بازگشت

سحب مسلم و هاني في الأسواق و ارسال رأسهما الي يزيد


و في منتخب الطريحي انهم - لعنهم الله أخذوا مسلما و هانيا يسحبونهما في الأسواق، فبلغ خبرهما الي مذحج، فركبوا خيولهم، و قاتلوا القوم، و أخذوهما فغسلوهما و دفنوهما، رحمة الله عليهما. [1] .

ثم بعث برأسهما [2] .

مع هاني بن ابي حية الوادعي و الزبير بن الأروح التميمي الي شر خلق الله يزيد لعنه الله و كتب اليه أحوالهما. [3] .


فلما بلغه الكتاب مع الرأسين فرح فرحا شديدا، و أمر أن يصلبا علي باب دمشق [4] .

فهذا اول رأس حمل من بني هاشم و أنصار الحسين الي الشام. [5] .

و عن بعض المقاتل أن رأس مسلم كان معلقا علي باب دمشق الي ورود الرؤوس و أهل البيت الي الشام، فلما وصلوا في الباب انحني رأس الحسين عليه السلام، و كذلك رأس مسلم انحني، و تعانقا، و جرت الدموع علي خديهما، و ليس ببعيد، اللهم العن من قتلهما، و عذبهما عذابا أليما.

قلت: ما في رواية المنتخب «فغسلوهما» لا أفهم له معني، ضرورة أن الشهيد لا يغسل، لكونهما أول الشهداء، و من السلمات عند الامامية أن الشهيد لا يغسل و لا يكفن بل يصلي عليه و يدفه بثيابه، رضوان الله عليهما.

قد أشرنا قبيل هذا ان المستفاد من الكتب المتعمدة أن خروج مسلم - سلام الله عليه - كان موافقا ليوم خروج المظلوم الحسين بن علي عليهما السلام، و هو اليوم الثامن من ذي الحجة في سنة 60 من الهجرة [6] .

و قتله و شهادته كانت في اليوم التاسع منه، و انما خرج


المظلوم من مكة و لم يتم الحج، و بدله بالعمرة المفردة [7] .

لانه يدري بأن الملحد الكافر الرجس النجس - يزيد - أرسل ثلاثين رجلا من بني امية لعنهم الله ليأخذوه و يقتلوه حيثما و جدوه و لو كان متعلقا باستار الكعبة، كما هو المصرع في كتب التواريخ [8] .

و الظاهر أن شهادة هاني كانت بعد الفراغ من شهادة مسلم، [9] .

نعم، ورد في بعض الكتب أن قتل هاني كان قبل شهادة مسلم، و الله العالم. ثم ان عبيدالله لما بعث رأس مسلم و هاني رضي الله عنهما الي يزيد بالشام، كتب يزيد في جوابه بعد التقدير عنه: «بلغني أن حسينا قد توجه الي العراق، فضج المناظر و المسالح و احترس، و احبس علي الظنة، و اقتل علي التهمة، و اكتب الي فيما يحدث من خبر».

و عن ابن نما انه قال: كتب يزيد الي ابن زياد: «قد بلغني أن حسينا قد سار الي الكوفة، و قد ابتلي به زمانك من بين الأزمان، و بلدك من بين البلدان، و ابتليت به من بين العمال، و عندها تعتق أو تعود عبدا، كما تعبد العبيد» [10] .



پاورقي

[1] منتخب الطريحي.

[2] مع رأس عمارة بن صلحب الأزدي - الذي خرج لأجل نصرة مسلم عليه ‏السلام، فأخذه أصحاب ابن ‏زياد، فأتوا به، فضربت عنقه في الازد - رضوان الله تعالي عليه - راجع انساب الاشراف: 85 / 2.

[3] راجع: الارشاد: 200 و عنه البحار: 359 / 44، تاريخ الطبري: 285 / 4، و اما الکتاب فهو علي ما ذکره الشيخ المفيد في الارشاد: 200 هذا نصه: «أما بعد، فالحمد لله الذي أخذ لأميرالمؤمنين حقه، و کفاه مئونة عدوه، أخبر أميرالمؤمنين أن مسلم بن عقيل لجأ الي دار هاني بن عروة المرادي، و أني جعلت عليهما المراصد و العيون، و دسست اليهما الرجال و کدتهما حتي استخرجتهما، و أمکن الله منهما، فقدمتهما و ضربت أعناقهما و قد بعثت اليک برأسيهما مع هاني بن أبي حية الوادعي و الزبير بن الأروح التميمي، و هما من أهل السمع و الطاعة و النصيحة، فليسألهما أميرالمؤمنين عما أحب من أمرهما، فان عندهما علما و صدقا و ورعا! و السلام».

فکتب اليه يزيد: «أما بعد، فانک لم تعد أن کنت کما أحب، عملت عمل الحازم، وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش، و قد أغنيت و کفيت و صدقت ظني بک و رأيي فيک، و قد دعوت رسوليک فسألتهما و ناجيتهما، فوجدتهما في رأيهما و فضلهما کما ذکرت،[و قد أمرت لکل واحد منهما بعشرة آلاف درهم / الفتوح: 109 / 5- مقتل الخوارزمي: 215 / 1] فاستوص بهما خيرا، و انه قد بلغني أن حسينا قد توجه الي العراق، فضع المناظر و المسالح و احترس، و احبس علي الظنة!، و اقتل علي التهمة!،[حتي تکفي أمره / المناقب: 94 / 4[ و اکتب الي[کل يوم / مقتل الخوارزمي] فيما يحدث من خبر ان شاء الله تعالي»، نقله البحار: 359 / 44 عنه، راجع انساب الاشراف: 85 / 2 - الفتوح: 107 / 5 تاريخ الطبري: 285 / 4- مقتل الخوارزمي: 215 / 1 مع اختلاف في الکتاب، و اورد ابن الجوزي في کتابه الرد علي المتعصب العنيد: 36 قسما منه، و نقل عن اهل السير انه کتبه يزيد بعد بلوغه خبر ارسال الحسين مسلم بن عقيل، و هو ينافي ظاهره).

[4] انظر مقتل الخوارزمي: 215 / 1.

[5] انظر: تذکرة الخواص: 243- مروج الذهب: 60 / 3- (و جاء فيهما أن حثته عليه ‏السلام أول جثة صلبت منهم).

[6] انظر الارشاد: 200- مروج الذهب: 60 / 3- انساب الاشراف: 159 / 3 (و فيه کونه يوم الثلاثاء و نقل قولا آخرا کونه يوم الاربعاء - يوم عرفة - بعد خروج الحسين من مکة مقبلا الي کوفة - بيوم) - تاريخ الطبري: 286 / 4- کامل ابن الاثير: 36 / 4 -مثير الأحزان: 38.

[7] الظاهر ان الامام عليه ‏السلام لم يحرم باحرام عمرة التمتع، بل انه حرم باحرام عمرة المفردة من البداية، و ما ذکر حول تبديل الامام عليه ‏السلام حجته بالعمرة ناشي عن عبارة الشيخ المفيد رحمه الله اذ جاء فيه: «.. واحل من احرامه و جعلها عمرة، لانه لم يتمکن من تمام الحج»، و يمکن الفرق بين کلمتي التمام و الاتمام.

[8] انظر الارشاد: اللهوف: 26 و فيه يشير الي ارسال يزيد عمرو بن ابي‏وقاص الي مکة في جند کثيف..) - تاريخ الطبري: 289 / 4 - الکامل: 38 / 4.

[9] و هذا هو الذي يظهر من ارشاد المفيد رحمه الله و الفتوح: 104 / 5 و تاريخ الطبري: 284 / 4.

[10] مثير الأحزان: 40- عنه البحار: 360 / 44، انساب الاشراف: 160 / 3 - تاريخ ابن‏عساکر 214 / 14، و ج 396 / 65 - المعجم الکبير: 115 /3 ح 2846- مجمع الزوائد: 193 / 9.