بازگشت

نهضة الحسين


كان المغزي الوحيد لشهيد الدين و حامية الاسلام الحسين بن اميرالمؤمنين (ع) ابطال احدوثة الامويين و دحض المعرات عن قدس الشريعة و لفت الانظار الي براءتها و براءة الصادع بها عما الصقوه بدينه من شية العار و البدع المخزية و الفجور الظاهر و السياسة القاسية [1] فنال سيدالشهداء مبتغاه بنهضته الكريمة و اوحي الي الملا الديني ما هنالك من مجون فاضح و عرف الناس (بيزيد المخازي) و من لاث به من قادة الشر و جراثيم الفتن فمجتهم الاسماع و لم يبق في المسلمين الا من يرميهم بنظرة شزراء حتي توقدت عليهم العزائم و احتدمت الحمية الدينية من اناس و نزعات من آخرين فاستحال الجدال جلادا و اعقبت بلهنية عيشهم حروبا دامية اجهزت علي حياتهم و دمرت ملكهم المؤسس علي انقاض الخلافة الاسلامية من دون اية حنكة او جدارة، فاصاب هذا الفاتح الحسين (ع) شاكلة الغرض بذكره السائر، وصيته الطائر، و مجده المؤثل، و شرفه المعلي «و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون».

لا اجدك ايها القاري ء و انت تسبر التاريخ و تتحري الحقائق بنظر التحليل الا و قد تجلت لك نفسية (ابي الضيم) الشريفة، و مغزاه المقدس و نواياه الصالحة، و غاياته الكريمة، في حله و مرتحله، في اقدامه و احجامه في دعواه و دعوته، و لا احسبك في حاجة الي التعريف بتفاصيل تلكم الجمل بعد ان


عرفت ان شهيد العظمة من هو و ما هي اعماله و بطبع الحال تعرف قبل كل شي ء موقف مناوئه و ما شيبت به نفسيته من المخازي.

نحن لو تجردنا عما نرتئيه (لحسين الصلاح) من الامامة و الحق الواضح الذي يقصر عنه في وقته اي ابن انثي لم تدع لنا النصفة مساغا لاحتمال مباراته في سيرة طاغية مصره، او انه ينافسه علي شي ء من المفاخر فان سيد شباب اهل اجنة متي كان يري له شيئا من الكفاءة حتي يتنازل الي مجاراته، و لقد كان (ع) يربا بنفسه الكريمة حتي عن مقابلة اسلافه.

اتري ان الحسين يقابل اباسفيان بالنبي الكريم، او معاوية باميرالمؤمنين، او آكلة الاكباد بام المومنين خديجة، او ميسون بسيدة العالمين او خلاعة الجاهلية بوحي الاسلام او الجهل المطبق بعلمه المتدفق، او الشره المخزي بنزاهة نفسه المقدسة! الي غيرها مما يكل عنه القلم و يضيق الفم.

لقد كان بين الله سبحانه و تعالي و بين اوليائه المخلصين اسرار غامضة تنبو عنها بصائر غيرهم و تنحسر افكار القاصرين، حتي اعمتهم العصبية فتجرؤا علي قدس المنقذ الاكبر و ابوا الا الركون الي التعصب الشائن فقالوا: ان الحسين قتل بسيف جده لانه خرج علي امام زمانه (يزيد) بعد ان تمت البيعة له و كملت شروط الخلافة باجماع اهل الحل و العقد و لم يظهر منه ما يشينه و يزري به [2] .


و قد غفل هذا القائل عن ان ابن ميسون لم يكن له يوم صلاح حتي يشينه ما يبدو منه و ليس لطاماته و مخازيه قبل و بعد و قد ارتضع در ثدي (الكلبية) المزيج بالشهوات، و تربي في حجر من لعن علي لسان الرسول الاقدس [3] و امر الامة بقتله متي شاهدته متسنما صهوة منبره [4] و لو امتثلت الامة الامر الواجب لامنت العذاب الواصب المطل عليها من نافذة بدع الطاغية و من جراء قسوته المبيدة لها، لكنها كفرت بانعم الله فطفقت تستمري ء ذلك المورد الوبي ء ذعافا ممقرا فالبسها الله لباس الخوف و تركها ترزح تحت نير الاضطهاد و ترسف في قيود الذل و الاستعباد و نصب عينها استهتار الماجنين و تهتك المنهمكين بالشهوات، و كلما تنضح به الآنية الاموية الممقوتة شب (يزيد الاهواء) بين هاتيك النواجم من مظاهر الخلاعة.

و لقد اعرب عن كل ما اضمره من النوايا السيئة علي الاسلام و الصادع به جذلا بخلاء الجو له فيقول العلامة الآلوسي:

من يقول ان يزيد لم يعص بذلك و لا يجوز لعنه فيبتغي ان ينتظم في سلسلة انصار يزيد و انا اقول ان الخبيث لم يكن مصدقا بالرسالة للنبي (ص) و ان مجموع ما فعله مع اهل حرم الله و اهل حرم نبيه (ص) و عترته الطليبين الطاهرين في الحياة و بعد الممات و ما صدر منه من المخازي ليس باضعف دلالة علي عدم تصديقه من القاء ورقة من المصحف الشريف في قذر و لا اظن ان امره كان خافيا علي اجلة المسلمين اذا ذاك ولكن كانوا مغلوبين مقهورين و لم يسعهم الا الصبر و لو سلم ان الخبيث كان مسلما فهو مسلم جمع من الكبائر ما لا يحيط


به نطاق البيان و انا اذهب الي جواز لعن مثله علي التعيين و لو لم يتصور ان يكون له مثل من الفاسقين و الظاهر انه لم يتب و احتمال توبته اضعف من ايمانه.

و يلحق به ابن زياد و ابن سعد و جماعة فلعنة الله عليهم و علي انصارهم و اعوانهم و شيعتهم و من مال اليهم الي يوم الدين ما دمعت عين علي ابي عبدالله الحسين (ع)! و يعجبني قول شاعر العصر ذي الفضل الجلي عبدالباقي افندي العمري الموصلي و قد سئل عن لعن يزيد فقال:



يزيد علي لعني عريض جنابه

فاغدو به طول المدي العن اللعنا



و من يخشي القيل و القال من التصريح بلعن ذلك الضليل فليقل لعن الله عز و جل من رضي بقتل الحسين (ع) و من آذي عترة النبي (ص) بغير حق (و من غصبهم حقهم) فانه يكون لاعنا له لدخوله تحت العموم دخولا اوليا في نفس الامر و لا يخالف احد في جواز اللعن بهذه الالفاظ و نحوها سوي ابن العربي المار ذكره و موافقيه، فانهم علي ظاهر ما نقل عنهم لا يجوزون لعن من رضي بقتل الحسين و ذلك لعمري هو الضلال البعيد الذي يكاد يزيد علي ضلال يزيد.

ثم قال البرزنجي في (الاشاعة) و الهيثمي (في الصواعق) ان الامام احمد لما سأله ابنه عبدالله عن لعن يزيد قال كيف لا يلعن من لعنه الله في كتابه فقال عبدالله قرأت كتاب الله عزوجل فلم اجد فيه لعن يزيد فقال الامام ان الله يقول (فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض و تقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله) و اي فساد و قطيعة اشد مما فعله يزيد.

و قد جزم بكفره و صرح بلعنه جماعة من العلماء منهم القاضي ابويعلي و الحافظ ابن الجوزي و قال التفتازاني لا نتوقف في شأنه بل في ايمانه لعنة الله عليه و علي أعوانه و أنصاره و صرح بلعنه الجلال السيوطي.

و في تاريخ ابن الوردي و كتاب الوافي بالوفيات: لما ورد علي يزيد نساء الحسين و اطفاله و الرؤوس علي الرماح و قد اشرف علي ثنية جيرون و نعب الغراب قال:



لما بدت تلك الحمول و اشرقت

تلك الشموس علي ربي جيرون



نعب الغراب فقلت قل او لا تقل

فلقد قضيت من النبي ديوني




يعني انه قتل بمن قتله رسول الله يوم بدر كجده عتبة و خاله ولد عتبة و غيرهما و هذا كفر صريح فاذا صح عنه فقد كفر به و مثله تمثله بقول عبدالله بن الزبعري قبل اسلامه (ليت اشياخي) الابيات انتهي [5] .

الي كثير من موبقاته و الحاده فاستحق بذلك اللعن من الله و ملائكته و انبيائه و من دان بهم من المؤمنين الي يوم الدين و لم يتوقف في ذلك الا من حرم ريح الايمان و اعمته العصبية عن السلوك في جادة الحق فاخذ يتردد في سيره، حيران لا يهتدي الي طريق، و لا يخرج من مضيق.

و لم يتوقف المحققون من العلماء في كفره و زندقته فيقول ابن خلدون غلط القاضي ابوبكر ابن العربي المالكي اذ قال في كتابه (العواصم و القواصم): ان الحسين قتل بسيف شرعه غفلة عن اشتراط الامام العادل في الخلافة الاسلامية و من اعدل من الحسين في زمانه و امامته و عدالته في قتال اهل الآراء، و في ص 254 ذكر الاجماع علي فسق يزيد و معه لا يكون صالحا للامامة، و من اجله كان الحسين (ع) يري من المتعين الخروج عليه و قعود الصحابة و التابعين عن نصرة الحسين لا لعدم تصويب فعله بل لانهم يرون عدم جواز اراقة الدماء فلا يجوز نصرة يزيد بقتال الحسين بل قتله من فعلات يزيد المؤكدة لفسقه و الحسين فيها شهيد. [6] .

و يقول ابن مفلح الحنبلي: جوز ابن عقيل و ابن الجوزي الخروج علي الامام غير العادل بدليل خروج الحسين علي يزيد لاقامة الحق و ذكره ابن الجوزي في كتابه (السر المصون) من الاعتقادات العامية التي غلبت علي جماعة من المنتسبين الي السنة انهم قالوا كان يزيد علي الصواب و الحسين مخطي ء في الخروج عليه، و لو نظروا في السير لعلموا كيف عقدت البيعة له و الزم الناس بها و لقد فعل مع الناس في ذلك كل قبيح، ثم لو قدرنا صحة خلافته فقد بدرت منه بوادر ظهرت منه امور كل منها يوجب فسخ ذلك العقد من نهب المدينة و رمي الكعبة بالمنجنيق و قتل الحسين و اهل بيته و ضربه علي ثناياه بالقضيب و حمل


رأسه علي خشبة، و انما يميل الي هذا جاهل بالسيرة عامي المذهب يظن انه يغيظ بذلك الرافضة [7] .

و قال التفتازاني الحق ان رضا يزيد بقتل الحسين و استبشاره به و اهانته اهل بيت النبي (ص) مما تواتر معناه و ان كان تفاصيله آحاد فنحن لا نتوقف في شأنه بل في ايمانه لعنة الله عليه و علي انصاره و اعوانه [8] .

و قال ابن حزم: قيام يزيد بن معاوية لغرض دنيا فقط فلا تأويل له و هو بغي مجرد [9] و يقول الشوكاني: لقد افرط بعض اهل اعلم فحكموا بان الحسين السبط رضي الله عنه و ارضاه باغ علي الخمير السكير الهاتك لحرمة الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله فيا للعجب من مقالات تقشعر منها الجلود و يتصدع من سماعها كل جلمود [10] .

و قال الجاحظ المنكرات التي اقترفها يزيد من قتل الحسين و حمله بنات رسول الله (ص) سبايا و قرعه ثنايا الحسين بالعود و اخافته اهل المدينة و هدم الكعبة تدل علي القسوة و الغلظة و النصب و سوء الرأي و الحقد و البغضاء و النفاق والخروج عن الايمان، فالفاسق ملعون و من نهي عن شتم الملعون فملعون [11] .

و يحدث البرهان الحلبي ان الاستاذ الشيخ محمد البكري تبعا لوالده كان يلعن يزيد و يقول زاده الله خزيا وضعة و في اسفل سجين وضعه [12] كما لعنه ابوالحسن علي بن محمد الكياهراسي و قال لو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي الرجل [13] و حكي ابن العماد عنه انه سئل عن يزيد بن معاوية فقال لم يكن من الصحابة لانه ولد ايام عمر بن الخطاب و لاحمد فيه قولان تلويح و تصريح و لمالك قولان تلويح و تصريح و لابي حنيفة قولان تلويح و تصريح و لنا قول واحد


و تصريح دون تلويح و كيف لا يكون كذلك و هو اللاعب بالنرد و مدمن الخمر و شعره في الخمر معلوم [14] و يقول الدكتور علي ابراهيم حسن كان يزيد من المتصفين بشرب الخمر و اللهو و الصيد [15] .

و قال الذهبي في سير اعلام النبلاء: كان يزيد بن معاوية ناصبيا فظا غليظا جلفا يتناول المسكر و يفعل المنكر، افتتح دولته بقتل الشهيد الحسين و ختمها بوقعة الحرة فمقته الناس و لم يبارك في عمره [16] .

و قال الشيخ محمد عبده اذا وجد في الدنيا حكومة عادلة تقيم الشرع و حكومة جائرة تعطله وجب علي كل مسلم نصر الاولي ثم قال و من هذا الباب خروج الامام الحسين سبط رسول (ص) علي امام الجور و البغي الذي ولي امر المسلمين بالقوة و المكر يزيد بن معاوية خذله الله و خذل من انتصر له من الكرامية و النواصب [17] و قال ابن تعربردي الحنفي: كان يزيد فاسقا مدمن الخمر [18] و قال اخذت فتاوي العلماء بتعزير عمر بن عبدالعزيز القزويني اذ قال اميرالمؤمنين يزيد ثم اخرج من بغداد الي قزوين [19] و قال ابوشامة دخل بغداد احمد بن اسماعيل بن يوسف القزويني فوعظ بالنظامية و في يوم عاشوراء قيل له العن يزيد بن معاوية قال ذاك امام مجتهد ففاجأه احدهم فكاد يقتل و سقط عن المنبر ثم اخرجوه الي قزوين و مات بها سنة 590 ه [20] .

و قال سبط ابن الجوزي سئل ابن الجوزي عن لعن يزيد فقال اجاز احمد لعنه و نحن نقول لا نحبه لما فعل بابن بنت نبيا و حمله آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سبايا الي الشام علي اقتاب الجمال و تجريه علي آل رسول الله فان رضيتم بهذه المصالحة بقولنا لا نحبه و الا رجعنا الي اصل الدعوي جواز لعنته [21] .


و ذكر ابوالقاسم الزجاجي باسناده عن عمر بن الضحاك قال: كان يزيد ابن معاوية ينادم (قردا) فاخذه يوما و حمله علي اتان وحشي و شد عليها رباطا و ارسل الخيل في اثرها حتي حسرتها الخيل فماتت الاتان فقال يزيد بن معاوية.



تمسك اباقيس بفضل عنانها

فليس علينا ان هلكت ضمان



كما فعل الشيخ الذي سبقت به

زيادا اميرالمؤمنين اتان [22] .



و ما ذكره ابن الاثير عن ابي يعلي حمزة بن محمد بن احمد بن جعفر بن محمد ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) انه قال انا لا اكفر يزيد لقول النبي (ص) سألت الله تعالي ان لا يسلط علي بني من غيرهم فاعطاني ذلك [23] لا يتابع عليه لان شرف ابي يعلي و جلالته و ثقته تبعد صدور هذه الكلمة الجافة عنه و ان سبقه اليها الرافعي في التدوين في علماء قزوين [24] و علي فرض صدورها منه فمن المقطوع به صدورها منه تقية! وء قد بالغ ميرزا عبدالله افندي تلميذ المجلسي في انكارها [25] لان كل من ترجم له من علماء الرجال مدحه و اطراه بالجميل و لم يذكر ذلك عنه و لو كان لصدورها عنه عين او اثر لمقتوه من اجلها. و قد ترحم عليه الشيخ الصدوق في كتبه و ترضي عنه لانه من مشائخه.@.

ففي العيون ص 493 باب 39 حدثه بقم سنة 339 عما كتبه اليه علي بن ابراهيم بن هاشم سنة 309 ه عن ياسر الخادم عن الرضا (ع) الخ حتي ان الخطيب البغدادي مع تعصبه ترجم له و لم يذكر عنه هذه الكلمة النابية [26] فهذه الكلمة من زيادات الرافعي و ابن الاثير غير المقرونة باصل وثيق.

و بعد مقت اعلام الامة ليزيد نحاسب عبدالمغيث بن زهير بن علوي الحربي عن الاصول الصحيحة التي استقي منها كتابه الذي صنفه في فضائل يزيد [27] و أي مأثرة صحيحة وجدها له حتي سجلها في كتابه و هل حياته كلها الا مخاز و تهجمات علي قدس الشريعة؟! لذلك لم يعبأ العلماء بهذا الكتاب فيقول


ابن العماد في شذرات الذهب ج 4 ص 275 حوادث سنة 583 ه اتي فيه بالموضوعات و في البداية لابن كثير ج 12 ص 328 رد عليه ابن الجوزي فاجاد و اصاب و في كامل ابن الاثير ج 11 ص 213 عليه مروج الذهب اتي فيه بالعجائب و في طبقات الحنابلة لابن رجب ج 1 ص 356 صنف ابن الجوزي في الرد عليه سماه الرد علي المتعصب العنيد المانع من لعن يزيد.

و من الغريب ما افتي به عبدالغني المقدسي حين سئل عن يزيد فقال خلافته صحيحة لان ستين صحابيا بايعه منهم ابن عمر و من لم يحبه لا ينكر عليه لانه ليس من الصحابة و انما يمنع من لعنه خوفا من التسلق الي ابيه و سدا لباب الفتنة [28] و اغرب من هذا انكار ابن الحجر الهيثمي رضا يزيد بقتل الحسين (ع) او انه امر به [29] مع تواتر الخبر برضاه و لم ينكره الا من انكر ضوء الشمس. قال ابن جرير و السيوطي لما قتل الحسين سر يزيد بمقتله و حسنت حال ابن زياد عنده ثم بعد ذلك ندم [30] و قال الخوارزمي قال يزيد للنعمان بن بشير الحمد لله الذي قتل الحسين [31] و قد احتفظوا بمنكراته كاحتفاظهم ببغي ابيه معاوية و معاندته لقوانين صاحب الدعوة الالهية، اليس هو القائل لابيه صخر لما اظهر الاسلام فرقا من بوارق المسلمين؟



يا صخر لا تسلمن طوعا فتفضحنا

بعد الذين ببدر اصبحوا مزقا



لا تركنن الي امر تقلدنا

و الراقصات بنعمان به الحرقا [32]



فالموت اهون من قيل الصباة لنا

خيل ابن هند عن العزي كذا فرقا



فان ابيت ابينا ما تريد و لا

تدع عن اللات و العزي اذا اعتنقا [33] .



و يقول ابن ابي الحديد طعن كثير من اصحابنا في دين معاوية و قالوا انه كان ملحدا لا يعتقد النبوة و نقلوا عنه في فلتات كلامه ما يدل عليه [34] .


وجده صخر هو القائل للعباس يوم الفتح ان هذه ملوكية فقال العباس ويلك انها نبوة [35] و في معاوية يقول احمد بن الحسين البيهقي خرج معاوية من الكفر الي النفاق في زمن رسول الله (ص) و بعده رجع الي كفره الاصلي [36] .

فابن ميسون عصارة تلكم المنكرات، فمتي كان يصلح لشي ء من الملك فضلا عن الخلافة الالهية و في الامة ريحانة الرسول و سيد شباب اهل الجنة ابوه من قام الدين بجهاده و امه سيدة نساء العالمين، و هو الخامس لاصحاب الكساء و عديل الكتاب المجيد في (حديث الثقلين) يتفجر العلم من جوانبه و يزدهي الخلق العظيم معه اينما يتوجه و عبق النبوة بين اعطافه و الق الامامة في اسارير وجهه و الي هذا يشير (ع) لما عرض الوليد البيعة فقال:

«ايها الامير انا اهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة بنا فتح الله و بنا يختم. و يزيد رجل فاسق شارب الخمر و قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق و مثلي لا يبايع مثله» [37] .

و بعد هذا فلنسال هذا المتحذلق عن قوله: «خرج الحسين بعد انعقاد البيعة ليزيد» متي انعقدت هاتيك البيعة الغاشمة و متي اجتمع عليها اهل الحل و العقد، أيوم كان ياخذها ابوه تحت بوارق الارهاب ام يوم اسعاف الصلات لرواد الشره رضيخة يتلمضون بها [38] ام يوم عرضها عمال يزيد علي الناس فتسلل عنها ابن الرسول و معه الهاشميون وفر ابن الزبير الي مكة و تخفي ابن عمر في بيته [39] و كان عبدالرحمن ابن ابي بكر يجاهر بانها هرقلية كلما مات هرقل قام هرقل مكانه [40] و كان يقول انها بيعة قوقية وقوق هو اسم قيصر [41] فارسل له معاوية مائة الف درهم يستعطفه بها فردها و قال لا ابيع ديني بدنياي [42] و قال


عبد الله بن عمرو بن العاص لعابس بن سعيد الذي حثه علي البيعة ليزيد انا اعرف به منك و قد بعت دينك بدنياك [43] و قال سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي للشامي الذي أرسله مروان بن الحكم ليبايع ليزيد: يأمرني مروان ان ابايع لقوم ضربتهم بسيفي حتي اسلموا و الله ما اسلموا ولكن استسلموا [44] .

و قال زياد بن ابيه لعبيد بن كعب النميوي كتب الي معاوية في البيعة ليزيد و ضمان امر الاسلام عظيم ان يزيد صاحب رسله و تهاون مع ما اولع به من الصيد فاخبر معاوية عني و اخبره عن تهاون يزيد بأمر الدين و فعلاته المنكرة [45] .

و قد انكر علي معاوية سعيد بن عثمان بن عفان و فيما كتب اليه ان ابي خير من اب يزيد و امي خير من امه و انا خير منه [46] و كان الاحنف بن قيس منكرا لها و كتب اليه يعرفه الخطأ فيما قصده من البيعة لابنه يزيد و تقديمه علي الحسن و الحسين مع ما هما عليه من الفضل و الي من ينتميان و ذكره بالشروط التي اعطاها الحسن و كان فيها ان لا يقدم عليه احدا و ان اهل العراق لم يبغضوا الحسنين منذ احبوهما و القلوب التي ابغضوه بها بين جوانحهم [47] .

و حرض ابي الضيم سيدالشهداء علي نصح معاوية و ارشاده الي لا حب الطريق و تعريفه منكرات يزيد و ان له الفضل عليه بكل جهاته و فيما قال له: ان امي خير من امه و ابي خير من ابيه فقال معاوية اما امك فهي ابنة رسول الله (ص) فهي خير من امراة من كلب و اما حبي يزيد فلو اعطيت به مل ء الغوطة لما رضيت و اما ابوك و ابوه فقد تحاكما الي الله تعالي فحكم لابيه علي ابيك [48] .

الي هنا سكت ابوعبدالله الحسين (ع) لانه عرف ان لا مقنع لابن آكلة الاكباد بالحقيقة و انما لم يقل معاوية (ان اباه افضل من ابيك) لعلمه بعدم سماع كل احد مه ذلك لشهرة سبق «علي» (ع) الي الاسلام و اجتماع المحامد


فيه و تقدمه علي غيره في الفضائل جمعاء لذلك عدل معاوية الي الايهام بايجاد شبهة المنافرة و المحاكمة و هذا ما يسميه علماء البلاغة بالاستدراج.

و مرة اخري قال له سيدالشهداء ابوعبدالله لقد فهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله و سياسة امة محمد (ص) تريد ان توهم علي الناس كانك تصف محجوبا او تنعت غائبا او تخبر عما احتويته بعلم خاص و قد دل يزيد من نفسه علي موقع رأيه فخذ ليزيد من استقرائه الكلاب المهارسة [49] و الحمام السبق و القينات ذوات المعازف و ضرب الملاهي تجده ناصرا ودع ما تحاول فما اغناك ان تلقي الله بوزر هذا الخلق باكثر مما انت فيه فو الله ما برحت تقدم باطلا في جور و حنقا في ظلم حتي ملأت الاسقية و ما بينك و بين الموت الا غمضة فتقدم علي عمل محفوظ في يوم مشهود و لات حين مناص [50] .

و كتب عليه السلام اليه مرة ثالثة اعلم ان لله عزوجل كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا احصاها و ليس الله تعالي بناس اخذك بالظنة و قتلك اولياءه علي التهم و نفيك لهم عن دورهم الي دار الغربة او لست قاتل حجر اخا كندة و المصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم و يستعظمون البدع و لا يخافون في الله تعالي لومة لائم او لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (ص) العبد الصالح الذي ابلته العبادة فنحل جسمه و اصفر لونه بعد ما آمنته و أعطيته من عهود الله عزوجل ما لو أعطيته طائرا لنزل اليك من رأس جبل جراة منك علي ربك و استخفافا بذلك العهد او لست المدعي (ابن سمية) المولود علي فراش عبيد ثقيف فزعمت انه من ابيك و قد قال رسول الله (ص) الولد للفراش و للعاهر الحجر فتركت سنة رسول الله (ص) تعمدا و اتبعت هواك بغير هدي من الله تعالي ثم سلطته علي العراقين يقطع ايدي المسلمين و يسمل اعينهم و يصلبهم علي جذوع النخل كانك لست من هذه الامة و ليسوا منك او لست الكاتب لزياد ان يقتل كل من كان علي دين علي بن ابي طالب عليه السلام فقتلهم و مثل بهم بامرك و دين علي (ع) هو دين الله عزوجل الذي به ضرب اباك و ضربك و به جلست مجلسك الذي جلست.


و ان اخذك الناس ببيعة ابنك يزيد و هو غلام حدث يشرب الخمر و يلعب بالكلاب فقد خسرت نفسك و بترت دينك و اخرجت امانتك [51] .

و كتب اليه مرة رابعة يعدد عليه بوائقه و ذلك لما قتل زياد ابن ابيه مسلم بن زيمر و عبدالله بن نجي الحضرميين و صلبهما علي ابواب دورهما بالكوفة اياما و كانا من شيعة علي اميرالمؤمنين و فيما كتب اليه: الست صاحب حجر و الحضرميين الذين كتب اليك ابن سمية انهما علي دين علي عليه السلام و رأيه فكتبت اليه اقتل كل من كان علي دين علي (ع) و ابن عم علي (ع) الذي كان يضرب عليه اباك و يضربه عليه ابوك و به جلست مجلسك الذي انت فيه و لولا ذلك كان افضل شرفك و شرف تجشم الرحلتين اللتين بنا من الله عليك بوضعها عنكم.

في كلام طويل يوبخه فيه بادعائه زيادا و توليته علي العراقين [52] و لم تجد هذه النصائح من ابن الرسول الله (ص) في دحض باطل معاوية بعد ان كانت بوارق الارهاب و بواعث الطمع سدا طريق الحق لكن معاوية بدهائه المعلوم لم يرقه ان يمس الحسين (ع) سوء خشية سوء الفتنة و انتكاث الامر لما يعلمه ان (ابي الضميم) لا يتنازل الي الدنية الي نفس يلفظه، و ان شيعته يومئذ غيرهم بالامس علي عهد اخيه الامام المجتبي فانهم ما زالوا يتذمرون من عمال معاوية للتنكيل الذريع بهم حتي بلغ الحال ان الرجل منهم يستهين ان يقال له زنديق و لا يقال له (ترابي).

و كم من مرة واجهوا الامام المجتبي (ع) بكلام امر من الحنظل مع اعترافهم له بالامانة و اذعانهم بان ما صدر منه عن صلاح الهي و امر ربوبي و حتي انهم استنهضوا الحسين غير مرة فلم ينهض معهم رعاية للميثاق و ارجاء الامر الي وقته المعلوم لديه من جده و ابيه الوصي.

فمعاوية يعلم انه لو اصيب الحسين بسوء و الحالة هذه تلتف الشيعة حوله فيستفحل الخطب بينه و بين معاوية.


و للعلة هذه بعينها اوصي ولده يزيد بالمسالمة مع الحسين ان استبد بلامر مهما يجد من ابي الضيم مخاشنة و شدة فقال له: «ان اهل العراق لن يدعوا الحسين حتي يخرجوه فان خرج عليك و ظفرت به فاصفح عنه فان له رحما ماسة و حقا عظيما». [53] .

لكن (يزيد الجهل) لغروره المردي لم يكترث بتلك الوصية فتعاورت عليه بوادره و انتكث فتله و لئن سر (يزيد الخزاية) الفتح العاجل فقد اعقب فشلا قريبا و كاشفه الناس بالسباب المقذع و اكثروا اللائمة عليه حتي ممن لم ينتحل (دين الاسلام).

و حديث رسول ملك الروم مع يزيد في المجلس حين شاهد الرأس الازهر بين يديه يقرعه بالعود احدث هزة في المجلس و عرف يزيد انه لم تجد فيهم التمويهات و كيف تجدي و قد سمع من حضر المجلس صوتا عاليا من الرأس المقدس لما امر يزيد بقتل ذلك الرسول «لا حول و لا قوة الا بالله» [54] .

و اي احد رأي او سمع قبل يوم الحسين رأسا مفصولا عن الجسد ينطق بالكلام الفصيح وهل قدر ابن ميسون ان يقاوم اسرار الله او يطفي ء نوره الاقدس؟... كلا.

و لقد فشا الانكار عليه من حريمه و حامته حتي ان زوجته هند [55] لما ابصرت


الرؤس مصلوبا علي باب دارها و الانوار العلوية تتصاعد الي عنان السماء و شاهدت الدم يتقاطر و يشم منه رائحة طيبة [56] عظم مصابه في قلبها فلم تتماسك دون ان دخلت عليه مجلسه مهتوكة الحجاب و هي تصيح رأس ابن بنت رسول الله (ص) مصلوب علي دارنا و قام اليها و غطاها و قال لها اعولي علي الحسين فانه صريخة بني هاشم، عجل عليه ابن زياد. [57] .


قصدا منه تعمية الامر و تبعيد السبة عنه بالقاء الجريمة علي العامل لكن الثابت لا يزول و هذا هو السر في انشائه الكتاب الصغير الذي وصفه المؤرخون بأنه (اذن فارة) ارفقه مع كتابه الكبير الي و اليه المدينة الوليد بن عتبة باخذ البيعة من اهلها عامة و في هذا الكتاب الصغير الزام الحسين بها [58] و ان ابي فاضرب عنقه و ابعث الي برأسه.

و ليس الغرض من هذا الا ان يزيد لما كان عالما بان بيعته لم يتفق عليها صلحاء الوقت و اشراف الامة و ما صدر من الوافقة منهم يوم ارادها ابوه معاوية انما هو بالوعيد و التهديد.

اراد ان يخلي رسمياته عن الامر بقتل الحسين بحيث لو صدر ذلك من عامله و لامه الناس و خطاوه تذرع بنسبة القتل الي العامل فان كتابه الذي يأمره فيه باخذ البيعة من اهل المدينة عامة خاليا من هذه الجرأة فيكون له المجال في القاء التبعة بذلك علي عاتق العامل كما انه في الوقت تذرع بهذا العذر و انطلي علي بعض المؤرخين و هل ينفعه هذا؟... لا.



لبسوا بما صنعوا ثياب خزاية

سودا تولي صبغهن العار




پاورقي

[1] يتحدث الاستاذ احمد امين في ضحي الاستاذ احمد امين في ضحي الاسلام عن الحکم الاموي فيقول في ج 1 ص 27: الحق ان الحکم الاموي لم يکن حکما اسلاميا يسوي فيه بين الناس و يکافي‏ء المحسن عربيا کان او مولي و يعاقب المجرم عربيا کان او مولي، و انما الحکم فيه عربي و الحکام خدمة للعرب و کانت تسود العرب فيه النزعة الجاهلية لا النزعة الاسلامية.

[2] عبارة ابي‏بکر ابن العربي الاندلسي في العواصم ص 232 تحقيق محب‏الدين الخطيب طبع سنة 1371 قال رسول الله (ص) ستکون هنات فمن اراد ان يفرق امر هذه الامة و هي جميع فاضربوه بالسيف کائنا من کان فما خرج عليه احد الا بتاويل و لا قاتلوه الا بما سمعوا من جده (ص) انتهي. و قال محب‏الدين في التعليق علي هذا الحديث: ذکره مسلم في الصحيح في کتاب الامارة قلت: هو في الجزء الثاني ص 121 کتاب الامارة بعد الغزوات اخرجه عن زياد بن علاقة عن عرفجة عنه (ص) (و ابن‏علاقة) سيي‏ء المذهب منحرف عن اهل البيت کما في تهذيب التهذيب لابن‏حجر ج 3 ص 381 و ذکر عرفجة في ج 7 ص 176 و لم ينقل له مدح او ذم فهو من المجهولين لا يؤبه بحديثه.

و العجب من التزامه بصحة خلافة يزيد و هو يقرأ حديث النبي (ص) لا يزال امر امتي قائما بالقسط حتي يکون اول من يثلمه رجل من بني‏امية يقال له يزيد، رواه ابن‏حجر في مجع الزوائد ج 5 ص 241 عن مسند ابي‏يعلي و البزاز و في الصواعق المحرقة ص 132 عن مسند الروياني عن ابي‏الدرداء عنه (ص) اول من يبدل سنتي رجل من بني‏امية يقال له يزيد و في کتاب الفتن من صحيح البخاري باب قول النبي (ص) هلاک امتي علي يدي اغيلمة من امتي عن ابي‏هريرة قال سمعت رسول الله (ص) يقول: هلکة امتي علي يدي غلمة من قريش، قال ابن‏حجر في شرح الحديث من فتح الباري ج 13 ص 7 کان ابوهريرة يمشي في السوق و يقول اللهم لا تدرکني سنة ستين و لا امارة الصبيان قال ابن‏حجر اشار بذلک الي خلافة يزيد فانها في سنة ستين و لم يتعقبه.

[3] في تاريخ الطبري ج 11 ص 357 حوادث سنة 284 و تاريخ ابي‏الفدا ج 57/2 حوادث سنة 238 ه و کتاب صفين لنصر ص 247 مصر و تذکرة الخواص لسبط ابن‏الجوزي ص 115 ايران ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم رأي اباسفيان علي جمل و ابنه يزيد يقوده و معاويه يسوقه فقال: لعن الله الراکب و القائد و السائق.

[4] في تاريخ بغداد ج 12 ص 181 و تهذيب التهذيب ج 2 ص 428 و ج 5 ص 110 / و تاريخ الطبري ج 11 ص 357 و کتاب صفين ص 243 و ص 248 و شرح النهج الحديدي ج 1 ص 348 و کنوز الدقائق للمناوي علي هامش الجامع الصغير ج 1 ص 18 و اللئالي‏ء المصنوعة للسيوطي ج 1 ص 320 کتاب المناقب و في ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 268 مصر في ترجمة الحکم بن ظهير و ج 2 ص 129 ترجمة عبدالرزاق بن همام و في سير اعلام النبلاء ج 3 ص 99 ترجمة معاوية و مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 185 فصل 9 و تاريخ ابي‏الفدا ج 2 ص 57 حوادث سنة 283 ه قال رسول الله (ص) اذا رأيتم معاوية علي منبري فاقتلوه.

[5] تفسير روح المعاني ج 26 ص 73 آية فهل عسيتم ان توليتم.

[6] المقدمة ص 254 و 255 عند ذکر ولاية العهد.

[7] الفروع ج 3 ص 548 باب قتال اهل البغي مطبعة المنار سنة 1345 ه.

[8] شرح العقائد النسفية ص 181 طبع الاستانة سنة 1313.

[9] المحلي ج 11 ص 98.

[10] نيل الاوطار ج 7 ص 147.

[11] رسائل الجاحظ 298 الرسالة الحادية عشرة في بني‏امية.

[12] السيرة الحلبية.

[13] وفيات الاعيان لابن‏خلکان ترجمة علي بن محمد بن علي الکياهراسي و مرآة الجنان لليافعي ج 3 ص 179 سنة 504 ه.

[14] شذرات الذهب لابن‏العماد ج 3 ص 179 سنة 504 ه.

[15] تاريخ الاسلام العام ص 270 طبعة ثالثة.

[16] نقله عنه في الروض الباسم للوزير اليماني ج 2 ص 36.

[17] تفسير المنار ج 1 ص 367 في المائدة آية 37 و ج 12 ص 183 و 185.

[18] النجوم الزاهرة ج 1 ص 163.

[19] النجوم الزاهرة ج 6 ص 134 سنة 590 ه.

[20] رجال القرنين لابي‏شامة ص 6 سنة 590 ه و مضمار الحقايق لتقي‏الدين عمر بن شاهنشاه الايوبي المتوفي سنة 617 ه تحقيق الدکتور حسن حبشي ص 120 حوادث 579 ه.

[21] مرآة الزمان ج 8 ص 496 سنة 597 ه حيدرآباد.

[22] امالي الزجاجي ص 45 طبع مصر المکتبة المحمودية.

[23] کامل ابن‏الاثير ج 4 ص 51 سنة 64 ه عليه مروج الذهب.

[24] التدوين في علماء قزوين ج 2 ص 184 تصوير في مکتبة السيد الحکيم.

[25] رياض العلماء بترجمته مخطوط مکتبة السيد الحکيم.

[26] تاريخ بغداد ج 8 ص 184 طبع اول.

[27] طبقات الحنابلة لابن‏رجب ج 1 ص 356.

[28] طبقات الحنابلة لابن‏رجب ج 2 ص 34.

[29] الفتاوي الحديثية ص 193.

[30] تاريخ الطبري ج 7 ص 19 طبعة اولي و تاريخ الخلفاء ج 1 ص 139 عند احوال يزيد.

[31] مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 59.

[32] تذکرة الخواص ص 115 ايران.

[33] التعجب للکراجکي ص 39 ملحق بکنز الفوائد له.

[34] شرح النهج ج 1 ص 463 طبع اول مصر.

[35] ابن‏الاثير ج 2 ص 93 عليه مروج الذهب و الطبري ج 3 ص 117 طبعة اولي.

[36] هدية الاحباب ص 111 بترجمة البيهقي.

[37] اللهوف لابن‏طاووس.

[38] الطبري ج 6 ص 135، و ابن‏خلکان بترجمة الاحنف.

[39] تاريخ الطبري ج 6 ص 170.

[40] کامل ابن‏الثير ج 3 ص 199 عليه مروج الذهب و في مجالس ثعلب ص 519 و الفائق للزمخشري ج 2 ص 203 طبع مصر مادة فضض.

[41] سلس الغانيات ص 41 نعمان خيري الالوسي.

[42] تهذيب الاسماء للنووي ج 1 ص 294 بترجمته.

[43] القضاة للکندي ص 310 اوفست.

[44] تهذيب تاريخ ابن‏عساکر ج 6 ص 128.

[45] تاريخ الطبري ج 6 ص 169 حوادث سنة 56.

[46] نوادر المخطوطات الرسالة السادسة ص 165 في المغتالين لمحمد بن حبيب.

[47] الامامة و السياسة ج 1 ص 141 مطبعة الامة بمصر سنة 1328 ه.

[48] المثل السائر لابن‏الاثير ج 1 ص 71 باب الاستدراج طبع مصر سنة 1358 ه.

[49] في الآداب السلطانية لابن‏الطقطقي فصل اول ص 38 کان يزيد بن معاوية يلبس کلاب الصيد اساور الذهب و الجلاجل المنسوجة منه و يهب لکل کلب عبدا يخدمه.

[50] الامامة و السياسة لابن‏قتيبة ج 1 ص 154.

[51] رجال الکشي ص 32 طبع الهند ترجمة عمرو بن الحمق و الدرجات الرفيعة للسيد علي خان ص 434 طبع النجف.

[52] المحبر لابن‏حبيب ص 479 حيدرآباد.

[53] الطبري ج 6 ص 179.

[54] مقتل العوالم ص 150 مؤلفه المحدث عبدالله نور الله البحراني ترجمته في روضات الجنات ص 370 آخر ترجمة شيخ عبدالله ابن الحاج صالح السماهيجي جامع الصحيفة العلوية.

[55] قصة تزويج هند زوجة عبدالله بن عامر بن کريز من يزيد و اجبار زوجها علي الطلاق من الاساطير التي اراد واضعها الحط من کرامة سيدي شباب اهل الجنة الحسن و الحسين عليهماالسلام فرويت بصور مختلفة.

(الصورة الاولي) في مقتل الخوارزمي ج 1 ص 151 فصل 7 النجف بالاسناد الي يحيي بن عبدالله بن بشير الباهلي، قال: کانت هند بنت سهيل بن عمرو عند عبدالله بن عامر بن کريز و کان عامل معاوية علي البصرة فاقطعه خراج البصرة عل ان يتنازل عن زوجته هند لرغبة يزيد فيها و بعد انتهاء العدة ارسل معاوية اباهريرة و معه الف دينار مهرا لها و في المدينة ذکر ابوهريرة القصة للحسين بن علي عليه ‏السلام فقال اذکرني لهند ففعل ابوهريرة و اختارت الحسين فتزوجها و لما بلغه رغبة عبدالله بن عامر فيها طلقها و قال له (نعم المحلل کنت لکا) و في اسناده يحيي بن عبدالله بن بشير الباهلي عن ابن‏المبارک و هو مجهول عند علماء الرجال.

(الصورة الثانية) في مقتل الخوارزمي ج 1 ص 150 فصل 7 مسندا عن الهذلي عن ابن‏سيرين ان عبدالرحمن بن عناب بن اسيد کان ابا عذرتها طلقها و تزوجها عبدالله بن عامر بن کريز و ذکرکما في الصورة الاولي الا انه ابدل الحسين بالحسن (ع) و انه قال لعبدالله بن عامر بعد ان طلقها (لا تجد محللا خيرا لکما مني) و کانت هند تقول سيدهم حسن و اسخاهم عبدالله و احبهم الي عبدالرحمن و في تهذيب التهذيب لابن‏حجر ج 2 ص 45 ان الهذلي هو ابوبکر کذاب عند ابن‏معين ضعيف عند ابي‏زرعة متروک الحديث عند النسائي و في الوافي بالوفيات للصفدي ج 3 ص 146 اعترف محمد بن سيرين علي نفسه بانه يسمع الحديث و ينقص منه و کان من سبي جرجايا و في طرح التثريب ج ص 103 کان سيرين من سبي عن التمر.

(الصورة الثالثة) في نهاية الارب للنويري ج 6 ص 180 کانت (زينب) بالزاء المعجمة عند عبدالله بن سلام عامل معاوية علي العراق فطلب منه معاوية طلاق زوجته لرغبة يزيد فيها علي ان يزوجه من ابنته فلما طلقها لم توافق ابنة معاوية علي التزويج منه فأرسل معاوية اباهريرة و اباالدرداء الي العراق ليخطبا (زينب بنت اسحاق) ليزيد فقدما الکوفة و کان بها الحسين بن علي (ع) فذکرا له القصة فقال لهما اذکراني فاختارت الحسين (ع) و تزوجها و لما عرف رغبة عبدالله بن سلام فيها طلقها ليحلها لزوجها الاول.

و هذه القصة المطولة التي ارسلها النويري في نهاية الارب من دون اسناد ارسلها ابن بدرون في شرح قصيدة ابن‏عبدون ص 172 طبع سنة 1330 ه و سماها (ارينب) بالراء المهملة و الحسين (ع) لم يرد الي الکوفة بعد ارتحالهم منها.

(الصورة الرابعة) في الامثال للميداني ج 1 ص 274 حرف الراء عنوان (رب ساع لقاعد) روي مرسلا ان معاوية سال يزيد عن رغباته فذکر له رغبته في التزويج من (سلمي ام‏خالد) زوجة عبدالله بن عامر بن کريز فاستقدمه معاوية و ساله طلاق امراته (ام‏خالد) علي ان يعطيه خراج فارس خمس سنين فطلقها فکتب معاوية الي و اليه علي المدينة (الوليد بن عتبة) ان يعلم ام‏خالد بطلاقها. و بعد انقضاء العدة ارسل معاوية اباهريرة و معه ستون الفا، عشرون الف دينار مهرها و عشرون الف کرامتها و عشرون الف هديتها و في المدينة حکي القصة لابي‏محمد الحسن بن اميرالمؤمنين عليه ‏السلام فقال لابي‏هريرة اذکرني و قال له الحسين اذکرني لها و قال عبيدالله بن العباس بن عبدالمطلب اذکرني و قال عبدالله بن جعفر الطيار اذکرني و قال عبدالله بن الزبير اذکرني و قال عبدالله بن مطيع بن الاسود اذکرني و لما دخل عليها ابوهريرة حکي لها ما اراده معاوية ثم ذکر رغبة الجماعة فيها فقالت له اخترلي انت فاختار لها الحسن بن علي (ع) و زوجها منه و انصرف الي معاوية بالمال و لما بلغ معاوية القصة عتب علي ابي‏هريرة فرد عليه: المستشار مؤتمن.

هذا کل ما في عيبة المؤرخين الامناء علي تسجيل الحقايق کما وقعت و من المؤسف عدم تحفظهم عن الطعن بکرامة المسلمين و التأمل في هذه الاسطورة لا يعدوه الاذعان بان الغاية منها هو النيل من ابني رسول الله صلي الله عليه و آله الامامين علي الامة ان قاما و ان قعدا لعل من يبصر الاشياء علي علاتها من دون تمحيص و قد وجد من انطلت عليه هذه الاکذوبة فرمي ابامحمد الحسن (ع) بما تسيخ منه الجبال بالاعتذار عن کثرة الزوجات للحسن ان الطلاق بالثلاث شايع و لم يجدوا محللا صادقا بان يتزوج المراة علي الدوام ثم يطلقها الا الحسن (ع) و ما ادري بما يعتذر يوم يقول له «ابومحمد» (ع) علي اي استناد وثيق هتکتني و لم تتبصر؟!.

[56] الخطط للمقريزي ج 3 ص 284.

[57] الطبري ج 6 ص 267.

[58] الطبري ج 6 ص 188.