بازگشت

خطبة السجاد


و جي ء بعلي بن الحسين علي بعير ضالع و الجامعة في عنقه و يداه مغلولتان الي عنقه و أوداجه تشخب دما فكان يقول:



يا امة السوء لا سقيا لربعكم

يا امة لم تراع جدنا فينا



لو أننا و رسول الله يجمعنا

يوم القيامة ما كنتم تقولونا؟



تسيرونا علي الأقتاب عارية

كأننا لم نشيد فيكم دينا!



و أومأ الي الناس أن اسكتوا فلما سكتوا حمد الله و أثني عليه و ذكر النبي فصلي عليه ثم قال:

أيها الناس من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب، انا ابن من انتهكت حرمته، و سلبت نعمته و انتهب ماله،


و سبي عياله، أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل و لا ترات، أنا ابن من قتل صبرا و كفي بذلك فخرا.

أيها الناس ناشدتكم الله هل تعلمون انكم كتبتم الي أبي و خدعتموه و أعطيتموه من أنفسكم العهود و الميثاق و البيعة، و قاتلتموه، فتبا لكم لما قدمتم لأنفسكم، و سوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون الي رسول الله، اذ يقول لكم: قتلتم عترتي، و انتهكتم حرمتي، فلستم من امتي.

فارتفعت الأصوات بالبكاء و قالوا: هلكتم و ما تعلمون.

ثم قال عليه السلام: رحم الله امرءا قبل نصيحتي، و حفظ وصيتي في الله و في رسوله و اهل بيته، فان لنا في رسول الله اسوة حسنة.

فقالوا بأجمعهم: نحن يا ابن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك، غير زاهدين فيك، و لا راغبين عنك، فمرنا بأمرك يرحمك الله فانا حرب لحربك، و سلم لسلمك، نبرأ ممن ظلمك و ظلمنا.

فقال عليه السلام: هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة، حيل بينكم و بين شهوات انفسكم، أتريدون ان تأتوا الي كما اتيتم الي ابي من قبل كلا و رب الراقصات، فان الجرح لما يندمل، قتل ابي بالامس و اهل بيته و لم ينس ثكل رسول الله و ثكل ابي و بني ابي، ان وجده و الله لبين لهاتي و مرارته بين حناجري و حلقي، و غصته تجري في فراش صدري [1]



مهلا بني حرب فما قد نالنا

فبعين جبار السما لم يكتم



فكأنني يوم الحساب «بأحمد»

بالرسل يقدم حاسرا عن معصم



و يقول ويلكم هتكتم حرمتي

و تركتم الاسياف تنطف من دمي



تدرون أي دم ارقتم في الثري

ام اي خود سقتم في المغنم



امن العدالة صونكم فتياتكم

و حرائري تسبي كسبي الديلم



و الماء تورده يعافير الفلا

و كبود اطفال ظماء تضرم



تا لله لو ظفرت سراة الكفر في

رهطي لما ارتكبوا لذاك المعظم



يا ليت شعر محمد ما فاتكم

طعن الحناجر بعد حز الغلصم






هذا جزائي منكم فلقرب ما

ضيعتموا عهدي ببنتي و ابنم [2]




پاورقي

[1] الخطب کلها ذکرها السيد ابن طاووس في اللهوف و ابن‏نما في مثير الاحزان.

[2] للحاج محمد رضا الأزري رياض المدح و الرثاء ص 445 مطبعة الآداب / النجف.