بازگشت

رأي ام سلمة


و قالت ام سلمة: لا تحزنني بخروجك الي العراق فاني سمعت جدك رسول الله يقول: يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في ارض يقال لها كربلا و عندي تربتك في قارورة دفعها الي النبي (ص).

فقال الحسين يا اماه و انا اعلم اني مقتول مذبوح ظلما و عدوانا و قد شاء عزوجل ان يري حرمي و رهطي مشردين و اطفالي مذبوحين مأسورين مقيدين و هم يستغيثون فلا يجدون ناصرا.

قالت ام سلمة: وا عجبا فاني تذهب و انت مقتول؟

قال (ع) يا اماه ان لم اذهب اليوم ذهبت غدا و ان لم اذهب في غد ذهبت بعد غد و ما من الموت و الله بد و اني لاعرف اليوم الذي اقتل فيه و الساعة التي اقتل فيها و الحفرة التي ادفن فيها كما اعرفك و انظر اليها كما انظر اليك و ان احببت يا اماه ان اريك مضجعي و مكان اصحابي، فطلبت منه ذلك فاراها تربة اصحابه [1] ثم اعطاها من تلك التربة و امرها ان تحتفظ بها في قارورة فاذا رأتها تفور دما تيقنت قتله! و في اليوم العاشر بعد الظهر نظرت الي القارورتين فاذا هما يفوران دما [2] .


الهاشميات

و كبر خروجه علي نساء بني عبدالمطلب فاجتمعن للنياحة فمشي اليهن الحسين و سكتهن و قال انشدكن الله ان تبدين هذا الامر معصية لله و لرسوله فقلن: و لمن نستبقي النياحة و البكاء فهو عندنا كيوم مات فيه رسول الله و علي و فاطمة و الحسن و زينب و ام كلثوم فننشدك الله «جعلنا الله فداك» من الموت يا حبيب الابرار من اهل القبور، و اخبرته بعض عماته انها سمعت هاتفا يقول [3] :




و ان قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقابا من قريش فذلت



فصبرها الحسين و عرفها أنه أمر جار و قضاء محتوم.


پاورقي

[1] مدينة المعاجز ص 244 عن ثاقب المناقب لمؤلفه الجليل ابي‏جعفر محمد بن علي بن محمد المشهدي الطوسي، کما في دار السلام للنوري ج 1 ص 102 و حکي في روضات الجنات ص 593 نسبة الکتاب اليه عن کامل البهائي و علي ما في دار السلام من ذکر روايته عن جعفر بن محمد الدرويستي الراوي عن المفيد في سنة 401 يکون من اعلام القرن الخامس.

[2] الخرايج في باب معجزاته و مقتل العوالم ص 47.

[3] في کامل الزيارة ص 96 ذکر بيتين ثم هذا البيت و ورد في اربعة ابيات في حماسة ابي تمام کما في شرحها للتبريزي ج 3 ص 14، و مروج الذهب ج 2 ص 92 نقلا عن انساب الزبير بن بکار و مناقب ابن ‏شهراشوب ج 2 ص 228 و مثير الاحزان عن المرزباني و تذکرة الخواص ص 124 و ورد في خمسة ابيات في معجم البلدان ج 6 ص 52 و مقالات الاسلاميين لابي‏الحسن الاشعري ج 1 ص 142 و في ست ابيات في کامل ابن‏الاثير ج 4 ص 37 و سير اعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 215 و في سبع ابيات في مقاتل الطالبيين ص 19 ط ايران و نسب قريش لمصعب الزبيري ص 41 و في ثمان ابيات في البداية لابن‏کثير ج 8 ص 211 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 149 و مثير الاحزان لابن‏نما. و تهذيب تاريخ ابن‏عساکر ج 4 ص 343.

«و اختلفوا في قائلها» ففي کامل ابن‏الاثير ج 4 ص 37 انها للتيمي تيم مرة و کان منقطعا لبني‏هاشم، و في الاصابة ج 4 ص 74 و و مقالات الاسلاميين انها لابي‏رمح الخزاعي و هي رواية ابن‏نما عن المرزباني، و في شرح التبريزي علي الحماسة ج 3 ص 13 انها لابي‏رمج الخزاعي بالجيم المعجمة و في الاستيعاب انها لابي‏زميج الخزاعي و سماه البکري في المعجم مما استعجم ج 3 ص 891 ابن‏رمح الخزاعي و لم يذکر الا هذا البيت الذي في روايته «اذل رقاب المسلمين فذلت».و يذهب الزبير بن بکار في انساب قريش کما ذکره المسعودي في مروج الذهب انها لسليمان بن قبه بالباء الموحدة و عند ابن‏عساکر في تاريخه ج 4 ص 342 و الذهبي في سير اعلام النبلاء ج 3 ص 215 و ابي‏عمرو في الاستيعاب «قنة» بالنون بعد القاف و يضيف ابن ‏شهراشوب الي ذلک «الهاشمي».

و في تهذيب کامل المبرد ج 2 ص 235 و اعيان الشيعة ج 35 ص 136 و نسب قريش لمصعب الزبيري ص 41 سليمان بن قته و يضيف اليه ابو تمام في الحماسة (العدوي) و في شرح التبريزي منسوب الي عدي و في الحماسة البصرية لصدرالدين بن ابي‏الفرج بن الحسين البصري المتوفي سنة 659 ه. ج 1 ص 200 رقم 10 قال سليمان ابن قته العدوي مولي عمر بن عبدالله التيمي:



مررت علي ابيات آل محمد

فلم أرها أمثالها يوم يوم حلت‏



و کتب المعلق عليه انها خمسة و لم يذکرها و قال مثلها في الاستيعاب. و في تذکرة الخواص ص 154 ط. ايران مر سليمان بن قته فنظر الي مصارع القوم فبکي ثم قال: و ان قتيل الطف... الي اربعة ابيات.

و في مقاتل ابي‏الفرج ص 49 و البداية لابن‏کثير ج 8 ص 211 سليمان بن «قتيبة» بالتاء المثناة من فوق بعد القاف ثم الياء المثناة من تحت بعدها باء موحدة ملحقة بهاء، و في مثير الاحزان لابن‏نما ان سليمان بن قتيبة العدوي مولي بني‏تميم مر بکربلا بعد قتل الحسين بثلاث فنظر الي مصارعهم فاتکأ علي قوس له عربية و انشأ الأبيات و في اللهوف لابن‏طاووس ص 119 ط صيدا و لقد احسن ابن‏قتيبة رحمه الله، و في معجم البلدان ج 6 ص 52 انها لأبي‏دهبل الجمحي، و وافقه في تاج العروس بمادة الطف مع الاقتصار علي نفس البيت «و ابودهبل» کما في الأغاني ج 6 ص 149 وهب بن زمعة بن اسد مادح معاوية و عبدالله بن الزبير و الوالي علي اليمن من قبله و هذا يضعف کون الشعر له، و في الاغاني ج 17 ص 165 دخل مصعب بن الزبير الکوفة و أخذ يسأل عن الحسين و قتله و عروة بن المغيرة يحدثه فقال متمثلا بقول سليمان به قته:



فان الأولي بالطف من آل هاشم

تآسوا فسنوا للکرام التآسيا



و في طبقات القراء لابن‏الجزري ج 1 ص 314 سليمان بن قتة بفتح القاف و المثناة من فوق المشددة، وقته امه، التيمي مولاهم البصري ثقة عرض علي ابن عباس ثلاث عرضات و عرض عليه عاصم الجحدري.

«و يمضي» علي الألسن ان التي سمعت الهاتف ام‏هاني و لا يصح لانها ماتت اما في أيام النبي (ص) کما في مناقب ابن ‏شهراشوب ج 1 ص 110 او أيام معاوية کما في تقريب التهذيب لابن‏حجر ص 620 ط لکهنو.