بازگشت

اسلوبه


ان اساليب الباحثين تعتمد علي الوضوح و الابانة و اقامة الدليل و سطوع الحجة، و اذا استقرأنا مؤلفات المغفور له، فبما ذا يظهر اسلوبه الكتابي؟

في اكبر الظن انك اذا تفحصت كتبه في مواضيعها المختلفة و التعليقات التي حررها للآخرين، او التي كتبها مقدمات لكتب علماء اجلاء، فلا شك انك ستجد سمة الوضوح و طابع الاشواق هي الاساس في التراكيب، و لا يبعد عن البال ان البحث الذي تتميز به كتبه، هي دراسة و فحص و مقارنة، و هذا يستدعي منه قراءة (النصوص) بوجوهها المختلفة مع نقد للقائلين و الرواة، و عرض لشخصياتهم و بعد هذا كله، اما ان يستقيم (النص) او يتهاوي، و علي هذا صدر كتابه (تنزيه المختار الثقفي) و كتابه الجليل (السيدة سكينة)


و كتابه المخطوط (نقد التاريخ في مسائل ست) و اسلوب الكتابة في عصره كان يعتمد السجع و الاحتفال بالزخرفة اللفظية و شحن التراكيب بما يثقل كاهل العبارة من رموز و اشارات و اشياء اخري يجفوها البيان العربي الحديث... هذه اشياء خلا منها اسلوبه، و اعتمد علي (الاستنباط) و الفهم الجيد، لذلك قامت مؤلفاته علي الاصالة في الفكرة و الاسترسال في سرد الحقائق و عرض المعاني، و تراه يستدرجك الي الرضا بالمسألة الخطيرة التي يثيرها، و قد حفل هذا الكتاب (مقتل الحسين) بمثل هذه الامور (و السيد) حين يستمر في البحث و الدراسة و الفحص و المقارنة يقول: و علي هذا نستفيد فقها ان... الخ.