مصرع جون موي أبي ذر الغفاري
ورد في المناقب: 103 / 4 انه جوين ابي مالك مولي ابي ذر، و جاء في ابصار العين: 105 انه كان جون منضما الي اهل البيت بعدابي ذر، فكان مع الحسين عليه السلام، ثم مع الحسين عليه السلام و صحبه في سفره من المدينة الي مكة ثم الي العراق.
قال السيد رحمه الله: ثم برز جون مولي أبي ذر - و كان عبدا أسود - فقال له الحسين عليه السلام: أنت في اذن مني، فانما تبعتنا طلبا للعافية، فلا تبتل بطريقنا.
فقال: يا ابن رسول الله، أنا في الرخاء ألحس قصاعكم، و في الشدة أخذ لكم؟! و الله ان ريحي لنتن، و ان حسبي للئيم، و لوني لأسود، فتنفس علي بالجنة، فتطيب ريحي، و يشرف حسبي، و يبيض وجهي، لا و الله و لا أفارقكم حتي يختلط هذه الدم الأسود [1] مع دمائكم.
ثم قاتل رضوان الله عليه حتي قتل. [2] .
و عن محمد بن ابي طالب: ثم برز للقتال و هو ينشد و يقول:
كيف يري الكفار ضرب الأسود
بالسيف ضربا عن بني محمد
أذب عنهم باللسان واليد
أرجو به الجنة يوم المورد
ثم قاتل حتي قتل، فوقف عليه الحسين عليه السلام و قال: اللهم بيض وجهه، و طيب ريحه، و احشره مع الأبرار، و عرف بينه و بين محمد و آل محمد.
و روي عن الباقر عليه السلام عن علي بن الحسين عليه السلام: «أن الناس كانوا يحضرون المعركة، و يدفنون القتلي، فوجدوا جونا بعد عشرة أيام يفوح منه رائحة المسك» - رضوان الله عليه -.
و قال صاحب المناقب: كان رجزه هكذا:
كيف يري الفجار ضرب الأسود
بالمشرفي القاطع المهند
بالسيف صلتا عن بني محمد
أذب عنهم باللسان واليد [3] .
أرجو بذلك الفوز عند المورد
من الاله الأحد الموحد
اذ لا شفيع عنده كأحمد [4] .
پاورقي
[1] أي دم هذا الأسود.
[2] اللهوف: 45 - عنه البحار: 22 / 45- راجع: مثير الأحزان: 63.
[3] راجع المناقب: 103 / 4. (و فيه انه قتل خمسا و عشرين رجلا).
[4] البحار: 22 / 45- راجع: مقتل الخوارزمي: 19 / 2 (مع اختلاف يسير).