بازگشت

دخول مسلم الكوفة


ثم أقبل حتي دخل الكوفة [1] .

فنزل في دار المختار بن أبي عبيدة، و هي التي تدعي اليوم دار مسلم بن المسيب، [2] .

و أقبلت الشيعة تختلف اليه، فكلما اجتمع اليه منهم جماعة، قرأ عليهم كتاب الحسين بن علي عليه السلام و هم يبكون [3] .

و بايعه الناس، حتي بايعه


منهم ثمانية عشر ألفا [4] .

و قيل ثمانون الف. [5] .

فكتب مسلم الي الحسين عليه السلام يخبره ببيعة ثمانية عشر ألفا، و يأمره بالقدوم. [6] .

و جعلت الشيعة تختلف الي مسلم بن عقيل، حتي علم بمكانه، فبلغ نعمان بن بشير ذلك و كان واليا علي الكوفة من قبل معاوية، [7] .

فأقره يزيد عليها، فصعد المنبر، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال:

أما بعد، فاتقوا الله عباد الله!! و لا تسارعوا الي الفتنة و الفرقة! فان فيها تهلك الرجال، و تسفك الدماء، و تغضب الأموال، اني لا أقاتل من لا يقاتلني، و لا آتي علي من لم يأت علي، و لا أنبه نائمكم، و لا أتحرش بكم، و لا آخذ بالقرف و لا الظنة و لا التهمة و لكنكم ان أبديتم صفحتكم لي، و نكثتم بيعتكم و خالفتم امامكم! فو الله الذي لا اله غيره لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، و لو لم يكن لي منكم ناصر، أما اني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يرديه الباطل. [8] .


فقام اليه عبدالله بن مسلم بن ربيعة [9] .

الحضرمي حليف بني أمية، فقال له: انه لا يصلح ما تري أيها الأمير الا الغشم، و ان هذا الذي أنت عليه فيما بينك و بين عدوك رأي المستضعفين.

فقال له النعمان: لأن أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب الي من أن أكون من الأعزين في معصية الله.

ثم نزل. [10] .


پاورقي

[1] کان خروجه من مکة في النصف من شهر رمضان، و قدم الکوفة لخمس خلون من شوال، راجع مروج الذهب: 54 / 3.

[2] الارشاد: 186- البحار: 335 / 44 عنه - راجع الفتوح: 56 / 5 (و فيه سالم بن المسيب) تاريخ الطبري: 264 / 4- المناقب: 91 / 4 - مقتل الخوارزمي: 197 / 1- مقتل أبي‏مخنف: 32 (و فيه انه نزل ليلا في دار سليمان بن صرد، و قيل في دار المختار)[فعلي من أراد الاطلاع عن کلمات القوم فعليه الرجوع الي مقتل الخوارزمي و تاريخ الطبري ] و ذکر سبط بن الجوزي انه نزل علي رجل يقال له عوسجة، انظر تذکرة الخواص: 241.

[3] الفتوح: 65 / 5.

[4] الارشاد: 186- البحار: 336 / 44 عنه - اشار اليه مروج الذهب: 54 / 3 (و قيل اثنا عشر الف رجل کما في المروج و المناقب: 91 / 4 وتاريخ الطبري: 258 / 4)، و ذکر کلا القولين تذکرة الخواص: 241.

[5] مقتل أبي‏مخنف: 33.

[6] الارشاد: 186 - بحارالأنوار: 336 / 44 عنه - راجع اللهوف: 16، و اشار اليه مروج الذهب، 54 / 3، الرد علي المتعصب العنيد: 36، و أما صورة الکتاب علي ما في مثير الأحزان: 32 فهذا نصه: «اما بعد، فان الرائد لا يکذب أهله، و ان جميع أهل الکوفة معک، و قد بايعني منهم ثمانية عشر ألفا، فعجل الاقبال حين تقرأ کتابي، و السلام عليک و رحمة الله و برکاته، و حمله مع عابس بن أبي شبث الشاکري و قيس بن مسهر الصيداوي، و أخرج نحوه الطبري في تاريخه: 297 / 4.

[7] کان معاوية ولي النعمان الکوفة - بعد عبدالرحمن بن أم الحکم -، و کان النعمان عثمانيا مجاهرا ببغض علي عليه ‏السلام، سي‏ء القول فيه، راجع انساب الاشراف: 158 / 3.

[8] الارشاد: 186 - البحار: 336 / 44 عنه، راجع الفتوح: 57 / 5 - الکامل في التاريخ: 22 / 4 - مقتل الخوارزمي: 197 / 1، و اشار اليه انساب الاشراف: 77 / 2 - المناقب: 91 / 4 - تاريخ الطبري: 264 / 4.

[9] سعيد. کما في الفتوح و تاريخ الطبري.

[10] الارشاد: 187- البحار: 336 / 44 عنه - راجع الفتوح: 58 / 5 - تاريخ الطبري: 265 / 4 - الکامل في التاريخ: 22 / 4- مقتل الخوارزمي: 198 -197 / 1.