بازگشت

ذكر كتاب عبدالله بن زياد الي يزيد بن معاويه


قال: ثم دعا ابن زياد زجر [1] بن قيس الجعفي فسلم اليه راس الحسين بن


علي عليه السلام و رؤوس اخوته و راس علي بن الحسين و رووس اهل بيته و شيعته عليهم السلام، و دعا علي بن الحسين ايضا فحمله و حمل اخواته و عماته و جميع نسائهم الي يزيد بن معاويه.

قال: فسار القوم بحرم رسول الله صلي الله عليه و آله من الكوفه الي بلاد الشام علي محامل بغير و طاء من بلد الي بلد و من منزل الي منزل كما تساق اساري الترك و الديلم.

قال: و سبق زحر بن قيس الجعفي براس الحسين عليه السلام الي دمشق حتي دخل علي يزيد فسلم عليه و دفع اليه كتاب عبيدالله بن زياد.

قال: فاخذ يزيد كتاب عبيدالله بن زياد فوضعه بين يديه، ثم قال: هات ما عندك يا زحر!

فقال زحر: ابشر يا اميرالمومنين بفتح الله عليك و بنصره اياك، فانه ورد علينا الحسين بن علي في اثنين و ثلاثين رجلا من شيعته و اخوته و اهل بيته، [2] فسرنا اليهم و سالناهم ان يستسلموا و ينزلوا علي حكم عبيدالله بن زياد، فابوا علينا فقاتلناهم من وقت شروق الشمس الي ان اضحي النهار، فلما اخذت السيوف ماخذها من الرجال [3] جعلوا ينقصون [4] الي غير وزر، و يلوذون منا بالآكام و الحفر، كما يخاف الحمام من الصقور فوالله يا اميرالمومنين! ما كان الا جزر جزور او نومه قائل حتي اتينا علي آخرهم، فهاتيك اجسادهم بالعراء مجرده، و ثيابهم بالدماء مرمله، و خدودهم


بالتراب معفره. [5] .

قال: فاطرق يزيد ساعه ثم رفع راسه فقال: يا هذا! لقد كنت ارضي من طاعتكم بدون قتل الحسين بن علي عليه السلام، اما والله! لو صار الي لعفوت عنه، ولكن قبح الله ابن مرجانه!

قال: و كان عبدالله بن الحكم اخو مروان بن الحكم قاعدا عند يزيد بن معاويه فجعل يقول شعرا [6] .



فقال يزيد: نعم، لعن الله ابن مرجانه اذ قدم علي مثل الحسين ابن فاطمه عليهم السلام، اما والله! لو كنت صاحبه لما سالني خصله الا اعطيته اياها و لدفعت عنه الحتف بكل ما استعطت و لو كان بهلاك بعض ولدي، ولكن ليقضي الله امرا كا مفعولا فلم يكن له منه مرد.

قال: ثم اتي بالراس حتي وضع بين يدي يزيد بن معاويه في طشت من ذهب، قال: فجعل ينظر اليه و هو يقول:



نفلق هاما من رجال اعزه

علينا و هم كانوا اعق و اظلما [7] .



قال: ثم اقبل علي اهل مجلسه و قال: هذا كان يفتخر علي و يقول: ابي خير من اب


يزيد، و امي خير من امه، [8] و جدي خير من جد يزيد، و انا خير من يزيد، [9] فهذا الذي قتله، فاما قوله: ان ابي خير من اب يزيد، فقد حاج ابي اباه فقضي الله لابي علي ابيه، [10] و اما قوله: ان امي خير من ام يزيد، فلعمري انه صدق ان فاطمه بنت رسول الله صلي الله عليه و آله خير من امي، و اما قوله بان جدي خير من جد [11] يزيد: فليس احد يومن بالله و اليوم الآخر يقول: انه خير من محمد صلي الله عليه و آله، و اما قوله: خير مني، لعله لم يقرا هذه الآيه: (قل اللهم ملك الملك تؤتي الملك من تشاء...). [12] .

قال: ثم دعا بقضيب خيزران فجعل ينكت به ثنايا الحسين عليه السلام و هو يقول: لقد كان ابوعبدالله حسن المنطق! فاقبل اليه ابوبرزه الاسلمي او غيره، فقال له: يا يزيد! ويحك! اتنكت بقضيبك ثنايا الحسين و ثغره! اشهد لقد رايت رسول الله صلي الله عليه و آله يرشف ثناياه و ثنايا اخيه و يقول: «انتما سيدا شباب اهل الجنه، فقتل الله قاتلكما و لعنه و اعد له نار جهنم و ساءت مصيرا»، اما انك يا يزيد لتجي ء يوم القيامه و عبيدالله بن زياد شفيعك و يجي ء هذا و محمد صلي الله عليه و آله شفيعه.

قال: فغضب يزيد و امر باخراجه، فاخرج سحبا. و جعل يزيد يتمثل بابيات عبدالله بن الزبعري و هو يقول:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

وقعه الخزرج من وقع الأسل






لاهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تسل



حين القت بقناه بركها

و استحر القتل في عبدالأشل



فجزيناهم ببدر مثلها

و اقمنا مثل بدر فاعتدل



ثم زاد فيها هذا البيت من نفسه فقال:



لست من عتبه ان لم انتقم

من بني احمد ما كان فعل



قال: و اتي بحرم رسول الله صلي الله عليه و آله حتي ادخلوا مدينه دمشق من باب يقال له باب توماء، [13] ثم اتي بهم حتي وقفوا علي درج باب المسجد حيث يقام السبي. و اذا الشيخ قد اقبل حتي دنا منهم و قال: الحمد لله الذي قتلكم و اهلككم و اراح الرجال من سطوتكم و امكن اميرالمومنين منكم.

فقال له علي بن الحسين عليه السلام: يا شيخ! هل قرات القرآن؟

فقال: نعم قد قرأته.

فقال عليه السلام: فعرفت هذه الآيه: (قل لا اسئلكم عليه اجرا الا الموده في القربي)؟ [14] .

قال اشيخ: قد قرات ذلك.

قال علي بن الحسين عليه السلام: فنحن القربي يا شيخ! قال: فهل قرأت: (و آت ذاالقربي حقه)؟ [15] .


قال الشيخ: قد قرات ذلك.

فقال علي ابن الحسين عليه السلام: نحن القربي يا شيخ! ولكن هل قرات هذه الآيه: (و اعلموا انما غنتم من شي ء فان لله خمسه و للرسول ولذي القربي)؟ [16] .

قال الشيخ: قد قرأت ذلك.

فقال علي ابن الحسين عليه السلام: فنحن ذوالقربي يا شيخ! ولكن هل قرات هذه الآيه: (انما يريد الله ليذهب الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا)؟ [17] .

قال الشيخ: قد قرات ذلك.

فقال علي بن الحسين عليه السلام: فنحن اهل البيت الذي خصصنا بآيه الطهاره. قال: فبقي الشيخ ساعه ساكتا نادما علي ما تكلمه، ثم رفع راسه الي السماء و قال: اللهم! اين تائب اليك مما تكلمته و من بغض هؤلاء القوم، اللهم اني ابرا اليك من عدو محمد و آل محمد من الجن و الإنس.

قال: ثم اتي بهم حتي ادخلوا علي يزيد و عنده يومئذ وجوه اهل الشام، فلما نظر الي علي بن الحسين عليه السلام قال له: من انت يا غلام؟

فقال عليه السلام: انا علي بن الحسين عليه السلام.

فقال: يا علي! ان اباك الحسين قطع رحمي و جهل حقي و نازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رايت.

فقال علي بن الحسين عليه السلام: (ما أصاب من مصيبه في الأرض و لا في انفسكم الا


في كتب من قبل ان نبراها ان ذلك علي الله يسير). [18] .

فقال يزيد لابنه خالد: اردد عليه يا بني! فلم يدر خالد ماذا يقول، [19] فقال يزيد: (و ما اصابتكم من مصيبه فبما كسبت ايديكم و يعفو عن كثير). [20] .

قال: فقام رجل من اهل الشام فقال: يا اميرالمومنين! هب لي هذه الجاريه! [21] .

فقال له يزيد: اسكت، ويلك! لا تقل ذلك، فهذه ابنه علي و فاطمه، و هم اهل بيت لم يزالوا مبغضين لنا منذ كانوا.

قال: فتقدم علي بن الحسين عليه السلام حتي وقف بين يدي يزيد بن معاويه و جعل يقول:



لا تطعموا ان تهينونا و نكرمكم

و ان نكف الأذي عنكم و تؤذونا



فلالله يعلم انا لا نحبكم

و لا نلومكم ان لم تحبونا



فقال يزيد: صدقت يا غلام ولكن اراد ابوك و جدك ان يكونا اميرين، فالحمد لله الذي اذلهما و سفك دماءهما.

فقال له علي بن الحسين عليه السلام: يابن معاويه و هند و صخر! لم يزالوا آبائي و اجدادي فيهم الامره من قبل ان نلد، و لقد كان جدي علي بين ابي طالب عليه السلام يوم بدر و احد


و الاحزاب في يديه رايه رسول الله صلي الله عليه و آله و ابوك و جدك في ايدهما رايات الكفار، ثم جعل علي بن الحسين عليه السلام يقول: [22] .



ماذا تقولون ان قال النبي لكم

ماذا فعلتم و أنتم آخر الأمم



بعترتي و بأهلي بعد منقلبي [23] .



منهم أساري و منه ضرجوا بدم

ما كان هذا جزائي اذ نصحتكم



أن تخلفوني بسوه في ذوي رحمي

ثم قال علي بن الحسين عليه السلام: ويلك يا يزيد! انك لو تدري ما صنعت و ما الذي ارتكبت من ابي و اهل بيتي و اخي و عمومتي اذا لهربت في الجبال و فرشت الرماد و دعوت بالويل و الثبور ان يكون راس الحسين بن فاطمه و علي عليهم السلام منصوبا علي باب المدينه! و هو وديعه رسول الله صلي الله عليه و آله فيكم، فابشر بالخزي و الندامه غدا اذا جمع الناس ليوم لا ريب فيه.



قال: فالتفت حبر من احبار اليهود و كان حاضرا فقال: من هذا الغلام يا اميرالمومنين؟

فقال: هذا صاحب الراس هو أبوه.

قال: و من هو صاحب الرأس يا اميرالمومنين؟

قال: الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام.

قال: فمن أمه؟


قال: فاطمه بنت محمد صلي الله عليه و آله.

فقال الحبر: يا سبحان الله! هذا ابن بنت نبيكم قتلتموه في هذه السرعه! بئس ما خلفتموه في ذريته، والله لو خلف فينا موسي بن عمران سبطا من صلبه لكنا نعبده من دون الله! و انتم انما فارقكم نبيكم بالامس فوثبتم علي ابن نبيكم فقتلتموه، سوءه لكم من امه!

قال: فامر يزيد بكر في حلقه، فقام الحبر و هو يقول: ان شئتم فاضربوني او فاقتلوني او قرروني، فاني اجد في التواره انه من قتل ذريه نبي لا يزال مغلوبا ابدا ما بقي، فاذا مات يصليه الله نار جهنم.

قال: ثم دعا يزيد بالخاطب و امر بالمنبر فاحضر، ثم امر الخطاب فقال: اصعد المنبر فخبر الناس بمساوي ء الحسين و علي و ما فعلا!

قال: فصعد الخاطب المنبر فحمد الله و اثني عليه، ثم اكثر الوقيعه في علي و الحسين عليهماالسلام، و اطنت في تقريظ معاويه و يزيد فذكرهما بكل جميل.

قال: فصاح علي بن الحسين عليه السلام: ويلك ايها الخاطب! اشتريت مرضاه المخلوق بسخط الخالق، فانظر مقعدك من النار. ثم قال علي بن الحسين عليه السلام: يا يزيد أتأذن لي ان اصعد هذه الأعواد فاتكلم بكلام فيه رضا الله و رضا هؤلاء الجلساء و اجر و ثواب؟

قال: فأبي يزيد ذلك، فقال الناس: يا اميرالمومنين! ائذن له ليصعد المنبر لعنا نسمع منه شيئا!

فقال: انه ان صعد المنبر لم يزنل الا بفضيحتي أو بفضيحه آل سفيان، قيل له: يا اميرالمومنين! و ما قدر ما يحسن هذا؟


قال: انه من نسل قوم قد رزقوا العلم رزقا حسنا.

قال: فلم يزالوا به حتي صعد المنبر فحمد الله و اثني عليه، ثم خطب خطبه أبكي منها العيون و أوجل منها القلوب، ثم قال:

ايها الناس! من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني أنبأته بحسبي و نسبي، ايها الناس! انا ابن مكه و مني و زمزم و الصفا، انا ابن خير من حج و طاف و سعي و لبي، انا ابن خير من حمل البراق انا ابن من اسري به من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي، انا ابن من بلغ به جبريل الي سدره المتهي، انا ابن من دنا فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني، انا ابن من صلي بملائكه السماء، انا ابن فاطمه الزهراء، انا ابن سيده النساء!

قال: فلم يزدل يعيد ذلك حتي ضج الناس بالكباء و النحيب.

قال: و خشي يزيد ان تكون فتنه، فامر المؤذن فقال: اقطع عنا هذا الكلام! قال:فلما سمع الموذن قال: الله اكبر!

قال علي بن الحسين عليه السلام: لا شي ء اكبر من الله.

فلما قال الموذن: أشهد أن لا اله الا الله!

قال علي بن الحسين عليه السلام: يشهد بها شعري و بشري و لحمي و دمي.

فلما قال الموذن: اشهد ان محمد رسول الله!

التفت علي بن الحسين عليه السلام من فوق المنبر الي يزيد فقال: محمد هذا جدي ام جدك؟ فان زعمت انه جدك فقد كذبت و كفرت، و ان زعمت انه جدي فلم قتلت عترته؟


قال: فلما فرغ الموذن من الاذان و الاقامه تقدم يزيد يصلي بالناس صلاه الظهر.

فلما فرغ من صلاته امر بعلي بن الحسين عليه السلام و اخواته و عماته عليهم السلام، ففرغ لهم دارا فنزلوها و اقاموا اياما يبكون و ينوحون علي الحسين عليه السلام.

قال: و خرج علي بن الحسين عليه السلام ذات يوم، فجعل يمشي في اسواق دمشق، فاستقبله المنهال بن عمور الصابي ء فقال له: كيف أمسيت يابن رسول الله؟

قال عليه السلام:

امسينا كبني اسرائيل في آل فرعون، يذبحون ابنائهم و يستحيون نساءهم، يا منهال! أمست العرب تفخر علي العجم لأن محمدا صلي الله عليه و آله منهم، و أمست قريش تفتخر علي سائر العرب بأن محمدا منها، و امسينا أهل بيت محمد و نحن مغصوبون مظلومون مقهورون مقتولون مثبورون مطردودن، فانا لله و انا اليه راجعون علي ما أمسينا فيه يا منهال.

قال: ثم أمر لهم يزيد بزاد كثير و نفقه، و أمر بحملانهم [24] الي المدينه. فلما فصلوا من دمشق سمعوا مناديا ينادي في الهواء و هو يقول: [25] .



ايها القاتلون ظلما حسينا

ابشروا بالعذاب و التنكيل



كل من في السماء يدعو عليكم

من نبي و مرسل و قتيل






قد لعنتم علي لسان ابن داود

و موسي و حامل الانجيل



بهذاتم مقتل الحسين بن علي عليه السلام. [26] .



پاورقي

[1] عن الطبري ج 4: و کان معه ابوبرده بن عوف الازدي و طارق بن ابي‏ظبيان الازدي.

[2] في الطبري: في ثمالنيه عشر من اهل بيته و ستين من شيعته.

[3] الطبري: من هام القوم.

[4] الطبري: يهربون.

[5] زيد في الطبري ج 4: تصهرهم الشمس و تسفي عليهم الريح زوارهم العقبان و الرخم بقي سبسب (اي المفازه و الصحراء الواسعه.).

[6]



لهام بجنب الطف ادني قرابه

من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل



سميه امسي نسلها عدد الحصي

و بنت رسول‏الله ليس لها نسل.

[7] في الطبري: يفلقن هاما.

[8] بالاصل: «و امه خير من امي».

[9] في الطبري 464:5، و انا خير منه و احق بهذا الامر.

[10] في الطبري: و علم الناس ايهما حکم له.

[11] في الطبري و ابن الاثير: من جده.

[12] سوره آل عمران، الآيه 26.

[13] باب توماء (توما) احد ابواب مدينه دمشق.

[14] سوره الشوري، الآيه 43.

[15] سوره الاسراء، الآيه 26.

[16] سوره الانفال، الآيه 41.

[17] سوره الاحزاب، الآيه 33.

[18] سوره الحديد، الآيه 22.

[19] في الطبري: فما دري خالد ما يرد عليه.

[20] سوره الشوري، الآيه 30.

[21] يريد فاطمه بنت علي کما في الطبري: فقال الشامي هب لي هذه، و کانت تعلم زينب عليهاالسلام ان ذلک لا يکون، فقالت ما ذاک لک و له: فغضب يزيد و قال: ان ذلک لي، فقالت: کلا والله ما جعل الله ذلک لک الا ان تخرج من ملتنا و تدين بغير ديننا، فغضب و قال: انما خرج من الدين ابوک و اخوک. فقالت زينب عليهاالسلام: بدين الله، و دين ابي، و دين اخي، و جدي، اهتديت انت و ابوک و جدک...

[22] ورد في الطبري: «انه لما ورد خبر مقتل الحسين عليه ‏السلام اهل المدينه خرجت ابنه عقيل بن ابي‏طالب و معها و هي حساسره تلوي بثوبها و هي تقول...».

[23] مفتقدي.

[24] قال يزيد لنعمان بن بشير جهزهم بما يصلحهم و ابعث معهم رجلا من اهل الشام رجلا صالحا و ابعث معه خيلا و أعوانا فيسير بهم الي المدينه، انظر الطبري، ج 4.

[25] في الطبري ج 4: انه سمع بعض أهل المدينه ليله قتل الحسين مناديا ينادي، و ذکر الأبيات:



ايها القاتلون جهلا حسينا

ابشروا بالعذاب و التنکيل



کل اهل السماء يدعو عليکم

من نبي و ملاک و قبيل.

[26] و قد جاء في الطبري ج 4، ذکر اسماء من قتل من بني‏هاشم مع الحسين و عدد من قتل من کل قبيله من القبائل التي قاتلته:

قال هشام: قال ابومخنف: و لما قتل الحسين بن علي عليه ‏السلام جي‏ء برؤوس من قتل معه من اهل بيته و شيعته و انصاره الي عبيدالله بن زياد، فجاءت کنده بثلاثه عشر رأسا، و صاحبهم قيس بن الأشعث، و جاءت هوازن بعشرين راسا و صاحبهم شمر بن ذي‏الجوشن، و جاءت تميم بسبعه عشر راسا، و جاءت بنواسد بستته رؤوس، و جاءت مذحج بسبعه رؤوس، و جاء سائر الجيش بسبعه رؤوس، فذلک سبعون رأسا.

قال: و قتل الحسين- امه فاطمه بنت رسول‏الله صلي الله عليه و آله- قتله سنان بن أنس النخعي ثم الأصبحي و جاء برأسه خولي بن يزيد.

و قتل العباس بن علي بن ابي‏طالب- و امه ام‏البنين ابنه حزام بن خالد بن ربيعه بن الوحيد، قتله زيد بن رقاد الجنبي- و حکيم بن الطفيل السنبسي.

و قتل جعفر بن علي بن ابي‏طالب- و امه ام البنين ايضا - و قتل عبدالله بن علي بن ابي‏طالب - و امه ام‏البنين ايضا - و قتل عثمان بن علي بن ابي‏طالب - و امه ام‏البنين ايضا- رماه خولي بن يزيد بسهم فقتله.

و قتل عثمان بن علي بن ابي‏طالب - و امه ولد - قتله رجل من بني‏ابان بن دارم، و قتل ابوبکر بن علي بن ابي‏طالب- و امه ليلي ابنه مسعود بن خالد بن مالک بن ربعي بن سلمي بن حندل بن نهشل بن دارم، و قد شک في قتله.

(ام ولد: قوله «ام ولد» اي الأم التي يتسراها سيدها و تلد منه، و هذه کانت تسمي «ام ولد» و قد رفعوها فوق منزله الجاريه التي لا تلد من سيدها، و منحوها حقوقا اهمها انه لا يصح لمالکها، و هو مستولدها، ان يبيعها ولکنها تبقي حلا لمالکها حتي يموت، فاذا مات صارت حره).

و قتل علي بن الحسين بن علي- و امه ليلي ابنه ابي‏مره بن عروه بن مسعود بن معتب الثقفي، و امها ميمونه ابنه ابي‏سفيان بن حرب- قتله مره بن منقذ بن النعمان العبدي.

و قتل عبدالله بن الحسين بن علي- و امه الرباب ابنه امري‏ء القيس بن عدي بن اوس بن جابر بن کعب بن عليم من کلب- قتله هاني‏ء بن ثبيت الحضرمي، و استصغر علي بن الحسين بن علي فلم يقتل.

و قتل ابوبکر بن الحسن بن علي بن ابي‏طالب- و امه ام ولد- قتله عبدالله بن عقبه الغنوي، و قتل عبدالله بن الحسن بن علي بن ابي‏طالب- و امه ام ولد - و قتله حرمله بن الکاهن، رماه بسهم، و قتل القاسم بن الحسن بن علي- و امه و ام ولد- قتله سعد بنعمر بن نفيل الازدي.

و قتل عون بن عبدالله بن جعفر بن ابي‏طالب- و امه جمانه ابنه المسيب بن نجبه بن ربيعه بن رياح من بني فزراره- قتله عبدالله بن قطبه الطائي ثم النبهاني، و قتل محمد بن عبدالله بن جعفر بن ابي‏طالب- و امه الخوصاء ابنه خصفه بن ثقيف بن ربيعه بن عائذ بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبه بن بکر بن وائل- قتله عامر بن نهشل التيمي، و قتل جعفر بن عقيل بن ابي‏طالب- و امه ام البنين ابنه الشقر بن الهضاب- قتله بشر بن حوط الهمداني، و قتل عبدالرحمن بن عقيل- و امه ام ولد- قتله عثمان بن خالد بن اسير الجهني، و قتل عبدالله بن عقيل بن ابي‏طالب - و امه ام ولد - رماء عمرو بن صبيح الصدائي فقتله، و قتل مسلم بن عقيل بن ابي‏طالب- و امه ام ولد - ولد بالکوفه - و قتل عبدالله بن مسلم بن عقيل بن ابي‏طالب- و امه رقيه ابنه علي بن ابي‏طالبب و امها ام ولد- قتله عمرو بن صبيح الصدائي، و قيل: قتله اسيد بن مالک الحضرمي، و قتل محمد بن ابي‏سعيد بن عقيل- و امه ام ولد- قتله لقيط بن ياسر الجهني، و استصغر الحسن بن الحسن بن علي، و امن خوله ابنه منظور بن زبان بن سيار الفزاري، و استصغر عمر بن الحسن بن علي فترک فلم يقتل- و امه ام ولد- و قتل من الموالي سليمان مولي الحسين بن علي، قتله سليمان بن عوف الحضرمي، و قتل منجح مولي الحسين بن علي، و قتل عبدالله بن بقطر رضيع الحسين بن علي.

قال ابومخنف: حدثني عبدالرحمن بن جندب الازدي، ان عبيدالله بن زياد بعد قتل الحسين تفقد اشراف اهل الکوفه، فلم بر عبيدالله بن الحر، ثم جاءه بعد ايام حتي دخل عليه، فقال: اين کنت يابن الحر؟ قال: کنت مريضا، قال: مريض القلب، أو مريض البدن! قال: اما قلبي فلم يمرض، و اما بدني فقد من الله علي بالعافيه، فقال له ابن زياد: کذبت، ولکنک کنت مع عدونا، قال: لو کنت مع عدوک لرئي مکاني، و ما کان مثل مکاني يخفي، قال: و غفل عنه ابن زياد غفله، فخرج ابن الحر فقعد علي فرسه، فقال ابن زياد: أين ابن الحر؟ قالوا: خرج الساعه، قال: علي به، فاحضرت الشرط فقالوا له: اجب الامير، فدفع فرسه ثم قال: ابلغوه اني لا آتيه والله طائعا ابدا، ثم خرج حتي اتي منزل أحمر بن زياد الطائي فاجتمع اليه في منزله اصحابه، ثم خرج حتي أتي کربلاء فنظر الي مصارع القوم، فاستغفر لهم هو و أصحابه، ثم مضي حتي نزل المدائن، و قال في ذلک:



يقول أمير غادر حق غادر:

الا کنت قاتلت الشهيد ابن فاطمه!



فيا ندمي الا أکون نصرته

ألا کل نفس لا تسدد نادمه



و اني لاني لم أکن من حماته

لذو حسره ما ان تفارق لازمه



سقي الله ارواح الذين تازروا

علي نصره سقيا من الغيث دائمه



وقفت علي اجداثهم و مجالهم

فکاد الحشا ينفض و العين ساجمه



لعمري لقد کانوا مصاليت في الوغي

سراعا الي الهيجا حماه خضارمه



تآسوا علي نصر ابن بنت نبيهم

باسيافهم آساد غيل ضراغمه



فان يقتلوا فکل نفس تقيه

علي الارض قد اضحت لذلک و اجمه



و ما ان راي الراءون افضل منهم

لدي الموت سادات و زهرا قماقمه



اتقتلهم ظلما و ترجو و دادنا

فدع خطه ليست لنا بملائمه!



لعمري لقفد راغتمونا بقتلهم

فکم ناقم منا عليکم و ناقمه



اهلم مرارا ان اسير بجحفل

الي فئه زاغت عن الحق ظالمه



فکفوا و الا ذتکم في کتائب

اشد عليکم من زحوف الديالمه



هذا وقد راينا ان نتابع مع ابن اعثم الکوفي بعض الاحداث الهامه في الحقبه التاريخيه التي تلت استشهاد ابي‏عبدالله الحسين عليه ‏السلام، و يقف علي راس تلک الاحداث خروج التوابين و خروج المختار، و کان ذلک بعد هلاک يزيد بن معاويه و الذي کان- و کما يذکر الطبري في حوادث سنه اربع و ستين- و احترقت الکعبه يوم السبت لثلاث ليال خلون من شهر ربيع الاول سنه اربع و ستين قبل ان ياتي نعي يزيد بن معاويه بتسعه و عشرين يوما، و جاء نعيه لهلال ربيع الآخر ليله الثلاثاء، و قد کان هلاک يزيد و بقريه من قري حمص يقال لها حوارين من ارض الشام، لاربع عشره ليله خلت من ربيع‏الاول سنه اربع و ستين و هو من ثمان و ثلاثين سنه في قول بعضهم. و جاء في الطبري ايضا ان واقعه الحره کانت في سنه ثلاث و ستين من الهجره.