طلب الحسين من أخيه العباس اتيان الماء
روي المحقق المجلسي رحمه الله عن محمد بن أبي طالب [قال] : فلما اشتد العطش بالحسين دعا بأخيه العباس، فضم اليه ثلاثين فارسا و عشرين [1] ، راكبا [2] .
و بعث معه عشرين قربة، فأقبلوا في جوف الليل حتي دنوا من الفرات. فقال عمرو بن الحجاج: من أنتم؟
فقال رجل من أصحاب الحسين عليه السلام يقال له هلال بن نافع البجلي: ابن عم لك، جئت أشرب من هذا لماء.
فقال عمرو: اشرب هنيئا.
فقال هلال: ويحك!، تأمرني أن أشرب و الحسين بن علي و من معه يموتون عطشا؟ فقال عمرو: صدقت! و لكن أمرنا بأمر لابد أن ننتهي اليه.
فصاح هلال بأصحابه فدخلوا الفرات، و صاح عمر بالناس و اقتتلوا قتالا
شديدا، فكان قوم يقاتلون و قوم يملئون حتي ملئوها، و لم يقتل من أصحاب الحسين أحد.
ثم رجع القوم الي معسكرهم، فشرب الحسين و من كان معه، و لذلك سمي العباس عليه السلام السقاء. [3] .
قال ابو عبدالله عليه السلام: لما منع الحسين و أصحابه عن الماء نادي فيهم من كان ظمآنا فليجي ء.
فأتاه رجل رجل من أصحابه، و يجعل ابهامه في راحة واحد منهم، فلم يزل يشرب الرجل بعد الرجل حتي ارتوا.
فقال بعضهم لبعض: و الله لقد شربنا شرابا ما شربه أحد من العالمين. [4] .
پاورقي
[1] عشرين راجلا / الفتوح و الخوارزمي.
[2] اشار اليه: تذکرة الخواص: 248 - الکامل: 54 / 4.
[3] البحار: 388 / 44، راجع مقتل الخوارزمي: 244 / 1- انظر: انساب الاشراف: 181 / 3 - الفتوح: 164 / 5- تاريخ الطبري: 312 / 4.
[4] انظر: نوادر المعجزات: 111.