بازگشت

موت معاوية


و في كامل البهائي: لما دني و قرب هلاك معاوية، خطب لعنه الله بقوله:

«أيها الناس، ان من زرع قد استحصد، و اني قد وليتكم يزيد، و ما وليكم أحد بعدي الا هو شر مني، كما كان من قبلي خير مني». [1] .

و اشتغل بالوصية، و من جملتها: أنه أخذ من الحجاز و العراق البيعة لابنه الكافر يزيد، و قال له: اني ما قدرت ان آخذ البيعة لك من عمرو بن عاص، و لكن لما فرغت من تجهيزي قل له: ان أبي أوصي اليك بأن تدخله في القبر، فلما أدخلني في القبر جرد السيف في القبر، و قل له: بايع، و الا ألحقك بأبي و ادفنك معه.

و امتثل يزيد وصية أبيه، و دخل عمرو بن العاص القبر، فقرب منه يزيد مجردا سيفه قائلا، بايع، و الا الحقك بأبي، فلما رأي ذلك عمرو بن العاص ضرب علي جسد


اللعين برجله، و قال: و الله ما علمت بأن هذا النغل و ولد الحرام علم هذه الحيلة، و هذا من مكرك، عشت لعينا، و مت لعينا، سعر الله لك نار جهنم. [2] .

ثم ان اللعين يزيد بعد ما فرغ من دفن أبيه رقي المنبر، و ذكر ما أوصي به أبوه معاوية، و من جملة ما قال: «أنه أوصاني بأن لا أقتل الحسين بن علي، لا لأجل تحمل الخطيئة و العصية، بل لأجل أن أهل العراق اذا سمعوا ذلك شنعوا عليك، بل أحبسه حتي يموت في الحبس» [3] .



پاورقي

[1] کامل البهائي: 262 / 2.

[2] راجع کامل البهائي: 263 - 262.

ثم لا يخفي ما فيه من الضعف، مضافا الي ان المنقول هو عدم حضور يزيد عند هلاک أبيه و کونه بحوارين. فانه اقبل و قد دفن، فأتي قبره، فصل عليه، راجع کامل ابن اثير: 6، 4 و 9 - تاريخ الطبري: 242 / 4، الرد علي المتعصب العنيد: 34 وفي و الفتوح: 2 / 5 أنه صار الي دمشق بعد ثلاثة أيام من مدفن أبيه.

ثم لا يخفي عليک من أن عمرو بن عاص مات قبل معاوية لسبعة عشر سنة، حيث کان هلاک معاوية سنة 60 من الهجرة، و موت صاحبه عمرو سنة ثلاث و أربعين، و ولي معاوية ابنه عبدالله بن عمرو ما کان لأبيه، راجع مروج الذهب: 23 / 3- تاريخ اليعقوبي: 222 / 2- کامل ابن أثير: 425 / 3 - تاريخ الطبري: 137 / 4

[3] کامل البهائي: 263 / 2، لکن المنقول في الفتوح 6 / 5 ينافي ما ذکره في البهائي، و اليک نصه: «نحن أهل الحق و أنصار الدين! و أبشروا يا أهل الشام، فان الخير لم يزل فيکم، و سيکون بيني و بين أهل العراق حرب شديد و قد رأيت في منامي کأن نهرا يجري بيني و بنيم دما عبيطا، و جعلت أجهد في منامي أن أجوز ذلک النهر فلم أقدر علي ذلک حتي جاءني عبيدالله بن زياد، فجازه بين يدي و أنا أنظر اليه...».