بازگشت

كتاب مقتل الحسين


قال الشاعر:



انست رزيتكم رزايانا التي

سلفت و هونت الرزايا الاتية



انه يشير الي رزية كربلاء حيث هي الفاجعة العظمي و الكارثة الكبري التي نزلت بساحة آل المصطفي حيث الدواهي التي صاحبتها في سلسلة مسيرة آل بيت الوحي من المدينة الي العراق و الشام كانت تقرح القلب و تدمي الفؤاد، و قد كان الائمة الامجاد يستحثون شيعتهم بان لا يتناسوها و يعملوا كل شي ء في سبيل احياء ذكراها (احيوا امرنا، رحم الله من احيا امرنا) لذلك رافقتها فصول دخلت رواية الحادثة فيها و الطابع الحزين و المثير للعواطف و المستفز


لكوامن النفوس و دفائن الخواطر، و قلوب الشيعة تلتاع بالاسي و تعتلج فيها الخواطر الكئيبة المشحونة بالصور المفزعة و القلوب تحتدم غيظا علي كل من اتي بتلك الفعلة النكراء، و جاء ارباب التاريخ فسجلوا كل ما سمعوا و دونوا كل ما وصل الي سمعهم فدخلت في: (الفاجعة) اشياء و اشياء يأباها الذوق و لا تنسجم مع ما رواه الائمة عليهم السلام و لا يأتلف مع الحقيقة، هذا من جانبنا حيث اضفنا الكثير و الكثير الي احداث كربلاء و ما تبعها من احداث... و اما من جانب اعداء آل البيت فقد عمدت اقلامهم الي التحريف، و الي التمويه و الي ازواء الحقائق!. و علي هذه مرت الفاجعة و قطعت العصور و الازمان و هي الي القيامة باقية، ولكن لابد من ازاحة الستار عما خفي و استتر و لابد من رواية الصحيح من الاخبار، و ننسف كل ما لا يتفق مع اساس نهضة سيد الشهداء في صراعه الدامي للاطاحة بمن امات السنة واحيا البدعة.! الا يدفعك الاستغراب الي ان ناخذ الرواية عن (حميد بن مسلم) الذي يبدو رقيق القلب في ميدان المعركة و هو ممن رافق حمل رأس ابي عبدالله عليه السلام حيث يهدي الي كوفان و الي الشامات و ندع اخبار كربلاء و لا ناخذها من (اهلها) و ممن صبت عليهم بلاياها.

ثم من هو ابوالفرج؟ انه اموي في النزعة و النسب و المعتمد في اخباره علي زبيريين او امويين مناوئين لآل البيت عليهم السلام! و الطبري في كتابه المشهور، كل روايته عن (السدي) و مجاهد و غيرهما و اهل العلم يعرفون السدي من هو؟ ولكن اخبار كربلاء جاءت عنه! لهذا كله انبري المرحوم (المترجم له) في تحرير كتابه (مقتل الحسين).

حفل كتاب المقتل الاشارة الي الكثير من (المنقولات) التي لا تنهض علي اساس، و بالمقارنة و بالفحص ابطل تلك التي راحت تنقلها الافواه ازمانا و ازمانا!

و احتوي (المقتل) في هوامشه علي بحوث فقهية و لغوية و ادبية و تحقيقات عديدة لكثير من الفاظ روايات تتضارب علي السنة رواتها و يجد القاري ء فيضا من المصادر التي يستند اليها (المترجم له) في تحقيقاته و دراساته لرواية كربلاء! شخصيات عديدة في رواية كربلاء، رجال و نساء و صبية، فيها التباس،


بالاسماء و بالمسميات فازاح (المؤلف) كل ماران عليها، الا تدري بان المراد بام كلثوم هي العقيلة زينب! و هل تذهب بك الظنون الي ان ام البنين لم تكن علي قيد الحياة زمن (الماساة) و هذا الشعر الذي يرويه (الذاكرون) لا نصيب له من الصحة.



لا تدعوني ويك ام البنين

تذكريني بليوث العرين



و نحن نروي الخبر و نكون الي جانب مروان (الوزغ) فنظهره رقيق الحاشية دامع العين من حيث لا ندري؟! و ماذا تعرف عن ذابح الحسين (الشمر) نسبا و مزاجا، و عبيدالله الامير؟ يستنبط السيد احكاما شرعية من تصرفات الامام ابي عبدالله و اقواله في خطبه... كل هذا تجده في (مقتل الحسين) و تجد امورا اخري اجد نفسي لا اعرضها لك، ولكن نفسك ايها القاري ء تدفعك للوقوف عليها و استشراف مضامين الكتاب كما نستشرف مواضيعه الحبيبة اليك.