بازگشت

التنعيم


و سار الحسين من مكة و مر «بالتنعيم» [1] فلقي عيرا عليها ورس و حلل ارسلها الي «يزيد بن معاوية» و اليه علي اليمن بحير بن يسار الحميري فأخذها الحسين (ع) و قال لاصحاب الابل: من أحب منكم أن ينصرف معنا الي العراق أوفينا كراءه و أحسنا صحبته، و من أحب المفارقة أعطيناه من الكراء علي ما قطع من الارض ففارقه بعضهم و مضي من احب صحبته [2] .

و كان الحسين (ع) يري ان هذا ماله الذي جعله الله تعالي له يتصرف فيه كيف شاء، لانه امام علي الامة منصوب من «المهيمن» سبحانه و قد اغتصب يزيد و أبوه حقه و حق المسلمين فكان من الواجب عليه أن يحتوي علي في ء المسلمين لينعش المحاويج منهم و قد أفاض علي الاعراب الذين صحبوه في الطريق و رفعوا اليه ما مسهم من مضض الفقر، غير أن محتوم القضاء لم يمكن سيد شباب اهل الجنة من استرداد ما اغتصبه الجائرون من اموال امة النبي الاعظم (ص) و ان ارتفعت بتضحيته المقدسة عن البصائر حجب التمويه و عرفوا ضلال المستعدين علي الخلافة الالهية.



پاورقي

[1] في معجم البلدان ج 2 ص 416 التنعيم بالفتح ثم السکون و کسر العين المهملة و ياء ساکنة و ميم موضع بمکة في الحل علي فرسخين من مکة و سمي به لأن عن يمينه جبل اسمه نعيم و آخر عن شماله اسمه ناعم و الوادي نعيمان و به مساجد. و في العقد الثمين في فضائل البلد الأمين لأحمد بن محمد الخضراوي ص 60 الفصل الثالث الطبعة الثانية - التنعيم يبعد عن مکة ثلاثة او اربعة أميال.

[2] تاريخ الطبري ج 6 ص 218 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 220 و البداية ج 8 ص 166، و الارشاد للشيخ المفيد، و مثير الاحزان لابن‏نما ص 21 و في شرح نهج‏البلاغة لابن ابي‏الحديد ج 4 ص 327 طبعة اولي مصر و ان هذا المال الذي اخذه الحسين حمل الي معاوية بن أبي‏سفيان و ان الحسين کتب الي معاوية أن عيرا مرت بنا من اليمن تحمل مالا و حللا و عنبرا اليک لتودعه في خزائن دمشق و تعل بها بعد النهل بني ابيک و اني احتجت اليها فاخذتها فکتب اليه معاوية و فيه انک أخذت المال و لم تکن جديرا به بعد ان نسبته الي لأن الوالي أحق بالمال ثم عليه الخرج و أيم الله لو ترک ذلک حتي صار الي لم أبخسک حظک منه ولکن في رأسک نزوة و بودي أن يکون ذلک في زماني فاعرف قدرک و اتجاوز عنک ولکني و الله لا تخوف أن تبلي بمن لا ينظرک فواق ناقة.