بازگشت

قيس بن مسهر رسول الحسين


و لما بلغ الحسين الحاجز من بطن الرمة بعث قيس بن مسهر الصيداوي [1] .

- و يقال


انه بعث أخاه من الرضاعة عبدالله بن يقطر [2] . الي الكوفة، و لم يكن عليه السلام علم بخبر مسلم بن عقيل رحمه الله [3] .

و كتب معه اليهم:

«بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي الي اخوانه من المؤمنين و المسلمين. سلام عليكم، فاني أحمد اليكم الله الذي لا اله الا هو، أما بعد، فان كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم و اجتماع ملأكم علي نصرنا، و الطلب بحقنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنيع، و أن يثيبكم علي ذلك أعظم الأجر، و قد شخصت اليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فاذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في أمركم وجدوا، فاني قادم عيلكم في أيامي هذه، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.» [4] .

و كان مسلم كتب اليه قبل أن يقتل بسبع و عشرين ليلة، و كتب اليه أهل الكوفة ان لك هاهنا مائة ألف سيف، [5] .

و لا تتأخر!!

فأقبل قيسب بن مسهر الي الكوفة بكتاب الحسين عليه السلام، حتي اذا انتهي القادسية أخذه الحصين بن نمير، فبعث به الي عبيدالله بن زياد.

فقال له عبيدالله بن زياد: اصعد فسب الكذاب الحسين بن علي.

فصعد قيس، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: أيها الناس، ان هذا الحسين بن علي خير خلق الله، ابن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله، و أنا رسوله اليكم، فأجيبوه. ثم لعن عبيدالله بن زياد و أباه، و استغفر لعلي بن أبي طالب عليه السلام و صلي عليه.

فأمر عبيدالله أن يرمي به من فوق القصر، فرموا به فتقطع رضوان الله تعالي عليه. [6] .


و روي أنه وقع الي الأرض مكتوفا، فتكسرت عظامه، و بقي به رمق، فجاء رجل يقال له عبدالملك بن عمير اللخمي فذبحه، فقيل له في ذلك و عيب عليه، فقال أردت أن أريحه!!! [7] .

و عن السيد بنحو آخر، و هو انه لما قارب دخول الكوفة اعترضه الحصين بن نمير - صاحب عبيدالله بن زياد - ليفتشه، فأخرج قيس الكتاب و مزقه، فحمله الحصين الي عبيدالله بن زياد، فلما مثل بين يديه قال له: من أنت؟

قال: أنا رجل من شيعة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و ابنه.

قال: فلماذا خرقت الكتاب؟

قال: لئلا تعلم ما فيه؟

قال: و ممن الكتاب؟ و الي من؟

قال: من الحسين عليه السلام الي جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم.

فغضب ابن زياد و قال: و الله لا تفارقني حتي تخبرني بأسماء هؤلاء القوم، أو تصعد المنبر و تلعن الحسين بن علي و أباه و أخاه، و الا قطعتك اربا اربا.

فقال قيس: أما القوم فلا أخبرك بأسمائهم، و أما لعن الحسين و أبيه و أخيه فأفعل.

فصعد المنبر، و حمد الله و أثني عليه، و صلي علي المنبر صلي الله عليه و آله، و أكثر من الترحم علي علي و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم، ثم لعن عبيدالله بن زياد و أباه، و لعن عتاة بني أمية عن آخرهم، ثم قال: أيها الناس، أنا رسول الحسين اليكم، و قد خلفته بموضع كذا، [8] .

فأجيبوه.


فأخبر ابن زياد، فأمر بالقاءه من أعالي القصر، فألقي من هناك فمات، فبلغ الحسين عليه السلام موته فاستعبر بالبكاء، ثم قال: اللهم اجعل لنا و لشيعتنا منزلا كريما، و اجمع بيننا و بينهم في مستقر من رحمتك، انك علي كل شي ء قدير. [9] .


پاورقي

[1] کما عليه انساب الاشراف: 166 / 3- مثير الأحزان: 42- اللهوف: 31- تاريخ الطبري: 297 / 4 - الرد علي المتعصب العنيد: 36- کامل ابن الاثير: 41 / 4.

[2] کما عليه مقتل الخوارزمي: 229 / 1.

[3] و لکن يظهر من الفتوح 110 / 5 انه علم بشهادته قبل خروجه من مکة.

[4] راجع مثير الأحزان: 42، انساب الاشراف: 167 / 3 - البداية و النهاية: 168 / 8.

[5] راجع تاريخ الطبري: 294 / 4- الرد علي المتعصب العنيد: 35.

[6] الارشاد: 203 -202- ذکره البحار: 369 / 44 عنه، راجع انساب الاشراف: 167 / 3- مثير الأحزان: 43- تاريخ الطبري: 297 / 4 - و أشار اليه کامل ابن الاثير: 41 / 4- الرد علي المتعصب العنيد: 36.

[7] الارشاد: 203 (ذکره البحار: 369 / 44 عنه)، و لکن روي ذلک البلاذري في انساب الاشراف: 169 / 3 و الطبري في تاريخه 300 / 4 (عن ابي‏مخنف)، و الخوارزمي في مقتله:) 229 / 1، و ابن الاثير في کامله: 42 / 4 في حق عبدالله بن يقطر.

[8] بالحاجر، قاله ابن الجوزي في کتابه الرد علي المتعصب العنيد: 36.

[9] اللهوف: 31 عنه البحار: 370 / 44، راجع: مثير الأحزان: 43 و 44 - تذکرة الخواص: 245 - المناقب: 95 / 44- الفتوح: 147 / 5.