بازگشت

المختار الثقفي


لما احضر ابن زياد السبايا في مجلسه امر باحضار المختار و كان محبوسا عنده من يوم قتل مسلم بن عقيل فلما رأي المختار هيئة منكرة زفر زفرة شديدة و جري بينه و بين ابن زياد كلام اغلظ فيه المختار فغضب ابن زياد و ارجعه الي الحبس [1] و يقال ضربه بالسوط علي عينه فذهبت [2] .

و بعد قتل ابن عفيف كان المختار بن أبي عبيد الثقفي مطلق السراح بشفاعة عبدالله بن عمر بن الخطاب عند يزيد فانه زوج اخته صفية بنت أبي


عبيد الثقفي ولكن ابن زياد أجله في الكوفة ثلاثا و لما خطب ابن زياد بعد قتل ابن عفيف و نال من اميرالمؤمنين (ع) ثار المختار في وجهه و شتمه و قال كذبت يا عدو الله و عدو رسوله بل الحمد لله الذي أعز الحسين و جيشه بالجنة و المغفرة و اذلك و أذل يزيد و جيشه بالنار و الخزي فحذفه ابن زياد بعمود حديد فكسر جبهته و أمر به الي السجن ولكن الناس عرفوه بأن عمر بن سعد صهره علي اخته و صهره الآخر عبدالله بن عمر و ذكروا ارتفاع نسبه فعدل عن قتله و ابقاه في السجن ثم تشفع فيه ثانيا عبدالله بن عمر عند يزيد فكتب الي عبيدالله بن زياد باطلاقه [3] ثم أخذ المختار يخبر الشيعة بما علمه من خواص أصحاب أميرالمؤمنين (ع) من نهضته بثار الحسين و قتله ابن زياد و الذين تألبوا علي الحسين (ع) [4] .و من ذلك انه كان في حبس ابن زياد و معه عبدالله بن الحارث بن نوفل بن عبدالمطلب و ميثم التمار فطلب عبدالله بن الحارث حديدة يزيل بها شعر بدنه و قال لا آمن من ابن زياد القتل فأكون قد القيت ما علي بدني من الشعر فقال له المختار و الله لا يقتلك و لا يقتلني و لا يأتي عليك الا القليل حتي تلي البصرة و ميثم يسمع كلامهما فقال للمختار و أنت تخرج ثائرا بدم الحسين (ع) و تقتل هذا الذي يريد قتلنا و تطأ بقدميك علي و جنتيه [5] فكان الامر كما قالا خرج عبدالله بن الحارث بالبصرة بعد هلاك يزيد و أمره أهل البصرة و بقي علي هذا سنة و خرج المختار طالبا بدم الحسين (ع) فقتل ابن زياد و حرملة بن كاهل و شمر بن ذي الجوشن الي العدد الكثير من اهل الكوفة الخارجين علي الحسين (ع) فبلغ من قتلهم ثمانية عشر ألفا كما يحدث بن ابن نما الحلي و هرب منهم الي مصعب الزبيري زهاء عشرة آلاف [6] فيهم شبث بن ربعي جاء راكبا بغلة قد قطع اذنها و ذنبها في قباء مشقوق و هو ينادي: و اغوثاه سر بنا الي محاربة هذا الفاسق الذي هدم دورنا و قتل أشرافنا [7] .



پاورقي

[1] رياض الاحزان ص 52.

[2] الاعلاق النفيسة لابن‏رسته ص 224.

[3] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 179-178 و اختصره في رياض الاحزان ص 58.

[4] البحار 10 ص 284 عن أخذ الثار لابن‏نما.

[5] شرح النهج لابن أبي‏الحديد ج 1 ص 210 مصر و البحار ج 10 ص 284 و الارشاد للمفيد.

[6] الاخبار الطوال ص 295.

[7] تاريخ الطبري ج 7 ص 146.