بازگشت

ولاؤه لاهل البيت


ليس اكبر ذخيرة من ان يحيا المرء، بل و يموت علي محبة اهل البيت (ع) و ليس انفس شي ء يحرزه المرء حين تصفر الأكف مما يملكه لنفسه من حيازة محبتهم و يضمن شفاعتهم و تكون مثوبته في الدار الاخري ان ينزل منارله و يكون (من المقربين) اليهم. و الناس كلهم ينشأون عل محبتهم و ولائهم، ولكن درجة تركز هذه الصفة تتباين لديهم، فواحد يرضي من نفسه ان يحضر مجالسهم و آخر لا يرضي الا ان يقيم لهم المجالس و آخر يرضي لنفسه ان يحضر او يرحل لزيارتهم في ضرائحهم و آخر ينشط لتهيأة الناس و ربما ينفق لتهيأة الزائرين لحضور (مشاهدهم عليهم السلام).

و سيدنا المترجم كان تزدهيه هذه الالوان من النشاط كلها... نشأ و تربي و وجد نفسه في بيت تكثر فيه (المناسبات) التي تعقد لآل البيت، هكذا كان يري جده (السيد حسين) يجتمع الناس عنده و يتذاكرون بل و يلقون من نتاجاتهم الادبية الشي ء الكثير، و وجد نفسه (رحمه الله) مفعمة بهذا الولاء فاستزاد منه، و اخذ يتحين (الفرض) لاقامة المجلس حتي لأولئك الذين شايعوهم و تابعوهم و علوا صهوات الاعواد او ماتوا في ديار الغربة و تجرعوا كؤوس الردي صابرين - و الشواهد كثيرة جدا، و كتابه المخطوط (نوادر الآثار) فيه تلك القصائد التي كان يلقيها الشعراء الذاهبين رحمهم الله في مناسبات افراحهم، و طريقة (الاحياء) عنده لا تكفي باقامة (المجالس) لهم بل الانصراف الي نشر آرائهم و بيان طرائقهم في السلوك و الحياة و قد مارس ذلك عن طريق (المحاضرات) التي يجمع عليها اهل المكاسب من اخوانه و اصحابه (في ايام رمضان) و هكذا كنت اري البيت يمتلي ء بهم و يتكرر (البحث) ليلة بعد ليلة و رمضانا بعد رمضان... اما (قلمه) و راحته و وقته فشواهدها هذه


(المؤلفات) التي خلفها، و نرجو منه تعالي ان يسدد الخطي لنشرها بين الناس و اجل مخطوطاته «المنقذ الاكبر - محمد (ص) و الامام الحسن» و قد مضي علي تأليفهما اكثر من ثلاثين عاما و كتابه «نقد التاريخ في مسائل ست» كان كثيرا ما يتحدث عنه.