بازگشت

شهادة حبيب بن مظاهر الأسدي


قال: فحمل حصين بن تميم [1] و خرج اليه حبيب بن مظاهر، فضرب وجه فرسه بالسيف، فشب و وقع عنه، و حمله أصحابه، فاستنقذوه [2] و أخذ حبيب يقول:



أقسم لو كنا لكم أعدادا

أو شطركم وليتم الأكتادا



يا شر قوم حسبا و آدا [3] .

قال: و جعل يقول يومئذ:



أنا حبيب و أبي مظاهر [4] .

فارس هيجاء و حرب تسعر



أنتم أعد عدة و أكثر

و نحن أو في منكم و أصبر






و نحن أعلي حجة و أظهر

حقا و أتقي منكم و أعذر [5] .



و قاتل قتالا شديدا، فحمل عليه رجل من بني تميم فضربه بالسيف علي رأسه فقتله، و كان يقال له بديل بن صريم من بني عقفان، و حمل عليه آخر من بني تميم فطعنه فوقع. فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم علي رأسه بالسيف فوقع. [6] .

ثم ان حبيب بن مظاهر الأسدي - رضوان الله عليه - كان من أكابر أنصار الحسين عليه السلام، و من خواص أصحاب أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فهد مقتله الحسين عليه السلام، فقال: عند الله أحتسب نفسي، و حماة أصحابي. [7] .

و في مجالس المؤمنين نقل عن أبي داود أن حبيب كان من جملة السبعين الذين نصروا الحسين عليه السلام، و أنه من أكابر التابعين، و لم يزل بخدمة الحسين عليه السلام حتي قتل منهم خمس و ثلاثين - و في نقل اثنين و ستين - نفرا، و كان يقول الحبيب: أنت تذكار جدي و أبي. [8] [9] .

و قال محمد بن أبي طالب: فقتل اثنين و ستين رجلا، فقتله الحصين بن نمير، و علق رأسه في عنق فرسه. [10] .

و قيل في قاتله انه رجل يقال له بديل بن صريم، و أخذ رأسه فعلقه في عنق فرسه.


فلما دخل مكة رآه ابن حبيب [11] و هو غلام غير مراهق، فوثب اليه فقتله، و أخذ رأسه الشريف [12] ، و الله العالم.

و قال الكاشفي: ما ترجمته نقلا عن بعض التواريخ أن قاتله هو بديل بن صريم، قتله و جز رأسه، و جعله في مكان مستور، فلما وضعت الحرب أوزارها أخذه معه الي مكة المكرمة، و هذا الكلب - بديل - كان له في مكة المكرة صديق كان عدوا للحبيب، فلما دخل مكة كان ابن الحبيب واقفا، فسأله: هذا رأس من؟!

قال: هذا رأس حبيب بن مظاهر، قتلته في كربلاء، جئت به هيهنا لصديق لي كان عدوا للحبيب.

فأخذ الغلام حجرا فضربه علي جبينه، فوقع مخه، فأخذ الرأس الشريف و دفنه في القبور المعروف بمعلاة و مشهور برأس الحبيب [13] و الله العالم.

قلت: و استغراب صاحب الناسخ لا وجه له، لامكانه و عدم الليل علي امتناعه.


پاورقي

[1] حصين بن نمير / کذا في مثير الأحزان: 62.

[2] انظر مقتل الخوارزمي: 17 / 2 (و فيه بعد ذلک: فقال الحسين عليه ‏السلام لزهير بن القين و سعيد بن عبدالله: تقدما أمامي، فتقدما أمامه في نحو من نصف أصحابه حتي صلي بهم صلاة الخوف).

[3] راجع: مقتل الخوارزمي: 19 / 2 (و فيه بعد ذلک: و يا اشد معشر عنادا).

[4] مطهر / کذا في البداية و النهاية لابن کثير.

[5] راجع: الفتوح: 197 / 5 - مقتل الخوارزمي: 18 / 2 (مع اختلاف) - المناقب: 103 / 4 (اکثره) - مثير الأحزان: 62.

[6] الطبري: 334 / 4 عن ابي‏مخنف - راجع: انساب الاشراف: 194 / 3 - کامل ابن الأثير: 70 / 4 (ملخصا) - البداية: 183 / 8 - انظر مقتل الخوارزمي: 19 / 2.

[7] الطبري: 336 / 4 - راجع: کامل ابن اثير: 71 / 4 - مقتل الخوارزمي: 19 / 2 -البداية: 183 / 8.

[8] مجالس المؤمنين.

[9] و لنعم ما قيل بالفارسية عن لسانه:



خاک قدم دوست شدني است کسي را

آن عيشي که امروز مرا در قدم اوست.



- منه رحمه الله -.

[10] البحار: 27 / 45- راجع المناقب: 103 / 4.

[11] و هو قاسم بن الحبيب.

[12] راجع البحار: 27 - 26 / 45.

[13] روضة الشهداء.