بازگشت

وجه تقديم الاصحاب علي بني هاشم في الحرب


ان قلت: ما وجه تقديم أصحابه عليه السلام في الحرب علي بني هاشم؟

قلت: أولا: لأجل تحصيل كثرة الأجر، و الصبر علي ما يري من قتل الأحبة.

و ثانيا: ان كل واحد من الأصحاب بتقدمه و تحمله القتل كان يوجب استمرار حياة الامام عليه الصلاة و السلام، ضرورة أن حفظ وجود الامام أهم من وجود غيره كائنا من كان، و كذلك فتيان بني هاشم، اذا ما كان غرضهم دفع البلاء و القتل عن انفسهم، بل الغرض حفظ وجود الامام عليه السلام، و لكن الأصحاب، ما كانوا يرضون بتقديم بني هاشم عليهم.

و ثالثا: ان الامام لا يترك دعوتهم الي الحق الي آخر النفس، كيف و لو أقدم بنفسه الشريفة أولا فوت تلك الدعوة التي هي من وظائفه عليه السلام كما ظهر أن سر التأخير هو اهتداء جماعة، منهم ثلاثون نفرا ليلة عاشوراء.

و رابعا: تأخيره و رؤيته فتيان بني هاشم كان عظيما، و يصير مصائبه أكثر و أعظم


بكثير، قال الله تعالي: (و لنبلونكم بشي ء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين، الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله و انا اليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون) [1] فكيف اذا رأي المصائب بقتل الأنصار و الأولاد و بني الأعمام و بني الأخوات، فلو قدم نفسه المقدسة لفاته تلك الأجور الكثيرة، و هذا واضح لمن كان له قلب أو القي السمع و هو شهيد.

و أما عقلا: فلأن حفظ الامام أهم من غيره، فبتقدم النفوس الشريفة يتأخر حياة الامام عليه السلام، فيترتب علي تقدم غيره عليه السلام يحفظ و لو قليلا حياة الامام، فيجب عقلا التقدم و لا عكس، لأن يفدي الامام نفسه المقدسة حفظا للرعية، فكان تفويت ما هو الأهم حفظا للمهم، و هو لا يجوز لدي العقل.


پاورقي

[1] البقرة: 157 - 155.