بازگشت

شهادة عبدالله بن الأكدن و أخيه


و في بعض الروايات: لما قتل كثير من أصحاب الحسين عليه السلام نظر الي يمينه و يساره،


فاذا خرج من الخيمة عبدالله بن اكدن و اخوه الي الامام عليه السلام باكيان.

فقال الامام عليه السلام: مما بكاء كما؟ فاني ارجو الخير لكما من الله تعالي.

قالا: انا لا نبكي لأنفسنا، انما نبكي عليك، لقد بقيت فريدا وحيدا غريبا، و قد أحاط بك الأعداء، و انا لا تقدر علي دفعهم عنك.

فقال عليه السلام: جزاكم الله عني خيرا، فأنتما جيراني في الجنة.

فحملا علي القوم، و ارتجز احدهما بقوله:



اليوم قد طاب لنا طعاني

لا تجزعي يا نفس كل فان



غير اله واحد منان

ذي الجود و النعما رفيع الشان



و قال الآخر:



ان تنكروني فأنا ابن الأكدن

ديني علي دين الحسين و الحسن [1] .



و لا أبالي بالخطوب في الزمن

اذ رضي عني النبي المؤتمن



خير نبي صادق عالي السنن

محمد جد الحسين و الحسن



فقاتلا قتالا شديدا، و قتلا منهم ستمائة نفرا حتي استشهدا.

فلما استشهدا و قتلا نظر الامام الي اليمين و اليسار، و ما رأي من أصحابه الا قليلا، فنادي: يا مسلم بن عقيل، و يا هلال بن نافع، يا حر الرياحي، يا حبيب بن مظاهر، يا زهير بن القين، يا جابر بن عروة، و يا هاني بن عروة، يا فرسان الوغي، و يا أبطال الهيجاء، مالي اناديكم فلم تجيبوني، و ادعوكم فلم تسمعوني، صرعكم و الله ريب المنون، و أرزأكم الدهر الخؤون، انا لله و انا اليه راجعون، فأنشد بقوله:



قوم اذا نودوا لدفع ملمة

و القوم بين مدعس و مكردس



لبسوا القلوب علي الدروع و أقبلوا

يتهافتون علي ذهاب الأنفس






نصروا الحسين فيالهم من فتية

حازوا الجنان و البسوا من سندس



و في رواية: لما رأت زينب بنت علي عليها السلام لم يبق من أنصاره أحد الا القليل، قالت: يا عمر بن سعد، لعنك الله، أتريد أن تقتل الحسين؟! أهذا جزاء فاطمة الزهراء منك؟! يا ويلك! أما تخاف من غضب الجبار؟

لما سمع اللعين هذه الكلمات من بنت علي جرت دموعه و نكس رأسه، و لم يجبها. [2] .


پاورقي

[1] نسبه البلاذري في انساب الاشراف: 196 / 3 الي عبدالرحمن بن عبدالله بن الکدن، و فيه انه قال:



اني لمن ينکرني ابن الکدن

اني علي دين حسين و حسن‏



و قاتل حتي قتل.

[2] تذکرة الشهداء: 143 -142.