بازگشت

العذيب


و في عذيب الهجانات [1] و افاه اربعة نفر خارجين من الكوفة علي رواحلهم و يجنبون فرسا لنافع بن هلال يقال له «الكامل» و هم: عمرو بن خالد الصيداوي و سعد مولاه و مجمع بن عبدالله المذحجي و نافع بن هلال و دليلهم الطرماح بن عدي الطائي يقول:



يا ناقتي لا تذعري من زجري

و شمري قبل طلوع الفجر



بخير ركبان و خير سفر

حتي تحلي بكريم النجر



الماجد الحر رحيب الصدر

أتي به الله لخير أمر



ثمت أبقاه بقاء الدهر [2]


فلما انتهوا الي الحسين عليه السلام أنشدوه الأبيات فقال عليه السلام أما و الله اني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا قتلنا أم ظفرنا.

و سألهم الحسين عن رأي الناس فأخبروه بأن الاشراف عظمت رشوتهم و قلوب ساير الناس معك و السيوف عليك ثم اخبروه عن قتل قيس بن مسهر الصيداوي فقال عليه السلام: منهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا. اللهم اجعل لنا و لهم الجنة و اجمع بيننا و بينهم في مستقر من رحمتك و رغائب مذخور ثوابك.

و قال له الطرماح: رأيت الناس قبل خروجي من الكوفة مجتمعين في ظهر الكوفة فسألت عنهم قيل انهم يعرضون ثم يسرحون الي الحسين فانشدك الله أن لا تقدم عليهم فاني لا أري معك أحدا و لو لم يقاتلك الا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكفي.

ولكن سر معنا لتنزل جبلنا الذي يدعي «أجا» فقد امتنعنا به من ملوك غسان و حمير و من النعمان بن المنذر و من الأسود و الأحمر فو الله لا يأتي عليك عشرة أيام حتي تأتيك طي ء رجالا و ركبانا و أنا زعيم لك بعشرين الف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم الي أن يستبين لك ما أنت صانع.

فجزاه الحسين و قومه خيرا و قال: ان بيننا و بين القوم عهدا و ميثاقا و لسنا نقدر علي الانصراف حتي تتصرف بنا و بهم الامور في عاقبة.

فاستأذنه الطرماح وحده بأن يوصل الميرة الي أهله و يعجل المجي ء لنصرته فأذن له و صحبه الباقون.

فأوصل الطرماح الميرة الي أهله و رجع مسرعا فلما بلغ عذيب الهجانات بلغه خبر قتل الحسين عليه السلام فرجع الي أهله [3] .



پاورقي

[1] العذيب واد لبني‏تميم و هو حد السواد و فيه مسلحة للفرس بينه و بين القادسية ست أميال و قيل له عذيب الهجانات لان خيل النعمان ملک الحيرة ترعي فيه.

[2] في مقتل الخوارزمي ج 1 ص 23 قال الحسين (ع) لاصحابه: هل فيکم من يعرف الطريق علي غير الجادة؟ فقال الطرماح بن عدي الطائي أنا يا ابن رسول الله فقال له سر امامنا فسار امام الظعن يرتجز بالابيات، و عند ابن‏نما صفحة 24 ان الحر سار امام الحسين يرتجز بها، و في کامل الزيارات لابن‏قولويه صفحة 95 عن الرضا (ع) بينا الحسين يسير في جوف الليل سمع رجلا يرتجز بها، و في نفس المهموم صفحة 153 عن بعض المقاتل ان الطرماح لما وقع نظره علي الحسين انشأها.

[3] تاريخ الطبري ج 6 ص 230.