مسلم و ما جري عليه في الكوفة
و كان مسلم بن عقيل - برواية أبي مخنف قد أصبح في ذلك اليوم موعوكا - فلم يخرج للصلاة، فلما حان وقت الظهر خرج الي مسجد، فأذن و أقام و صلي وحده، و لم يصل معه احدا، فلما فرغ من صلاته اذا هو بغلام، فقال له: يا غلام، ما فعل أهل هذا المصر؟!
فقال: يا سيدي، انهم نقضوا بيعة الحسين عليه السلام، و بايعوا يزيد.
فلما سمع كلام الغلام صفق يدا علي يد، و جعل يخترق الشوارع حتي بلغ محلة بني خزيمة، فوقف هناك بازاء بيت شاهق، فخرجت من ذلك البيت جارية، فقال لها: لمن هذه الدار؟
فقالت: لهاني بن عروة.
قال لها: أدخلي عليه، و قولي له رجل بالباب، فان سألك عن اسمي قولي له انه
مسلم بن عقيل.
فدخلت الجارية، ثم خرجت و قالت له: أدخل يا سيدي. [1] .
و كان هاني يومئذ عليلا، فنهض ليعتنقه فلم يقدر، و جلسا يتحدثان حتي أتي حديثهما الي عبيدالله بن زياد.
فقال هاني: يا سيدي، انه من أصدقائي، و سيبلغه مرضي، و ربما يأتي يعودني، فاذا جاء فخذ هذا السيف و ادخل المخدع، فاذا جلس فدونكه فاقتله، و احذر ان يفوتك، فان فاتك قتلك و قتلني، و العلامة بيني و بينك اذا قلعت عمامتي عن رأسي و أضعها علي الأرض، فاذا رأيت ذلك فاخرج عليه و اقتله.
فقال مسلم: افعل ان شاء الله. [2] .
پاورقي
[1] مقتل أبيمخنف: 40 و انظر: انساب الاشراف: 79 / 2- الفتوح: 68 / 5 (و فيه انه لما سمع بقدوم عبيدالله بن زياد و کلامه فکأنه اتقي علي نفسه، فخرج من الدار التي هو فيها في جوف الليل حتي أتي دار هاني بن عروة المذحجي رحمه الله فدخل عليه..» الکامل في التاريخ: 25 / 4 (اورده بصورة أخري مع عدم دلالته علي مرض هاني) - الارشاد: 189 (البحار: 341 / 44) - مقاتل الطالبيين: 97- اللهوف: 18 - مقتل الخوارزمي: 200 / 1.
[2] مقتل أبيمخنف: 41- راجع تاريخ اليعقوبي: 243 / 2 (و فيه کون خطاب هاني لمسلم و جماعة من أصحابه، و ليس لمسلم وحده).