بازگشت

الحسين عند الكوفيين


و لم تزل الكراهية ظاهرة علي الناس في قتال الحسين لانه ابن الرسول


الأقدس و سيد شباب أهل الجنة و لم تغب عن أذهانهم مصارحات النبي (ص) و أبيه الوصي فيه و في أخيه المجتبي و قد عرفوا فضله يوم أجدبت الكوفة و قحط الناس ففزعوا الي «ابي الحسن» فأخرج السبط الشهيد للاستسقاء و ببركات نفسه القدسية و نوره المتكون من الحقيقة المحمدية استجاب الله تعالي له و أرسل المطر حتي اعشبت الأرض بعد جدبها و هو الذي ملك المشرعة يوم صفين فسقي المسلمين بعد أن جهدهم العطش [1] و لنبأ سقيه الحر و الف فارس معه في تلك الأرض القاحلة حتي أرواهم و خيولهم، دوي في أرجاء الكوفة.

فهل يستطيع أحد و الحالة هذه علي مقابلته و محاربته لولا غلبة الهوي و التناهي في الطغيان و ضعف النفوس و لذلك كان الجمع الكثير يتسلل اذا وصل كربلاء و لم يبق الا القليل فلما عرف ابن زياد ذلك بعث سويد بن عبدالرحمن المنقري في خيل و أمره ان يطوف في سكك الكوفة و احياء العرب و يعلن بالخروج الي حرب الحسين و من تخلف جاء به اليه فوجد رجلا من اهل الشام قدم الكوفة في طلب ميراث له فقبض عليه و جاء به الي ابن زياد فأمر بضرب عنقه فلما رأي الناس الشر منه خرجوا جميعا [2] .


پاورقي

[1] مقتل العوالم ص 15 و ص 45.

[2] الاخبار الطوال ص 253.