بازگشت

الانبياء مع الحسين


لقد كان حديث مقتل الحسين من اسرار الخليقة و ودائع النبوات فكان هذا النباء العظيم مالكة [1] افواه النبيين دائرة بين اشداق الوصيين و حملة الاسرار ليعرفهم المولي سبحانه عظمة هذا الناهض الكريم و منته علي الجميع بحفظ الشريعة الخاتمة التي جاؤا لتمهيد امرها و توطيد الطريق اليها و تمرين النفوس لها فيثيبهم بحزنهم و استيائهم لتلك الفاجعة المؤلمة فبكاه آدم و الخليل و موسي و لعن عيسي قاتله و امر بني اسرائيل بلعنه و قال من ادرك ايامه فليقاتل معه فانه كالشهيد مع الانبياء مقبلا غير مدبر و كاني انظر الي بقعته، و ما من نبي الا


و زارها و قال انك لبقعة كثيرة الخير، فيك يدفن القمر الزاهر [2] .

و شاء اسماعيل صادق الوعد الاسوة به لما انبا بشهادته فيكون الآخذ بثاره الامام المنتظر عجل الله فرجه [3] .



و اختار يحيي ان يطاف برأسه

وله التأسي بالحسين يكون



و حديث مقتل الحسين ابكي الرسول الا قدس و اشجاه [4] و هو حي فكيف به لو رآه صريعا بكربلا في عصابة من آله كانهم مصابيح الدجي و قد حلؤوه و من معه عن الورد المباح لعامة الحيوانات.

نعم شهد نبي الرحمة فلذة كبده بتلك الحالة التي تنفطر لها السموات و رأي ذلك الجمع المغمور بالاضاليل متألبا علي استئصال آله من جديد الارض فشاهده بعض من حضر ينظر الجمع مرة و السماء اخري مسلما للقضاء [5] .

و لما مر اميرالمؤمنين بكربلا في مسيره الي صفين نزل فيها و اوما بيده الي موضع منها فقال: ههنا موضع رحالهم و مناخ ركابهم، ثم اشار الي موضع آخر و قال: ههنا مهراق دمائهم، ثقل لآل محمد ينزل ههنا ثم قال: واها لك يا تربة ليحشرن منك اقوام يدخلون الجنة بغير حساب [6] و ارسل عبرته و بكي من معه لبكائه و اعلم الخواص من صحبه بان ولده الحسين يقتل ههنا في عصابة من اهل بيته و صحبه هم سادة الشهداء لا يسبقهم سابق و لا يلحقهم لاحق [7] .

و في حديثه الآخر بعد الاخبار بان في موضع كربلا يقتل فتية من آل محمد قال تبكي عليهم السماء و الارض [8] بابي من لا ناصر له الا الله [9] ثم قال لا يزال


بنوامية يمعنون في سجل ضلالتهم حتي يهريقوا الدم الحرام في الشهر الحرام و لكاني انظر الي غرنوق من قريش يتشحط في دمه فاذا فعلوا ذلك لم يبق لهم في الارض عاذر و لم يبق ملك لهم [10] و مر سليمان الفارسي علي كربلا حين مجيئه الي المدائن فقال هذه مصارع اخواني و هذا موضع مناخهم و مهراق دمائهم يقتل بها ابن خير الاولين و الاخرين [11] و مر عيسي بن مريم (ع) بارض كربلا فرأي ظباء ترعي هناك فكلمته بانها ترعي هنا شوقا الي تربة الفرخ المبارك فرخ الرسول احمد و انها آمنة في هذه الارض ثم اخذ المسيح (ع) من ابعارها و شمه و قال اللهم ابقه حتي يشمها ابوه فتكون له عزاء و سلوة فبقيت الابعار الي مجي ء اميرالمؤمنين بكربلا و قد اصفرت لطول المدة فاخذها و شمها و بكي ثم دفعها الي ابن عباس و قال احتفظ بها فاذا رأيتها تفور دما فاعلم ان الحسين قد قتل و في يوم عاشوراء بعد الظهر رآها تفور دما [12] .


پاورقي

[1] في مقاييس اللغة لابن‏فارس ج 1 ص 133 قال الخليل الالوک الرسالة و هي المالکة علي مفعلة و انما سميت الرسالة الوکا لانها تؤلک في الفم مشتق من قول العرب الفرس يالک اللجام و يعلکه اذا مضغ الحديد و يجوز تذکير المالکة.

[2] کامل الزيارات - ص 67 لابن‏قولويه المتوفي سنة 367.

[3] کامل الزيارت - ص 65.

[4] خصائص السيوطي ج 2 ص 125 من حديث ام‏الفضل و انس و رواه الماوردي في اعلام النبوة ص 83 من حديث عائشة قالت و کان في المجلس علي و ابوبکر و عمر و حذيفة و عمار و ابوذر و رواه ابن‏حجر في مجمع الزوائد ج 9 ص 188 عن عائشة و رواه زکريا الانصاري في فتح الباقي شرح الفية العراقي طبع في ذيل الالفية ج 1 ص 25.

[5] کامل الزيارات.

[6] کتاب صفين لنصر بن مزاحم من ص 159-157.

[7] کامل الزيارات ص 27.

[8] دلائل النبوة لابي‏نعيم ج 3 ص 211.

[9] اسد الغابة ج 4 ص 169.

[10] شرح النهج الحديدي ج 4 ص 363 مصر طبع اول.

[11] رجال الکشي ص 13 هند.

[12] اکمال الدين للصدوق ص 295.