بازگشت

نهضة مسلم بن عقيل


قال عبدالله بن حازم: أنا و الله رسول ابن عقيل الي القصر، لأنظر ما فعل هاني، فلما ضرب و حبس ركبت فرسي، فكنت أول الداخلين الدار علي مسلم بن عقيل بالخبر، فاذا نسوة لمراد مجتمعات ينادين: يا عبرتاه، يا ثكلاه، فدخلت علي مسلم، فأخبرته الخبر، فأمرني أن أنادي في أصحابه و قد ملأ بهم الدور حوله و كانوا فيها أربعة آلاف رجل، فقال ناد: «يا منصور أمت»، فناديت: يا منصور أمت، فنادي أهل الكوفة، فاجتمعوا عليه، [1] .

فعقد مسلم رحمه الله لرؤوس الأرباع علي القبائل كندة و مذحج و تميم و أسد و مضر و همدان، [2] .

و تداعي الناس و اجتمعوا، فما لبثنا الا قليلا


حتي امتلأ المسجد من الناس [3] .

و السوق، و ما زالوا يتوثبون حتي المساء، فضاق بعبيد الله أمره، و كان أكثر عمله أن يمسك باب القصر، و ليس معه في القصر الا ثلاثون رجلا من الشرط، و عشرون رجلا من أشراف الناس، و أهل بيته و خاصته، و أقبل من نأي عنه من أشراف الناس يأتون من قبل الباب الذي يلي دار الروميين، و جعل من في القصر مع ابن زياد يشرفون عليهم، فينظرون اليهم و هم يرمونهم بالحجارة، و يشتمونهم، و يفترون علي عبيدالله و علي أبيه، فدعا ابن زياد كثير بن شهاب و أمره أن يخرج فيما أطاعه من مذحج، فيسير في الكوفة، و يخذل الناس عن ابن عقيل، و يخوفهم الحرب [4] .

و يحذرهم عقوبة السلطان.. [5] .

و مع مسلم بن عقيل كثير من الناس


حتي المساء، و امر ابن زياد لعنه الله الأشراف باشرافهم علي الناس و ارعابهم. [6] .


و تخويفهم بمجي ء، خيل الشام، و قالوا: ايها الناس، تفرقوا و الحقوا بأهاليكم، و لا تعجلوا الشر، و لا تعرضوا أنفسكم للقتل.. [7] .


پاورقي

[1] فاجتمع اليه ثمانية آلاف ممن بايعوه، کما عليه المناقب، 92 / 4، أو ثمانية عشر ألفا کما في مروج الذهب: 58 / 3، و مقتل الخوارزمي: 206 / 1.

[2] ذکر في مقاتل الطالبيين، 100 انه عقد لمسلم بن عوسجة علي مذحج و أسد، و قال له: انزل فأنت علي الرجالة، و عقد لأبي ثمامة الصائدي علي تميم و حمدان، و عقد للعباس بن جعدة الجدلي علي أهل المدينة، و اضاف مقتل الخوارزمي: 206 / 1 و الکامل: 30 / 4 انه عقد لعبدالله الکندي علي کندة و قدمه امام الخيل، و اقبل مسلم يسير حتي خرج في بني الحرث بن کعب، ثم خرج علي مسجد الأنصار، حتي أحاط بالقصر.

[3] نذکر الحلقة المفقودة التي لم يتعرض لها شيخنا الجليل رحمه الله: ذکر ابن الاعثم في الفتوح: 85 / 5 بعد ايراده انصراف بني مذحج عن باب القصر انه خرج ابن ‏زياد من القصر حتي دخل المسجد الأعظم، فحمد الله و اثني عليه! ثم التفت فرأي أصحابه عن يمين المنبر و عن شماله و في ايديهم الأعمدة و السيوف المسللة، فقال: «اما بعد، يا أهل الکوفة، فاعتصموا بطاعة الله! و رسوله محمد صلي الله عليه و آله! و طاعة أئمتکم! و لا تختلفوا و لا تفرقوا!! فتهلکوا و تندموا، و تذلوا و تقهروا، فلا يجعلن احد علي نفسه سبيلا، و قد اعذر من انذر..» فما أتم عبيدالله بن زياد الخطبة حتي سمع الصيحة، فقال ما هذا؟ فقيل له: ايها الأمير، الحذر الحذر، هذا مسلم بن عقيل قد اقبل في جميع من بايعه، فنزل عبيدالله بن زياد عن المنبر مسرعا، و بادر فدخل القصر و اغلق الابواب، و اقبل مسلم بن عقيل و من وقته ذلک، و بين يديه ثمانية عشر الفا أو يزيدون، و بين يديه الاعلام و السلاح الشاک، و هم في ذلک يشتمون عبيدالله بن زياد و يلعنون اباه... راجع الارشاد: 192 - مقتل الخوارزمي: 206 / 1 - تاريخ الطبري: 275 / 4- مقاتل الطالبيين: 100.

[4] الارشاد: 191 -190 البحار: 348 / 44 عنه، راجع الفتوح: 87 / 5 - تاريخ الطبري: 275 / 4- مقاتل الطالبيين: 100- مقتل الخوارزمي: 206 / 1- و اشار اليه: الکامل في التاريخ: 30/ 4 - اللهوف: 22 - المناقب: 92 / 4- مثير الأحزان: 34- مروج الذهب: 57 / 4 - تذکرة الخواص: 242 - انساب الاشراف: 80 / 2.

[5] و أمر اللعين محمد بن الأشعث أن يخرج فيمن أطاعه من کندة و حضرموت، فيرفع راية الأمان لمن جاءه من الناس، و قال مثل ذلک للقعقاع الذهلي، و شبث بن ربعي التميمي، و حجار بن أبجر العجلي، و شمر بن ذي الجوشن العامري، و حبس باقي وجوه الناس عنده استيحاشا اليهم لقلة عدد من معه من الناس... و جعل محمد بن الأشعث و کثير بن شهاب و القعقاع بن شور الذهلي و شبث بن ربعي يردون الناس عن اللحوق بمسلم و يخوفونهم السلطان حتي اجتمع اليهم عدد کثير من قومهم.. و أقام الناس مع ابن‏عقيل يکثرون و کانوا يکبرون و يثوبون حتي المساء و أمرهم شديد.. قال الخوارزمي:.. و اختلط القوم، فاقتتلوا قتالا شديدا، و ابن ‏زياد في جماعة من الأشراف قد وقفوا علي جدار القصر ينظرون الي محاربة الناس... و جعل کثير بن شهاب و محمد بن الأشعث و القعقاع بنت شور و شبث بن ربعي ينادون فوق القصر بأعلي اصواتهم: ألا يا شيعة مسلم بن عقيل، ألا يا شيعة الحسين بن علي، الله الله في أنفسکم، و أهليکم و أولادکم، فان جنود أهل الشام قد أقبلت، و ان الأمير عبيدالله قد عاهد الله لئن أنتم اقمتم علي حربکم و لم تنصرفوا من يومکم هذا ليحر منکم العطاء، و ليفرقن مقاتلکم في مغازي أهل الشام، و ليأخذن البري‏ء بالسقيم، و الشاهد بالغائب، حتي لا يبقي منکم بقية من أهل المعصية الا أذاقها و بال أمرها، فلما سمع ذلک الناس جعلوا يتفرقون، و يتخاذلون عن مسلم بن عقيل، و يقول بعضهم لبعض: ما نصنع بتعجيل الفتنة و غدا تأتينا جموع أهل الشام، فينبغي أن نقعد في منازلنا و ندع هؤلاء القوم حتي يصلح الله ذات بينهم!! روي الطبري عن أبي‏مخنف: ان المرأة کانت تأتي ابنها أو أخاها فتقول: انصرف، الناس يکفونک، و يجي‏ء الرجل الي ابنه أو أخيه فيقول: غدا يأتيک أهل الشام، فما تصنع بالحرب و الشر، انصرف، فيذهب به، فما زالوا يتفرقون و يتصدعون حتي أمسي ابن‏عقيل، و ما معه الا ثلاثون نفسا في المسجد.. راجع الارشاد: 193- الفتوح: 87 / 5 - مقتل الخوارزمي: 206 / 1- تاريخ الطبري: 276 / 4 - مقاتل الطالبيين: 101 - 100. فظهر ان عبيدالله بن زياد نجح في أمره من خلال تأثير حربه النفسي، و عدم استقامة الناس! و هکذا کان وفاء أهل الکوفة!! - آنذاک - و حينئذ يتضح لنا عمق ما ينادي به الشعب الايراني المسلم في شعاراتهم: «لسنا من أهل الکوفة حتي يبقي امامنا وحيدا»، و لنعم ما أثبتوا ذلک باستقامتهم، و وعيهم، و حضورهم في الساحة.

[6] ذکر سبط ابن جوزي في التذکرة: 242: و کان عند ابن ‏زياد وجوه أهل الکوفة، فقال لهم: قوموا ففرقوا عشائرکم عن مسلم، و الا ضربت أعناقکم.

[7] انظر الارشاد: 192- البحار: 349 / 44 عنه.