بازگشت

دخول ابن زياد الكوفة


ثم ان الشقي عبيدالله بن زياد لما قرب الكوفة سلك مسلك التدليس، و لبس الثياب البيض، و تعمم بعمامة سوداء، و دخل الكوفة ليلا، و ظن الناس انه الحسين بن علي عليه السلام، و كان كلما مر علي الناس زعموا ان الحسين عليه السلام دخل [1] و كانوا يهنؤنه بقولهم: خير


مقدم يابن رسول الله، [2] .

و كان الزنديق ساترا وجهه تدليسا، الي أن وصل باب قصر الامارة، فكشف اللثام، فعلموا [3] .

انه ابن زياد (لعنه الله). [4] .

ثم انه قال لنعمان: ناد في الناس للصلاة جامعة [5] ، فاجتمع الناس، فصعد المنبر، و قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا عبيدالله بن زياد، و قد ولاني مصركم هذا يزيد. [6] .


فلما عرفه الناس نظر بعضم الي بعض، و تفرقوا قائلين: مالنا و الدخول بين السلاطين!! و نقضوا بيعة الحسين عليه السلام و بايعوا يزيد. [7] .


پاورقي

[1] جاء في المقتل المنسوب الي أبي‏مخنف: 39 انه کان دخوله مما يلي البر، و عليه ثياب بيض و عمامة سوداء ملثما کلثام الحسين عليه ‏السلام، و هو راکب بغلة شهباء، و بيده قضيب من خيزران، و أصحابه من خلفه، و کان قدومه يوم الجمعة، و قد انصرف الناس من الصلاة و هم يتوقعون قدوم الحسين عليه ‏السلام، فصار لا يمر بملأ من الناس الا و يسلم عليهم بقضيبه، و هم يظنون انه الحسين عليه ‏السلام.. و انظر الفتوح: 65 / 5 و ذکر الطبري: 266 / 4 و الاربلي في کشف الغمة: 43 / 2 و ابوالفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين: 96 انه أخذ لا يمر علي جماعة من الناس الا سلموا عليه، و قال الخوارزمي في المقتل: 200 / 1 انه کان يسلم عليهم فيقولون و عليک السلام يابن رسول‏ الله!

[2] مقتل أبي‏مخنف: 39- راجع ارشاد المفيد 188- الفتوح: 65 / 5 - انساب الاشراف: 86 / 2 - مقتل الخوارزمي: 200 / 1 - المناقب: 91 / 4 - تاريخ الطبري: 268 - 266 / 4 کشف الغمة: 43 / 2 - الکامل في التاريخ: 24 / 4 - اللهوف: 19- مقاتل الطالبيين: 96- مروج الذهب: 57 / 3 - مثيرالأحزان: 30 (و فيه انه لما دخل الکوفة قالت امرأة: الله اکبر، ابن رسول‏ الله و رب الکعبة، فتصايح الناس قالوا: انا معک اکثر من أربعين الف) و أخذه البحار: 340 / 44 عنه.

[3] و في مثير الأحزان: 30 انه عرف نفسه بقوله: أنا عبيدالله، و أخذ البحار، 340 / 44 عنه. و ذکر ابن الاعثم في الفتوح: 65/ 5 انه رأي عبيدالله بن زياد تباشير الناس بالحسين بن علي علي ما ساءه ذلک، و سکت و لم يکلمهم و لا رد عليهم شيئا، قال: فتکلم مسلم بن عمرو الباهلي و قال: اليکم عن الأمير يا ترابية! فليس هذا من تظنون، هذا الأمير عبيدالله بن زياد، قال: فتفرق الناس عنه، و دخل عبيدالله بن زياد قصر الامارة، و قد امتلأ و غضبا.

[4] ذکر الطبري في تاريخه: 267 / 4 انه لما دخل القصر و علم الناس انه عبيدالله بن زياد دخلهم من ذلک کآبة و حزن شديد، و غاظ عبيدالله ما سمع منهم. و قال المسعودي في مروج الذهب: 57 / 3 ان الناس حصبوه بالحصباء.

[5] و في المقتل المنسوب الي أبي‏مخنف: 39 انه لما قرب من قصر الامارة.. اشرف عليه النعمان بن أعلي القصر و هو يظن انه الحسين عليه ‏السلام قد سبق الي الکوفة، فاسفر ابن ‏زياد عن وجهه و قال: يا نعمان: حصنت قصرک، و ترکت مصرک!

[6] راجع مقتل أبي‏مخنف: 40 - ثم اختلف المؤرخون في ان خطابه کان تلک الليلة أو في الغد، يظهر من انساب الاشراف: 78 / 2 و المقتل المنسوب الي أبي‏مخنف: 40 و مقتل الخوارزمي: 200 / 1 و تاريخ الطبري: 267 / 4 و مقاتل الطالبيين: 96 الاول، و نقله ابن الاثير في الکامل: 24 / 4، و صرح بالثاني الارشاد: 188 (و أخذ البحار: 341 / 44 عنه) و الفتوح: 66 / 5 و الکامل: 24 / 4، و کشف الغمة: 43 / 2 و اللهوف: 19 و مثير الأحزان: 30، (البحار: 340 / 44 عنه) قال ابن نما في مثير الأحزان، انه لما اصبح قام خاطبا، و عليهم عاتبا، و لرؤساءهم مؤنبا، و (لأهل الشقاق! معاتبا)، و وعدهم بالاحسان علي لزوم طاعته، و بالاساءة علي معصيته و الخروج عن حوزته، ثم قال: يا أهل الکوفة، ان أميرالمؤمنين! يزيد ولاني بلدکم، و استعلمني علي مصرعکم، و أمرني بقسمة فيئکم بينکم، و انصاف مظلومکم من ظالمکم، و أخذ الحق! لضعيفکم من قويکم، و الاحسان الي السامع المطيع، و التشديد علي المريب، فأبلغوا هذا الرجل الهاشمي مقالتي ليتقي غضبي، و نزل. يعني بالهاشمي مسلم بن عقيل. و قريب منه ما نقله ابن الاعثم في الفتوح: 66 / 5، و ذکر في مقتل المنسوب الي أبي‏مخنف انه لما نزل عن المنبر أمر مناديه ينادي في قبائل العرب: ان أثبتوا علي بيعة يزيد من قبل أن يبعث اليکم من الشام رجالا يقتلون رجالکم و يسبون حريمکم!! و ذکر ابن الاعثم خطابين له في يومين متواليين، فراجع الفتوح.

[7] راجع مقتل أبي‏مخنف: 40.