بازگشت

صبيحة عاشوراء و ترتيب الصفوف


قال المفيد: و أصبح الحسين عليه السلام فعأ بأصحابه بعد صلاة الغداة، و كان معه اثنان و ثلاثون فارسا و أربعون راجلا، [1] .

فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه، و حبيب بن مظاهر في ميسرة أصحابه، و أعطي رايته العباس أخاه، [2] .

و جعلوا البيوت في ظهورهم، و أمر بحطب و قصب كان من وراء البيوت أن يترك في خندق كان قد حفر هناك، و أن يحرق بالنار مخافة أن يأتوهم من ورائهم. [3] .

و أصبح عمر بن سعد في ذلك اليوم - و هو يوم الجمعة، و قيل يوم السبت - فعبأ أصحابه، و خرج فيمن معه من الناس نحو الحسين عليه السلام، و كان علي ميمنته عمرو بن الحجاج، و علي ميسرته شمر بن ذي الجوشن، و علي الخيل عروة بن قيس [4] .

و علي الرجالة شبث بن ربعي، و أعطي الراية دريدا [5] مولاه. [6] .


فروي عن علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام أنه قال: لما أصبحت الخيل تقبل علي الحسين عليه السلام رفع يديه و قال: «اللهم أنت ثقتي في كل كرب، و أنت رجائي في كل شدة، و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة و عدة، كم من هم يضعف عنه الفؤاد، و تقل فيه الحيلة، و يخذل فيه الصديق، و يشمت فيه العدو، أنزلته بك و شكوته اليك، رغبة مني اليك عمن سواك، ففرجته عني و كشفته، فأنت ولي كل نعمة، و صاحب كل حسنة، و منتهي كل رغبة». [7] .

قال عليه السلام: و أقبل القوم يجولون حول بيوت الحسين فيرون الخندق في ظهورهم و النار تضطرم في الحطب و القصب الذي كان ألقي فيه، فنادي شمر بن ذي الجوشن، بأعلي صوته: يا حسين! أتعجلت بالنار قبل يوم القيامة؟!

فقال الحسين عليه السلام: من هذا؟ كأنه شمر بن ذي الجوشن.

فقالوا نعم.

فقال له: يا ابن راعية المعزي، أنت أولي بها صليا.

و رام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم، فمنعه الحسين عليه السلام من ذلك، فقال له: دعني حتي أرميه، فانه الفاسق من أعداء الله و عظماء الجبارين، و قد أمكن الله منه.

فقال له الحسين عليه السلام: لا ترمه، فاني أكره أن أبدأهم. [8] .



پاورقي

[1] نقل السيد بن طاووس في اللهوف: 42 عن الامام الباقر عليه ‏السلام انهم کانوا خمسة و أربعين فارسا و مائة راجل، و قال ابن نما في مثير الأحزان: 54 و سبط ابن الجوزي في التذکرة: 251، و ذکره المجلسي رحمه الله، و نقل عن محمد بن ابي‏طالب في رواية اخري انهم کانوا اثنان و ثمانين راجلا، و اضاف سبط ابن الجوزي بان: قال قوم کانوا سبعين فارسا، و قيل ثلاثون فارسا، و قال الأول اصح. و في مقتل الخوارزمي: 4 / 2 عن رواية: اثنان و ثمانون راجلا).

[2] انظر انساب الاشراف: 186 / 3 - المناقب: 99 / 4 - تذکرة الخواص: 251.

[3] انظر تجارب الامم: 69 / 2 - المناقب: 99 / 4- و کشف الغمة: 50 / 2 - تذکرة الخواص: 251 - مقتل الخوارزمي: 4 / 2.

[4] عزرة بن قيس الاحمسي / انساب الاشراف - الطبري.

[5] ذويدا / الطبري - لوردان مولاه / ابن کثير.

[6] نقل الطبري في التاريخ: 320 / 4 انه کان علي ربع أهل المدينة يومئذ عبدالله بن زهير بن سليم الازدي، و علي ربع مذحج و أسد عبدالرحمن بن ابي سبرة الحنفي، و علي ربع ربيعة و کندة قيس بن الأشعث بن قيس، و علي ربع تميم و همدان الحر بن يزيد الرياحي، راجع: الکامل: 60 / 4- مثير الأحزان: 53- البداية: 178 /8.

[7] الطبري: 321 / 4 - الکامل: 60 / 4 - اعلام الوري: 241- اشار اليه: البداية: 178 / 8.

[8] الارشاد: 216- راجع انساب الاشراف: 187 / 3- الطبري: 321 / 4- اعلام الوري: 240 - انظر الکامل: 61 / 4 - تذکرة الخواص: 251.