بازگشت

دعوة حبيب بن مظاهر عشيرته لنصرة الحسين


لما رأي حبيب توفر جند الشيطان و قلة عسكر الحسين عليه السلام، استأذن منه سلام الله عليه أن يدعو قوم بني اسد لنصرته، فجاء اليهم ليدعوهم، ذكره ذلك محمد بن ابي طالب.

فقال للحسين عليه السلام: يا ابن رسول الله، هاهنا حي من بني أسد بالقرب منا، أتأذن لي في المصير اليهم، فأدعوهم الي نصرتك، فعسي الله أن يدفع بهم عنك.

قال: قد أذنت لك.

فخرج حبيب اليهم في جوف الليل متنكرا حتي أتي اليهم، فعرفوه أنه من بني أسد، فقالوا: ما حاجتك؟!


فقال: [1] .

اني قد أتيتكم بخير ما أتي به وافد الي قوم، أتيتكم أدعوكم الي نصر ابن بنت نبيكم، [2] .

فانه في عصابة من المؤمنين، الرجل منهم خير من ألف رجل، لن يخذلوه و لن يسلموه، أبدا، و هذا عمر بن سعد قد أحاط به، [3] .

و أنتم قومي و عشيرتي، و قد أتيتكم بهذه النصيحة، فأطيعوني اليوم في نصرته تنالوا بها شرف الدنيا و الآخرة، فاني أقسم بالله لا يقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابرا محتسبا الا كان رفيقا لمحمد صلي الله عليه و آله في عليين.

قال: فوثب اليه رجل من بني أسد يقال له عبدالله بن بشر [4] . رضوان الله عليه - فقال: أنا أول من يجيب الي هذه الدعوة، ثم جعل يرتجز و يقول:



قد علم القول اذا تواكلوا [5] .

و أحجم الفرسان اذ تناقلوا [6] .



أني شجاع بطل مقاتل

كأنني ليث عرين باسل



ثم تبادر رجال الحي حتي التأم منهم تسعون [7] ، رجلا، فأقبلوا يريدون الحسين عليه السلام و خرج رجل [8] .

في ذلك الوقت من الحي حتي صار الي عمر بن سعد، فأخبره بالحال، فدعا ابن سعد برجل من أصحابه يقال له الأزرق [9] .

فضم اليه أربعمائة فارس، و وجه نحو حتي بني أسد، فبينما أولئك القوم قد أقبلوا يريدون عسكر الحسين عليه السلام في جوف


الليل اذا استقبلهم خيل ابن سعد علي شاطي الفرات، و بينهم و بين عسكر الحسين اليسير، فناوش القوم بعضهم بعضا، و اقتتلوا قتالا شديدا، و صاح حبيب بن مظاهر بالأزرق: ويلك مالك و ما لنا، انصرف عنا و دعنا يشفي بنا غيرك. فأبي الأزرق أن يرجع، و علمت بنوأسد أنه لا طاقة لهم بالقوم: فانهزموا راجعين الي حيهم.

ثم انهم ارتحلوا في جوف الليل خوفا من ابن سعد أن يبيتهم، و رجع حبيب بن مظاهر الي الحسين عليه السلام، فخبره بذلك، فقال عليه السلام: لا حول و لا قوة الا بالله. [10] .


پاورقي

[1] أنا ادعوکم الي شرف الآخرة و فضلها و جسيم ثوابها / انساب الاشراف.

[2] فقد اصبح مظلوما، دعاه أهل الکوفة لينصروه، فلما أتاهم خذلوه، و عدو عليه ليقتلوه / المصدر.

[3] في اثنين و عشرين ألفا / الفتوح: الخوارزمي.

[4] بشر بن عبدالله / الفتوح.

[5] تناکلوا / الخوارزمي.

[6] تناصلوا / الفتوح.

[7] سبعون فارسا / انساب الاشراف.

[8] يقال له جبلة بن عمرو / انساب الاشراف.

[9] الازرق بن حرب الصداوي کما في الفتوح، او بن الحرث کما في انساب الاشراف، او ابن الحرث الصدائي کما في الخوارزمي.

[10] البحار: 386 / 44، راجع: انساب الاشراف: 180 / 3 - الفتوح: 159 / 5- مقتل الخوارزمي: 244 / 1.