بازگشت

خاتمة حياته


عاني المؤلف رحمه الله من شظف العيش و قساوة الحياة شيئا كثيرا و سار في حياته سيرة فيها الاباء و الترفع و كان يربأ بها أن تتدني الي مالا يليق بها، و غرامه


بحضور الدرس و اداء مهمة التدريس و الاعتكاف شغله الشاغل فكان يرضي من عيشه بالبلغة: و كم رغب اليه المرحوم آية الله الزعيم الديني ابوالحسن الاصفهاني ان يحضر اليه فيكون (وكيلا) عنه في احدي هذه الحواضر الكبري من مدن العراق و حينئذ يكون رخاء الحياة ولكنه لا يرضيه ذلك العرض! و لا تزدهيه تلك (المهمة)، و كل ما في نفسه انه راض بقسمه تعالي قانع بما يتهيأ له من اسباب الحياة و يهمه ان يملأ نفسه من زاد العلم و يشبع مما في كنوزها من دقائق الذخائر بالجد و المثابرة المتواصلة نال المكانة المحترمة بين اهل الفضل...

كان يتحدث رحمه الله كثيرا عن مثل تلك (الرغبات) التي يريدها له اصحاب المراجع، كان يعلل رفضه، بان النفس لا يكبح جماحها اذا تهيأت لها غضارة العيش و رخاء الحياة و ربما تغمسه في اشياء اخري... هذه التعلات و امور اخري لم يفصح عنها - هي سبب الرفض و كان كتوما في مثل هذه الشؤون.!

اما صفاته الجسمية، فقد كان نحيفا في قامة معتدلة، و في اخريات ايامه حينما اصطلمت عليه العلل كان يغالب نفسه بان يكون معتدل القامة رافع الرأس، كان يرتاح ان يباشر شؤون اقامة (المجلس) في المناسبات العديدة للائمة الاطهار و لاصحابهم البررة. و ايمانه بهم و بكرامتهم عند الله كان كثيرا ما يتوسل اليهم في رفع البلوي و رفع الضر، و لم لا يفعل [1] ذلك؟ الم يكن الامام ابوالحسن علي الهادي يأمر اباهاشم الجعفري ان يطلب من رجل.. ان يدعو له عند مرقد سيدالشهداء!؟

كان رحمه الله مستوفز الاعصاب، تستثيره (البادرة) التي لا يرضاها و ينفعل لسماع ما لا تطمئن اليه النفس، رقيق القلب و وافر الدمعة لدي سماعه مصاب آل الرسول (عليهم السلام) هذه امور تضعف الركن الشديد، فكيف بعلل و شدائد صحية عديدة و لا تفارقه واحدة حتي تنتابه اخري و مع هذا كله يفزع اليهم (عليهم السلام) يتوسل اليهم بجاههم عنده تعالي ان يكشف العسر و يدفع الضر، و كان يعتقد اعتقادا جازما ان الله تعالي لم يمد في عمره الا


بسببهم و بحرمتهم حيث ان الواحدة من العلل التي تصيبه كفيلة بان تقضي عليه، و هكذا سار علي هذه الشاكلة حتي وافته المنية في 17 محرم عام 1391 في اليوم الموافق 1971/3/15 فله من الله الرضوان و جزيل المثوبة... و اطرف ما رثي به قول الاستاذ الشيخ احمد الوائلي مؤرخا عام الوفاة:



ايه عبدالرزاق يا الق الفكر

و روح الايمان و الاخلاق



ان قبرا حللت فيه لروض

سوف تبقي به ليوم التلاقي



فاذا ما بعثت حفت بك لاعم

ال بيضاء حلوة الاشراق



فحسان الاصول و الفقه و التاري

خ قلدن منك بالاعناق



و مدي الطف يوم سجلت فيه

لحسين و آله و الرفاق



صفحات من التبحر و التمحي

ص تزري بانفس الاعلاق



في حسين و سوف تلقي حسينا

و تري الحوض مترعا و الساقي



هذه عندك الشفيع و ما

عند الهي خير و ابقي البواقي



مستميحا عطاء ربك ارخ

(رحت عبدالرزاق للرزاق)



1391 ه


بيروت كمبيوتر برس - 313530



پاورقي

[1] مقتل الحسين - للمقرم ص 38 (هذه الطبعة):.