بازگشت

الخروج من المدينة


و خرج الحسين من المدينة متوجها نحو مكة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب و معه بنوه و اخوته و بنو أخيه الحسن و أهل بيته [1] و هو يقرأ: «فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين».

و لزم الطريق الأعظم فقيل له لو تنكبت الطريق كما فعل ابن الزبير كيلا يلحقك الطلب قال: لا و الله لا أفارقه حتي يقضي الله ما هو قاض.

و دخل مكة يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان و هو يقرأ:

«و لما توجه تلقاء مدين قال عسي ربي أن يهديني سواء السبيل» [2] .

فنزل دار العباس بن عبدالمطلب [3] و اختلف اليه أهل مكة و من بها من المعتمرين و أهل الآفاق و ابن الزبير ملازم جانب الكعبة و يأتي الي الحسين فيمن يأتيه و كان ثقيلا عليه دخول الحسين مكة لكونه أجل منه و أطوع في الناس فلا يبايع له ما دام الحسين فيها.

و خرج (ع) في بعض الايام الي زيارة قبر جدته خديجة فصلي هناك و ابتهل الي الله كثيرا [4] .




أفدي الأولي للعلي أسري بهم ظعن

وراء حاد من الأقدار يزعجه



ركب علي جنة المأوي معرسه

لكن علي محن البلوي معرجه



مثل الحسين تضيق الأرض فيه فلا

يدري الي أين مأواه و مولجه



و يطلب الأمن بالبطحا و خوف بني

سفيان يقلقه منها و يخرجه



و هو الذي شرف البيت الحرام به

ولاح بعد العمي للناس منهجه



يا حائرا لا و حاشا نور عزمته

بمن سواك الهدي قد شع مسرجه



و واسع الحلم و الدنيا تضيق به

سواك ان ضاق خطب من يفرجه



و يا مليكا رعاياه عليه طغت

و بالخلافة باريه متوجه [5]




پاورقي

[1] تاريخ الطبري ج 6 ص 190.

[2] ارشاد المفيد.

[3] تاريخ ابن‏عساکر ج 4 ص 328.

[4] الخصائص الحسينية للشيخ جعفر الشوشتري ص 35 ط تبريز و مقتل العوالم ص 20.

[5] لحجة الاسلام الشيخ محمد حسين کاشف الغطاء «قده».