بازگشت

قري الطف


و لما كان آخر الليل أمر فتيانه بالاستقاء و الرحيل من قصر بني مقاتل و بينا


يسيرون اذ سمع الحسين يقول: انا لله و انا اليه راجعون و الحمد لله رب العالمين و كرره فسأله علي الأكبر عن استرجاعه فقال: اني خفقت برأسي فعن لي فارس و هو يقول: القوم يسيرون و المنايا تسري اليهم فعلمت انها انفسنا نعيت الينا فقال علي الاكبر: لا أراك الله سوءا السنا علي الحق؟ قال بلي و الذي اليه مرجع العباد فقال: يا ابت اذن لا نبالي أن نموت محقين! فقال (ع): جزاك الله من ولد خير ما جزي ولدا عن والده [1] .

و لم يزل الحسين يتياسر الي أن انتهي الي نينوي [2] و اذا راكب علي نجيب و عليه السلاح فانتظروه و اذا هو رسول ابن زياد الي الحر معه كتاب يقول فيه: جعجع [3] بالحسين حين تقرأ كتابي و لا تنزله الا بالعراء علي غير ماء و غير حصن.

فقرأ الحر الكتاب علي الحسين فقال له: دعنا ننزل نينوي أو الغاضريات أو شفية فقال الحر: لا استطيع فان الرجل عين علي [4] .

قال زهير بن القين: يا ابن رسول الله ان قتال هؤلاء أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم فلعمري ليأتينا ما لا قبل لنا به فقال الحسين ما كنت أبدأهم بقتال، ثم قال زهير: ههنا قرية بالقرب منا علي شط الفرات و هي في عاقول حصينة و الفرات يحدق بها الا من وجه واحد قال الحسين: ما اسمها؟ فقال:


تسمي «العقر» [5]



فقال (ع): نعوذ بالله من العقر.

و التفت الحسين الي الحر و قال: سر بنا قليلا فساروا جميعا حتي اذا وصلوا أرض كربلاء وقف الحر و أصحابه أمام الحسين (ع) و منعوه عن المسير و قالوا: ان هذا المكان قريب من الفرات، و يقال بينا هم يسيرون اذ وقف جواد الحسين و لم يتحرك كما أوقف الله ناقة النبي (ص) عند الحديبية [6] فعندها سأل الحسين عن الارض قال له زهير: سر راشدا و لا تسأل عن شي ء حتي يأذن الله بالفرج ان هذه الارض تسمي الطف فقال عليه السلام: فهل لها اسم غيره؟ قال: تعرف كربلا فدمعت عيناه [7] و قال: اللهم أعوذ بك من الكرب و البلاء [8] ههنا محط ركابنا و سفك دمائنا و محل قبورنا بهذا حدثني جدي رسول الله [9] .



تا لله لا انسي و ان نسي الوري

بالطف وقفة مهره المتسرع



أجواده هل قيدتك يد الردي

حتي وقفت به وقوف تمنع



قد كنت اسرع من و ميض سحابة

نزل البلا اسرعت ام لم تسرع



هلا تنكبت الطريق وحدت عن

ذاك المضيق الي الفضاء الاوسع






كيف اقتحمت به المهالك لا أبا

لك كيف ذلك كيف لم تتمنع



أعظم بها من وقفة قامت بعر

صتها قيامة أهل ذاك المجمع



اعظم بها من وقفة قد ضعضعت

اركان عرش الله اي تضعضع



هي وقفة ليزيد منها وقفة

يوما يقال لأحمد قم و اشفع



هي وقفة قد أعقبتها وقعة

قد جرعتنا غصة لم تجرع



هي وقفة قعدت بآل محمد

احزانها حتي يقوم المدعي [10]




پاورقي

[1] الطبري ج 6 ص 231.و في مقتل العوالم ص 48: ان الحسين نام القيلولة بالعذيب فرأي في منامه قائلا يقول: تسرعون السير و المنايا تسرع بکم الي الجنة و في مقتل الخوارزمي ج 1 ص 226 نزل الحسين الثعلبية و نام وقت الظهيرة فانتبه باکيا فسأله ابنه علي الاکبر عن بکائه فقال: يا بني انها ساعة لا تکذب فيها الرؤيا و اني خفقت برأسي الخ.

[2] في مجلة المقتبس ج 10 من المجلد 7 سنة 1330 ه کانت من قري الطف الزاهرة بالعلوم و صادف عمرانها زمن الامام الصادق (ع) و في اوائل القرن الثالث لم يبق لها خبر.

[3] في مقاييس اللغة لابن‏فارس ج 1 ص 416: کتب ابن‏زياد الي ابن‏سعد ان جعجع بالحسين (ع) أراد به الجئه الي مکان خشن و قال بعضهم الجعجعة في هذا الموضع الازعاج. و ذکر الزهري في تهذيب اللغة ج 1 ص 68 مادة «جع» هذا الکتاب و قال معناه ضيق عليه. و قال الاصمعي الجعجعة الحبس و اراد ابن‏زياد بقوله: جعجع به أي: احبسه، و منه قول أوس بن حجر «اذا جعجعوا بين الاناخة و الحبس» و في هامش ديوانه صدر البيت «کأن جلود النمر جيبت عليهم».

[4] ارشاد المفيد.

[5] الغاضرية قرية منسوبة الي غاضرة من بني«أسد» و قيل تقع في شمالي قبر «عون» و في مناهل الضرب للسيد جعفر الاعرجي الکاظمي مخطوط في مکتبة الحجة الشيخ آغا بزرک الطهراني هو عون بن عبدالله بن جعفر بن مرعي بن علي بن الحسن البنفسج بن ادريس بن داود بن أحمد المسود بن عبدالله بن موسي الجون بن عبدالله بن المحض بن الحسن المثني بن الحسن بن اميرالمؤمنين (ع) سکن الحائر المقدس و له ضيعة علي فرسخ من کربلا أدرکه الموت بها فدفن فيها و عليه قبة و يقصد بالزيارة و النذور، و اشتبه علي الناس أنه عون بن علي بن أبي‏طالب أو عون بن عبدالله بن جعفر الطيار فان الاخير دفن في حومة الشهداء بالحائر.

و هناک آثار قلعة تعرف بقلعة بني‏أسد، و اما «شفية» فهي بئر لبني‏أسد «و العقر» کانت به منازل بخت نصر (و يوم العقر) قتل به يزيد بن المهلب سنة 102 ه و هذه قري متقاربة. و قال البکري في المعجم مما استعجم ج 3 ص 95 کانوا يقولون ضحي بنوحرب بالدين يوم کربلاء و ضحي بنومروان بالمروءة (يوم العقر) يعنون قتل الحسين بکربلا و قتل يزيد بن المهلب بالعقر. و في تاريخ الموصل لابن‏اياس المتوفي سنة 334 ص 16 قالت کثير بن عبدالرحمن الخزاعي: فتک و الله بالکرم يوم فتک بآل المهلب و في ص 16 أن الفرزدق رثي يزيد ابن المهلب بأبيات منها:



و لا حملت انثي و لا وضعت

بعد الاغر اصيب بالعقر.

[6] منتخب الطريحي ص 308 المطبعة الحيدرية سنة 1369.

[7] تحفة الازهار لابن‏شدقم - مخطوط - و في سير أعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 209 سأل الحسين عن الارض فقيل کربلا قال کرب و بلاء.

[8] البحار ج 10 ص 188.

[9] اللهوف.

[10] من قصيدة تبلغ 93 بيتا للشيخ محمد بن شريف بن فلاح الکاظمي صاحب القصيدة الکرارية في مدح اميرالمؤمنين و قد قرضها ثمانية عشر شاعرا من ادباء عصره و القصيدتان في مکتبة الحجة المحقق الأميني صاحب القدير.