بازگشت

مكانته العلمية


هذا الموضوع لا اجده يسمح لي في الحديث عن مكانة السيد العلمية و هو والدي، ولكن هذه المكانة العلمية اذا اراد ان يستشفها (القاري ء الكريم) فيكفيه ما ادرج في قائمة المؤلفات التي حررها قلمه، فالخطية منها و المطبوعة ما فيه غنية للباحث و نجعة للمرتاد، ناهيك عن تلك (الاجازات) العلمية التي منحها له (اكابر) العلماء و هي محفوظة الي جنب مخطوطاته لكن (السيد) لم يكن يتبجح بها و لا ادري ما اثرها في نفسه. اما المقدمات التي كتبها لكثير من


المؤلفات التي اخرجتها (المطابع) ثم تلك البحوث و التعليقات في كتاب (الدراسات) للسيد علي الشاهرودي رحمه الله و هي تقريرات سيدنا الخوئي و كذلك كتابه الآخر (المحاضرات في الفقه الجعفري) فهي تنم عن العقلية التي يتمتع بها (المترجم له) و الذهنية التي توفرت له، ثم الصبر الطويل في تقليب الصفحات للمراجع و المصادر العديدة و يغلب علي ظني انه اعان كثيرا من الباحثين المحدثين في النجف المعاصرين الذين اخرجوا شهيرات الكتب و ربما قدم لهم فصولا تامة، للكتب التي نشروها، كل ذلك خدمة للعلم و اهل العلم و اليك ما كتبه الشيخ محمد هادي الاميني نجل المرحوم الحجة الاميني [1] «لقد كان الحجة السيد المقرم بحرا متدفقا لا في الفقه و اصوله و انما تجده يخوض في الحديث و الادب و الفلسفة و الدراية و الحكمة الالهية، كعبة القاصد و ملاذ المحتاج، واسع الثقافة، وافر العلم، صريحا في جميع اقواله و اعماله... ان كتابا واحدا من كتبه يكفي ان يعطيك فكرة واضحة عن ثقافته الحية التي تتجلي فيها نفحات العبقرية، و هو مع هذا العلم الغزير و البحث الجم لا يزدهيه الفخر و لا يداخله الغرور لذلك كنت تجده دائما موطأ الجانب يلقي اليك بما عنده و كانه ياخذ منك...».


پاورقي

[1] مجلة العدل النجفية 17 / في 14 شعبان 1391 الموافق 1971/10/5.