بازگشت

دخول مسلم علي ابن زياد


روي العلامة المجلسي رحمه الله عن بعض كتب المناقب برواية عمرو بن دينار المفصلة، [1] . قال: أرسل الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل الي الكوفة و كان مثل الأسد، قال عمرو


و غيره: لقد كان من قوته أنه يأخذ الرجل بيده، فيرمي به فوق البيت. [2] .

نقل المجلسي عن ارشاد المفيد رحمه الله أنه أقبل ابن الأشعث بابن عقيل الي باب القصر، و استأذن، فأذن له، فدخل علي عبيدالله بن زياد، فأخبره خبر ابن عقيل و ضرب بكر اياه و ما كا من أمانه له.

فقال له عبيدالله: و ما أنت و الأمان؟! كأنا أرسلناك لتؤمنه، انما أرسلناك لتأتينا به [3] .

الي أن قال: فأمر بادخاله اليه، فلما دخل لم يسلم عليه بالامرة، فقال له الحرسي، ألا تسلم علي الأمير؟!

فقال: ان كان يريد قتلي فما سلامي عليه، و ان كان لا يريد قتلي فليكثرن سلامي عليه. [4] .

فقال له ابن زياد: لعمري لتقتلن.

قال: كذلك؟

قال: نعم.


قال: فدعني أوصي الي بعض قومي.

قال: افعل!

فنظر مسلم الي جلساء عبيدالله بن زياد، و فيهم عمر بن سعد أبي وقاص، فقال: يا عمر، ان بيني و بينك قرابة، ولي اليك حاجة، و قد يجب لي عليك نجح حاجتي، و هي سر..

فامتنع عمر أن يسمع منه، فقال له عبيدالله بن زياد: لم تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمك؟!

فقام معه: فجلس حيث ينظر اليها ابن زياد، فقال له: ان علي بالكوفة، دينا استدنته منذ قدمت الكوفة سبعمائة درهم، فبع سيفي و درعي فاقضها عني، و اذا قتلت فاستوهب جثتي من ابن زياد فوارها، وا بعث الي الحسين عليه السلام من يرده، فاني قد كتبت اليه أعلمه أن الناس معه، و لا أراه الا مقبلا.

فقال عمر لابن زياد: أتدري أيها الأمير ما قال لي؟! انه ذكر كذا و كذا.

فقال له ابن زياد: انه لا يخونك الأمين، و لكن قد يؤتمن الخائن، أما ماله فهو له، و لسنا نمنعك أن تصنع به ما أحب [5] .

و أما جثته فانا لا نبالي اذا قتلناه ما صنع بها، [6] ، و أما حسين فانه ان لم يردنا لم نرده.

ثم قال ابن زياد: ايه ابن عقيل، أتيت الناس و هم جمع، فشتت بينهم، و فرقت كلمتهم، و حملت بعضهم علي بعض.

قال: كلا، لست لذلك أتيت، و لكن أهل المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم، و سفك دماءهم، و عمل فيهم أعمال كسري و قيصر، فأتيناهم لنأمر بالعدل، و ندعوا الي الكتاب.


فقال له ابن زياد: و ما أنت و ذاك [7] .

يا فاسق!!؟ لم لم تعمل فيهم بذلك اذ أنت بالمدينة تشرب الخمر؟!

قال مسلم: أنا أشرب الخمر؟! أما و الله ان الله ليعلم أنك غير صادق، و أنك قد قلت بغير علم، و اني لست كما ذكرت، و انك أحق بشرب الخمر مني، و أولي بها من يلغ في دماء المسلمين ولغا، فيقتل النفس التي حرم الله قتلها، و يسفك الدم الذي حرم الله علي الغصب و العداوة، و سوء الظن، و هو يلهو و يلعب، كأن لم يصنع شيئا.

فقال له ابن زياد: يا فاسق، ان نفسك منتك ما حال الله دونه، و لم يرك الله له أهلا. فقال مسلم: فمن أهله اذا لم نكن نحن أهله؟!

فقال ابن زياد: أميرالمؤمنين يزيد!!!.

فقال مسلم: الحمد لله علي كل حال، رضينا بالله حكما بيننا و بينكم. [8] .

فقال له ابن زياد: قتلني الله ان لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الاسلام من الناس. فقال له مسلم: أما انك أحق من أحدث في الاسلام ما لم يكن، و انك لا تدع سوء القتلة و قبح المثلة و خبث السيرة و لؤم الغلبة، لا أحد أولي بها منك. [9] .

فأقبل ابن زياد يشتمه و يشتم الحسين [10] .

و عليا و عقيلا، و أخذ مسلم لا يكلمه. [11] .


ثم قال ابن زياد: اصعدوا به فوق القصر، فاضربوا عنقه ثم اتبعوه جسده.

فقال مسلم: و الله لو كان بيني و بينك قرابة ما قتلتني. [12] .

فقال ابن زياد: أين هذا الذي ضرب ابن عقيل رأسه بالسيف.

فدعا بكر بن حمران الأحمري، فقال له: اصعد، فليكن أنت الذي تضرب عنقه.

فصعد به: و هو يكبر و يستغفر الله و يصلي علي رسول الله صلي الله عليه و آله و يقول: اللهم احكم بيننا و بين قوم غرونا و كذبونا و خذلونا، و أشرفوا به علي موضع الحذاءين [13] .

اليوم، فضرب عنقه، و أتبع رأسه جثته. [14] .


پاورقي

[1] انظر مقتل الخوارزمي: 214 / 1.

[2] البحار: 254 / 44.

[3] الارشاد: 197 - تاريخ الطبري: 281 / 4- کامل ابن الاثير: 34 / 4.

[4] و الأنسب ما ذکره الشيخ الجليل ابن‏نما في مثير الأحزان: 36 انه قال في جواب الحرسي: اسکت! ويحک، ما هو لي بأمير!! (و ذکر مثله في الفتوح: 97 / 5 - اللهوف: 23 و مقتل الخوارزمي: 211 / 1) فقال عبيدالله: لا عليک، سلمت أم لم تسلم، فانک مقتول، قال: ان قتلتني فلقد قتل من هو شر منک من هو خير مني، فانک لا تدع سوء القتلة و بقح المثلة لا أحد أولي بها منک، فقال ابن ‏زياد: يا عاق يا شاق خرجت علي امامک!! و شققت عصاالمسلمين و ألقحت الفتنة. فقال مسلم: کذبت يا ابن ‏زياد انما شق عصا المسلمين أنت و أبوک زياد عبد بني‏علاج من ثقيف، و أنا أرجو أن يرزقني الله الشهادة علي أيدي شر البرية.. انتهي، أو أنه اجابه: کذبت يابن زياد، انما شق عصا المسلمين معاوية و ابنه يزيد، و انما ألقح الفتنة أنت و ابوک زياد... کما نقله الخوارزمي في المقتل: 211 / 1 و السيد في اللهوف: 23، و اضاف الخوارزمي عنه انه قال: فو الله ما خالفت و ما غيرت، و انما في طاعة الحسين بن علي و ابن فاطمة بنت رسول‏ الله، فهو أولي بالخلافة من معاوية و ابنه و آل زياد، راجع الفتوح: 97 / 5.

[5] و في الاصل: أما مالک فهو لک و لسنا نمنعک ان تصنع به ما أحببت.

[6] ذکر الطبري في تاريخه: 284 / 4 انه قال: و اما جثته فانا لن نشفعک فيها، انه ليس بأهل منا لذلک، قد جاهدنا و خالفنا وجهه علي هلاکنا. انظر مقاتل الطالبيين: 104 (و فيه انه حرص علي هلاکنا)، کامل ابن الاثير: 34 / 4.

[7] ذکر ملخصه البلاذري في انساب الاشراف: 81 / 2.

[8] روي الطبري في التاريخ 283 / 4 بعد ذکره هذا الکلام عن مسلم انه قال عبيدالله له: کانک ظن أن لکم في الأمر شيئا. فأجابه مسلم: و الله ما هو بالظن، و لکنه اليقين، (و انظر: الفتوح 99 / 5 - مثير الاحزان: 36- اللهوف: 24- مقتل الخوارزمي: 212 / 1) و فيه بعد ذلک: قال ابن ‏زياد له: اخبرني يا مسلم بماذا أتيت هذا البلد و أمرهم ملتئم، فشتت أمرهم بينهم، و فرقت کلمتهم، فقال مسلم: ما لهذا أتيت، و لکنکم أظهرتم المنکر و دفنتم المعروف، و تأمرتم علي الناس بغير رضي منهم، و حملتموهم علي غير ما أمرکم الله به، و عملتم فيهم بأعمال کسري و قيصر، فأتيناهم لنأمر فيهم بالمعروف، و ننهي عن المنکر، و ندعوهم الي حکم الکتاب و السنة، و کنا أهل ذلک.

[9] راجع انساب الاشراف: 82 / 2.

[10] الحسن و.. / انظر الفتوح: 102 / 5- اللهوف: 24 - مقتل الخوارزمي: 213 / 1.

[11] قال الخوارزمي في المقتل: 213 / 1 و السيد في اللهوف: 24 انه قابله مسلم بن عقيل بقوله: انت و ابوک أحق بالشتم و السب، فاقض ما أنت قاض، يا عدو الله، فنحن أهل بيت موکل بنا البلاء، و أشار اليه المسعودي في المروج: 59 / 3.

[12] لعل هذا اشارة الي کونه ابن سمية المعروفة کما اورده ابن الاعثم في الفتوح: 102 / 5 و الخوارزمي في المقتل: 213 / 1 انه قال: أما و الله يا ابن ‏زياد، لو کنت من قريش أو کان بيني و بينک رحم أو قرابة لما قتلتني، و لکنک ابن ابيک! (فازداد ابن ‏زياد غضبا).

[13] کما عليه انساب الاشراف: 83 / 2 و مقاتل الطالبيين: 107، و الارشاد، أو الجزارين کما ذکره الطبري في تاريخه: 283 / 4، أو الحدائين کما نقله ابن الاثير في الکامل: 35 / 4، او سوق القصابين کما يظهر من أخبار الرجل الکوفي الامام الحسين عليه ‏السلام، انظر الفتوح: 110 / 5 - مقتل الخوارزمي: 215 / 1.

[14] البحار: 357 -354 / 44 - اخذه عن الارشاد: 199 -197، راجع الفتوح: 103 - 97 / 5 - مقتل الخوارزمي: 213 -211 / 1، اللهوف: 24 - 23، مثيرالأحزان: 36، مروج الذهب: 59 / 3، المناقب: 94 / 4، تاريخ الطبري: 283 -281 / 4، کامل ابن الاثير: 35- 34 / 4، مقاتل الطالبيين: 107 -106، و أشار اليه تذکرة الخواص: 342 (و فيه انه ألقي راسه الي الناس وصلبت جثته بالکناسة، ألا لعنة الله علي القوم الظالمين).