بازگشت

قضية هاني و معقل و ابن زياد


فلما صح ذلك عند ابن زياد دعي بمحمد بن الأشعث و أسماء بن خارجة و عمرو بن الحجاج، و قال لهم: و قال لهم: انطلقوا و آتوني بهاني بن عروة [1] .

و كانت بنت عمرو بن الحجاج [2] .

زوجة لهاني، فضم اليهم رجالا، و قال: انطلقوا الي هاني، و آتوني به.


فانطلقوا فوجدوه جالسا علي باب داره. فقالوا له: يا هاني، ان الأمير يدعوك. فنهض مع القوم حتي دني من قصر الامارة، فأحس ببعض الذي كان، فأقبل علي أسماء بن خارجة، [3] .

و قال: يا أخي، اني خائف من هذا الرجل، و نفسي تحدثني ببعض الذي أجده.

فقال له: و الله ما نخاف عليك منه، و أنت بحمدالله بري ء، فلا تجعل علي نفسك سبيلا.

و ساروا حتي دخل علي ابن زياد، فلما رأي هاني [4] .

أعرض عنه و لم يكرمه [5] .

فانكر هاني أمره، فسلم عليه، فما رد عليه السلام.

فقال هاني: بماذا أصلح الله الأمير؟

فقال: يا هاني، خبيت مسلم بن عقيل، و تجمع له الرجال و السلاح، و ظننت أن ذلك يخفي علي؟!


فقال هاني: معاذ الله، ما فعلت من ذلك شيئا.

فقال ابن زياد: الذي جاءني أصدق منك عندي.

ثم نادي: يا معقل، اخرج اليه، و كذبه.

فخرج معقل، فقال: مرحبا بك يا هاني، أتعرفني؟!

قال: نعم، أعرفك فاجرا كافرا.

فعلم هاني حين رآه انه عين لابن زياد.

فقال ابن زياد: اذا لا تفارقني أو تأتيني بمسلم بن عقيل، أو افرق بين رأسك و بدنك.

فغضب هاني من كلامه، و قال: و الله ما تقدر علي ذلك أو تهرق مذحج دمك.

فغضب ابن زياد، فضربه بقضيبه، فجذب هاني سيفه، و أهوي به الي ابن زياد، و كان علي رأسه قلنسوة، و مطرف خز، فقطعهما و جرحه جرحا منكرا، فاعترضه معقل، فقطع وجه نصفين.

فقال ابن زياد لعنه الله: دونكم الرجل.

فجعل هاني رحمه الله يضرب فيهم يمينا و شمالا، و هو يقول: ويلكم، لو كانت رجلي علي طفل من آل الرسول لا ارفعها حتي تقطع، و قتل منهم خمسة و عشرين ملعونا، فتكاثرت عليه الرجال و أخذوه اسيرا، و أوقفوه بين يدي ابن زياد، و كان بيده عمود من حديد، فضربه علي أم رأسه، و رماه في الطامورة. [6] .



پاورقي

[1] لا يخفي ان هانيا کان يغدو و يروح الي عبيدالله، فلما نزل به مسلم انقطع من الاختلاف و تمارض، فجعل لا يخرج.... راجع تاريخ الطبري: 272 / 4 - المناقب: 92 / 4.

[2] أو اخته، و اسمها روعة أو رويحة، فعلي أي حال کانت بين هاني و عمرو بن الحجاج قرابة سببية. انظر تاريخ الطبري: 272 / 4، مثير الأحزان: 314، و سيأتي اجتماعه مع بني‏مذحج و احاطتهم بقصر عبيدالله بن زياد لأجل انقاذ هاني بن عروة!.

[3] أو حسان بن أسماء بن خارجة، کما عليه الفتوح: 79 /5، و کامل ابن الاثير: 27 / 4، و مقتل الخوارزمي: 204 / 1.

[4] قال سبط ابن الجوزي في تذکرة الخواص: 242 انه لما نظر اليه ابن ‏زياد قال: اتتک بخائن رجلاه، و مثله في اللهوف: 20.

[5] ذکره الطبري في التاريخه: 277 / 4 عن ابي‏مخنف انه لما دني من ابن ‏زياد - و عنده شريح القاضي التفت نحوه فقال:



أريد حياته و يريده قتلي

عذيرک من خليلک من‏



مراد

و عليه ارشاد المفيد: 190، مثير الأزان: 33، و في نقل آخر انه انشد يقول:



أريد حياته و يريد قتلي

خليلي من عذيري من مراد



کما عليه الفتوح: 80 / 5 - اللهوف: 20- کامل ابن اثير: 28 / 4 - مقاتل الطالبيين: 11- مقتل الخوارزمي: 204 / 1- المناقب: 92 / 4 و البيت لعمرو بن معدي کرب الزبيدي، کما قيل.

[6] مقتل أبي‏مخنف: 48 -64، راجع الفتوح: 75 / 5 و 78- تاريخ الطبري: 273 - 272 / 4 - انساب الاشراف: 80 / 2 - المناقب: 92 / 4 - اللهوف: 20- الارشاد: 190- مقتل الخوارزمي: 203 / 1- الکامل: 27 / 4 - مثير الأحزان: 33- تذکرة الخواص: 242 - البحار: 346 / 44 - تجد قسما منها مع اختلاف.