المشرعة
ما بل أوجهها الحيا و لو انه
قطع الصفا بل الحيا ملساءها
من اين تخجل اوجه اموية
سكبت بلذات الفجور حياءها
قهرت بني الزهراء في سلطانها
و استأصلت بصفاحها امراءها
ملكت عليها الأمر حتي حرمت
في الأرض مطرح جنبها و ثواءها
ضاقت بها الدنيا فحيث توجهت
رأت الحتوف امامها و وراءها
فاستوطأت ظهر الحمام و حولت
للعز عن ظهر الهوان و طاءها
طلعت ثنيات الحتوف بعصبة
كان السيوف قضاءها و مضاءها
لقلوبها امتحن الاله بموقف
محضته فيه صبرها و بلاءها
كانت سواعد آل بيت محمد
و سيوف نجدتها علي من ساءها
كره الحمام لقاءها في ضنكه
لكن أحب الله فيه لقاءها
فثوت بأفئدة صواد لم تجد
ريا يبل سوي الردي احشاءها
و اراك تنشي ء يا غمام علي الوري
ظلا و تروي من حياك ظماءها
و قلوب أبناء النبي تفطرت
عطشا بقفر ارمضت أشلاءها
و امض ما جرعت من الغصص التي
قد حت بجانحة الهدي ايراءها
هتك الطغاة علي بنات محمد
حجب النبوة خدرها و خباءها
فتنازعت احشاءها حرق الجوي
و تجاذبت أيدي العدو رداءها
عجبا لحلم الله و هي بعينه
برزت تطيل عويلها و بكاءها
و يري من الزفرات تجمع قلبها
بيد و تدفع في يد اعداءها
ما كان أوجعها لمهجة (احمد)
و امض في كبد (البتولة) داءها [1]
و انزل ابن سعد الخيل علي الفرات فحموا الماء و حالوا بينه و بين سيدالشهداء و لم يجد أصحاب الحسين طريقا الي الماء حتي اضربهم العطش فاخذ الحسين فأسا و خطا وراء خيمة النساء تسع عشرة خطوة نحو القبلة و حفر فنبعت له عين ماء عذب فشربوا ثم غارت العين و لم ير لها أثر فأرسل ابن زياد الي ابن سعد: بلغني ان الحسين يحفر الآبار و يصيب الماء فيشرب هو و أصحابه فانظر اذا ورد عليك كتابي فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت و ضيق عليهم غاية التضييق، فبعث في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس و نزلوا علي الشريعة [2] و ذلك قبل مقتل الحسين بثلاثة أيام [3] .
پاورقي
[1] من قصيدة للسيد حيدر الحلي رضوان الله عليه.
[2] نفس المهموم للمحدث القمي ص 116 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 244 و مقتل العوالم ص 78.
[3] الطبري ج 6 ص 234 و ارشاد المفيد و مقتل الخوارزمي ج 1 و کامل ابنالاثير ج 4 ص 22.