بازگشت

في ما صدر من المعجزات في هذا اليوم


قال زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام: قال الحسين عليه السلام: لأصحابه: قوموا فاشربوا من الماء يكن آخر زادكم، و توضئوا و اغتسلوا، و اغسلوا ثيابكم لتكون أكفانكم، ثم صلي بهم الفجر، و عبأهم تعبية الحرب، و أمر بحفيرته التي حول عسكره، فأضرمت بالنار، ليقاتل القوم من وجه واحد.

و أقبل رجل من عسكر عمر بن سعد علي فرس له يقال له ابن أبي جويرية المزني، فلما نظر الي النار تتقد صفق يده و نادي: يا حسين و أصحاب الحسين، أبشروا بالنار، فقد تعجلتموها في الدنيا.

فقال الحسين عليه السلام: من الرجل؟

فقيل: ابن أبي جويرية المزني.

فقال الحسين عليه السلام: اللهم أذقه عذاب النار في الدنيا.

فنفر به فرسه، و ألقاه في تلك النار، فاحترق. [1] .


ثم برز من عسكر عمر بن سعد رجل آخر يقال له تميم بن حصين الفزاري، فنادي: يا حسين و يا أصحاب الحسين، أما ترون الي ماء الفرات يلوح كأنه بطون


الحيات (الحيتان)، و الله لا ذقتم منه قطرة حتي تذوقوا الموت جزعا.

فقال الحسين عليه السلام: من الرجل؟

فقيل: تميم بن حصين.

فقال الحسين: هذا و أبوه من أهل النار، اللهم اقتل هذا عطشا في هذا اليوم.

قال: فحنفة العطش حتي سقط عن فرسه، فوطئته الخيل بسناكبها، فمات. [2] .

ثم أقبل آخر من عسكر عمر بن سعد يقال له محمد بن أشعث بن قيس الكندي: فقال يا حسين بن فاطمة، أية حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك؟!

قال الحسين عليه السلام هذه الآية: (ان الله اصطفي آدم و نوحا و آل ابراهيم و آل عمران علي العالمين ذرية...) الآية [3] .

ثم قال: و الله ان محمدا لمن آل ابراهيم، و ان العترة الهادية لمن آل محمد، من الرجل؟!

فقيل: محمد بن أشعث بن قيس الكندي.

فرفع الحسين عليه السلام رأسه الي السماء فقال: اللهم أر محمد بن الأشعث ذلا في هذا اليوم لا تعزه بعد هذا اليوم أبدا.

فعرض له عارض، فخرج من العسكر يتبرز، فسلط الله عليه عقربا فلدغه، فمات بادي العورة. [4] .

قال الطبسي: فواعجبا من عدم السعادة و الشقاء و سوء العاقبة، هذه معاجز ثلاث بمسمع و مرأي منهم و هم لا ينتبهون، اللهم عذبهم عذابا اليما فوق العذاب، و أذقهم شدة فوق شدة.

و في رواية ابن نما: و جاء رجل فقال: أين الحسين؟


فقال: ها أنا ذا.

قال: أبشر بالنار، تردها الساعة!

و في رواية ابن نما قال: و جاء رجل، فقال: أين الحسين؟

فقال: ها أنا ذا.

قال: أبشر بالنار، تردها الساعة!

قال: أبشر برب رحيم، و شفيع مطاع، من أنت؟

قال: أنا محمد بن الأشعث.

قال اللهم ان كان عبدك كاذبا فخذه الي النار، و اجعله اليوم آية لأصحابه. فما هو الا أن ثني عنان فرسه، فرمي به، و ثبتت رجله في الركاب، فضربه حتي قطعه، و وقعت مذاكيره في الأرض، فو الله لقد عجبت من سرعة دعائه عليه السلام. [5] .

قال: ثم جاء آخر فقال: أين الحسين؟

فقال: ها أنا ذا.

قال: أبشر بالنار!.

قال: أبشر برب رحيم، و شفيع مطاع، من أنت؟

قال: أنا شمر بن ذي الجوشن.

قال الحسين عليه السلام: الله أكبر، قال رسول الله صلي الله عليه و آله: رأيت كأن كلبا أبقع يلغ [في]دماء أهل بيتي. [6] .



پاورقي

[1] و نحوها قضية عبدالله بن حوزة، قال الطبري: قال ابومخنف: فحدثني حسين ابوجعفر قال: ثم ان رجلا من بني‏تميم يقال له: «عبدالله بن حوزة» جاء حتي وقف امام الحسين فقال: يا حسين، يا حسين! فقال الحسين عليه ‏السلام: ما تشاء؟ قال: أبشر بالنار! قال: کلا، اني أقدم علي رب رحيم و شفيع مطاع، من هذا؟! قال له أصحابه: هذا ابن حوزة، قال: رب، حزه الي النار، قال: فاضطرب به فرسه في جدول، فوقع فيه وتعلقت رجله بالرکاب، و وقع رأسه في الأرض، و نفر الفرس، فأخذه يمر به فيضرب برأسه کل حجر و کل شجرة حتي مات. (تاريخ الطبري: الوري: 244 - البداية: 181 / 8 - مجمع الزوائد: 193 / 9).

قال ابومخنف: و أما سويد بن حية فزعم لي أن عبدالله بن حوزة حين وقع فرسه بقيت رجله اليسري في رکاب، و ارتفعت اليمني، فطارت به فرسه يضرب رأسه کل حجر و أصل شجرة حتي مات. (تاريخ الطبري: 328 / 4).

و فيه أيضا: قال ابومخنف: عن عطاء بن السائب، عن عبدالجبار بن وائل الحضرمي، عن أخيه مسروق بن وائل قال: کنت في أوائل الخيل ممن سار الي الحسين، فقلت: أکون في أوائلها لعلي أصيب رأس الحسين! فأصيب به منزلة عند عبيدالله بن زياد! قال: فلما انتهينا الي حسين تقدم رجل من القوم يقال له ابن حوزة فقال: أفيکم حسين؟! قال: فسکت حسين، فقال ثانية فأسکت حتي اذا کانت الثالثة، قال: قولوا له: نعم، هذا حسين، فما حاجتک؟1 قال: يا حسين، ابشر بالنار، قال: کذبت، بل أقدم علي رب غفور و شفيع مطاع، فمن أنت؟ قال: ابن حوزة، قال: فرفع الحسين يديه حتي رأينا بياض ابطيه من فوق الثياب، ثم قال: اللهم حزه الي النار، قال: فغضب ابن حوزة فذهب ليقحم اليه الفرس و بينه و بينه نهر، قال: فعلقت قدمه بالرکاب، و جالت به الفرس، فسقط عنها، قال: فانقطعت قدمه و ساقه و فخذه و بقي جانبه الآخر متعلقا بالرکاب، قال: فرجع مسروق و ترک الخيل من ورائه، قال: فسألته، فقال: لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا لا أقاتلهم أبدا، قال: و نشب القتال (تاريخ الطبري: 328 / 4- راجع کامل ابن اثير: 66 / 4)، و جاء في الفتوح مثله في حق مالک بن حوزة، و الظاهر أنه غير عبدالله بن حوزة، و فيه: و أقبل رجل من معسکر عمر بن سعد يقال له مالک بن حوزة علي فرس له حتي وقف عند الخندق و جعل ينادي: أبشر يا حسين، فقد تلفحک النار في الدنيا قبل الآخرة!، فقال له الحسين: اللهم حزه الي النار، و أذقه حرها في الدنيا قبل مصيره الي الآخرة، قال: فلم يکن بأسرع أن شبت به الفرس فألقطه في النار، فاحترق، قال: فخر الحسين لله ساجدا مطيعا، ثم رفع رأسه و قال: يا لها من دعوة ما کان أسرع اجابتها، قال: ثم رفع الحسين صوته و نادي اللهم، انا أهل نبيک و ذريته و قرابته، فاقصم من ظلمنا و غصبنا حقنا، انک سميع مجيب. (الفتوح: 173 / 5، و نحوه في مقتل الخوارزمي: 248 / 1).

[2] امالي الصدوق: 157؛ روضة الواعظين: 185.

[3] آل عمران: 32 -31، و تتمة الآية «... بعضها من بعض، و الله سميع عليم».

[4] أمالي الصدوق: 157، مجلس 3، حديث رقم 1.

[5] مثير الأحزان: 64- عنه البحار: 31 / 45 - انظر: انساب الاشراف: 193 / 3- تذکرة الخواص: 251.

[6] مثير الأحزان: 64-عنه: البحار: 31 / 45- راجع انساب الاشراف: 193 / 3 (و ذکر في مثير الأحزان بعد ذلک رواية الحسين عليه ‏السلام و تمثيله للشمر بالکلب الا بقع بقوله: و قال الحسين عليه ‏السلام: رأيت کأن کلابا تنهشني و کان فيها کلبا ابقع کان اشدهم علي و هو أنت، و کان ابرص) انظر الفتوح: 181 / 5 (، و قال بعد ذلک: و نقلت عن الترمذي: قيل للصادق عليه ‏السلام: کم تتأخر الرؤيا؟ فذکر منام رسول‏ الله صلي الله عليه و آله فکان التأويل بعد ستين سنة) عنه: البحار: 31 / 54.