

كما انست اقدامهم بالمنابر



قال: فرجع شمر لعنه اللَّه الي عسكره مغضبا، ثم نادي عمر بن سعد: يا خيل اللَّه اركبي و بالجنة ابشري. فركب الناس ثم زحف نحوهم بعد العصر [9] .

و في الحديث المروي عن الصادق عليه السلام قال: تاسوعا يوم حوصر فيه الحسين عليه السلام و اصحابه بكربلا، و اجتمع عليه خيل اهل الشام و اناخوا عليه، و فرح ابن مرجانة و عمر بن سعد بتوافر الخيل و كثرتها، و استضعفوا فيه الحسين عليه السلام و اصحابه و ايقنوا انه لا ياتي الحسين عليه السلام ناصر و لا يمده اهل العراق. بابي المستضعف الغريب [10]

فلما نادي عمر بن سعد اصحابه بالركوب ركب اصحابه و اقتربوا نحو خيم الحسين عليه السلام و الحسين جالس امام بيته محتب (محتبيا خ ل) بسيفه اذ خفق براسه علي ركبتيه و سمعت اخته زينب الضجة، فدنت من اخيها فقالت: يا اخي اما تسمع الاصوات قد اقتربت. فرفع الحسين عليه السلام راسه فقال: اني رايت رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و آله الساعة في المنام فقال لي: انك تروح الينا. فلطمت اخته وجهها و نادت بالويل، فقال لها الحسين عليه السلام: ليس لك الويل يا اخية اسكني (اسكتي خ ل) رحمك اللَّه [11] .

و قال له العباس بن علي عليهماالسلام: يا اخي قد اتاك القوم. قال: فنهض ثم قال: يا عباس اركب بنفسي [12] انت يا اخي حتي تلقاهم و تقول لهم ما لكم و ما


بدا لكم و تسالهم عما جاءهم. فاتاهم العباس في نحو من عشرين فارسا فيهم زهير ابن القين و حبيب بن مظاهر، فقال لهم العباس: ما بدا لكم و ما تريدون؟ قالوا: جاء امر الامير ان نعرض عليكم ان تنزلوا علي حكمه او نناجزكم. قال: فلا تعجلوا حتي ارجع الي أبي عبداللَّه فاعرض عليه ما ذكرتم. فوقفوا و قالوا: القه فاعلمه ثم القنا بما يقول لك. فانصرف العباس راجعا يركض الي الحسين عليه السلام يخبره الخبر و وقف اصحابه يخاطبون القوم [13] .

فقال حبيب بن مظاهر لزهير بن القين: كلم القوم انشئت و ان شئت كلمتهم. فقال له زهير: انت بدات بهذا فكن انت تكلمهم. فقال لهم حبيب بن مظاهر: اما و اللَّه لبئس القوم عند اللَّه غدا قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرية نبيه و عترته و اهل بيته و عباد اهل هذا المصر المجتهدين [14] بالاسحار و الذاكرين اللَّه كثيرا.

فقال له عزرة بن قيس: انك لتزكي نفسك ما استطعت. فقال له زهير: يا عزرة ان اللَّه قد زكاها و هداها، فاتق اللَّه يا عزرة فاني لك من الناصحين، انشدك اللَّه يا عزرة ان تكون ممن يعين الضلالة علي قتل النفوس الزكية. قال: يا زهير ما كنت عندنا من شيعة اهل هذا البيت انما كنت عثمانيا. قال: افلست تستدل بموقفي هذا اني منهم، اما و اللَّه ما كتبت اليه كتابا قط و لا ارسلت اليه رسولا قط و لا وعدته نصرتي قط و لكن الطريق جمع بيني و بينه، فلما رايته ذكرت به رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و آله و مكانه منه و عرفت ما يقدم عليه من عدوه و حزبكم، فرايت ان انصره و ان اكون في حزبه و ان اجعل نفسي دون نفسه حفظا لما ضيعتم من حق اللَّه و حق رسوله.

قال: و اقبل العباس بن علي عليهماالسلام الي الحسين عليه السلام فاخبره بما قال القوم: فقال: ارجع اليهم فان استطعت ان تؤخرهم الي غدوة و تدفعهم عنا العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه و نستغفره فهو يعلم اني قد كنت احب الصلاة


له و تلاوة كتابه و كثرة الدعاء و الاستغفار. فمضي العباس الي القوم و رجع من عندهم و معه رسول من قبل عمر بن سعد، فقام حيث يسمع الصوت [15] فقال: انا قد اجلناكم الي غد فان استسلمتم سرحنا بكم الي اميرنا عبيد اللَّه بن زياد و ان ابيتم فلسنا تاركيكم. فانصرف [16] .


پاورقي

[1] الارشاد: 212.

[2] الارشاد: 213 -212.

[3] روي الطبري باسناده عن سعد بن عبيدة قال: انا لمستقعون في الماء مع عمر بن سعد اذ اتاه رجل فساره و قال له: قد بعث اليک ابن‏زياد جويرية بن بدر التميمي و امره ان لم تقاتل القوم ان يضرب عنقک. قال: فوثب الي فرسه فرکبه ثم دعا سلاحه فلبسه و انه علي فرسه فنهض بالناس اليهم. تاريخ الطبري 286 /7.

[4] مقاتل الطالبيين: 114.

[5] تاريخ الطبري 317 -316 /7.

[6] نفسا ابية خ ل. و في رواية الدينوري: فارسل عمر بن سعد بکتاب ابن‏زياد الي الحسين عليه‏السلام فقال الحسين للرسول: لا اجيب ابن‏زياد الي ذلک ابدا فهل هو الا الموت فمرحبا به.

و في روايه أبي‏الفرج: لما عرض علي الحسين عليه‏السلام قال: معاذ اللَّه ان انزل علي حکم ابن‏مرجانة ابدا، فوجه ابن‏زياد شمر بن ذي الجوشن الضبابي اخزاه اللَّه الي ابن سعد يستحثه بمناجزة الحسين عليه‏السلام «منه». راجع الاخبار الطوال: 227، مقاتل الطالبيين: 114.

[7] تاريخ الطبري 317 -316 /7.

[8] اللهوف: 87.

[9] تاريخ الطبري 318 -317 /7.

[10] الکافي 147 /4.

[11] الارشاد: 213، تاريخ الطبري 318 /7، الکامل 56 /4.

[12] الباء للتفدية «منه».

[13] الارشاد: 214 -213، تاريخ الطبري 318 /7.

[14] المتهجدين ظ «منه».

[15] تاريخ الطبري 320 /7، الارشاد: 214.

[16] الارشاد: 214.