بازگشت

امر الحسين أصحابه بالاستقاء و الرحيل


قال الشيخ مفيد رحمه الله: و لما كان في آخر الليل أمر فتيانه بالاستقاء من الماء، ثم أمر بالرحيل فارتحل من قصر بني مقاتل.

فقال عقبة بن سمعان: فسرنا معه ساعة، فخفق، و هو علي ظهر فرسه خفقة، ثم انتبه و هو يقول: انا لله و انا اليه راجعون، و الحمد لله رب العالمين، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا، فأقبل اليه ابنه علي.. [1] .

قلت: قد مر سابقا مثله، راجع الباقي هناك. [2] [3] .



پاورقي

[1] الارشاد: 209 - راجع تاريخ الطبري: 308 / 4 - الکامل في التاريخ: 51 / 4 - مقاتل الطالبيين: 111 - انساب الاشراف: 175 / 3- مثير الأحزان: 47، ذکره البحار: 379 / 44 عن الارشاد.

[2] ذکره المؤلف رحمه الله عن اللهوف: 29 حين نزوله عليه ‏السلام بثعلبية، و أشرنا الي ما روي مثله في مقتل الخوارزمي: 226 / 1- المناقب: 95 / 4 - مثير الأحزلان: 44، راجع ص 434 من الکتاب.

[3] رسالة الحسين الي اشراف الکوفة.

روي ابن الاعثم في الفتوح: 143 / 5 بعد ذکر نزوله عليه ‏السلام بموضع قبل نزوله بکربلاء، انه دعا بداوة و بياض، و کتب الي اشراف الکوفة ممن کان يظن أنه علي رأيه:

«بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي الي سليمان بن صرد و المسيب بن نجبة و رفاعة بن شداد و عبدالله بن وأل و جماعة المؤمنين، أما بعد، فقد علمتم أن رسول‏ الله صلي الله عليه و آله قد قال في حياته: «من رأي سلطانا جائرا، مستحلا لحرام أو تارکا لعهد الله، مخالفا لسنة رسول‏ الله صلي الله عليه و آله، فعمل في عباد الله بالاثم و العدوان، ثم لم يغير عليه بقول و لا فعل، کان حقا علي الله أن يدخله مدخله»، و قد علمتم أن هؤلاء لزموا طاعة الشيطان، و تولوا عن طاعة الرحمن، و أظهروا الفساد، و عطلوا الحدود، و استأثروا بالفي‏ء، و أحلوا حرام الله، و حرموا حلاله، و أنا أحق من غيري بهذا الأمر، لقرابتي من رسول‏ الله صلي الله عليه و آله، و قد أتتني کتبکم، و قدمت علي رسلکم ببيعتکم، أنکم لا تخذلوني، فان وفيتم لي ببيعتکم فقد استوفيتم حقکم و حظکم و رشدکم، و نفسي مع أنفسکم و أهلي و ولدي مع أهليکم و أولادکم، فلکم في أسوة، و ان لم تفعلوا و نقضتم عهدکم و مواثيقکم و خلعتم بيعتکم، فلعمري ما هي منکم بنکر، لقد فعلتموها بأبي و أخي و ابن عمي، هل المغرور من اغتربکم، و انما حقکم أخطأتم، و نصيبکم ضيعتم، و من نکث فانما ينکث علي نفسه، و سيغني الله عنکم، و السلام».

ثم طوي الکتاب و ختمه، و دفعه الي قيس بن مسهر الصيداوي، و أمره ان يسير الي الکوفة، فمضي.. ثم ان ابن اعثم أورد ما وقع بعد ذلک مفصلا الي وقوع شهادته، انه لما بلغ ذلک الحسين عليه ‏السلام استعبر باکيا، ثم قال: «اللهم اجعل لنا و لشيعتنا عندک منزلا کريما، و اجمع بيننا و بينهم في مستقر رحمتک، انک علي کل شي‏ء قدير...»

راجع البحار: 381 / 44- و ذکره الخوارزمي في المقتل: 234 / 1 مع اختلاف يسير.