بازگشت

زيارة الحسين أفضل أم الحج المندوب


زيارة الحسين - صلوات الله عليه - أرجح و أفضل من الحج المندوب، قال جعفر بن قولويه باسناده الي أحمد بن أبي نصر البزنطي، قال: سأل بعض أصحابنا أبا الحسن الرضا عليه السلام عن من أتي قبر الحسين عليه السلام، قال: «تعدل عمرة» [1] .


و نقل باسناده عن أبي سعيد المدائني عن الامام الصادق عليه السلام: «اثنتان و عشرون عمرة» [2] .

و في رواية ابن الوليد مسندا الي هارون بن خارجة قال: سأل رجل أبا عبدالله عليه السلام و أنا عنده، فقال: ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام؟ فقال: «ان الحسين و كل الله به أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه الي يوم القيامة.

فقلت له: بأبي أنت و أمي، روي عن أبيك الحج و العمرة.

قال: نعم حجة و عمرة، حتي عد عشرة» [3] .

و في رواية بشير الدهان قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: «أيما مؤمن زار الحسين بن علي عليهما السلام عارفا بحقه في غير يوم عيد كتبت عشرون حجة و عشرون عمرة مبرورات، و عشرون غزوة مع نبي مرسل و امام عادل» [4] .

و في خبر أبي غندر عمن حدثه عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: «كان الحسين بن علي عليه السلام ذات يوم في حجر النبي صلي الله عليه و آله يلاعبه و يضاحكه.

فقالت عائشه: يا رسول الله، ما أشد اعجابك بهذا الصبي؟

فقال لها: ويلك و كيف لا أحبه و لا أعجب به، و هو ثمرة فؤادي و قرة عيني، أما ان أمتي ستقتله، فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي.

قالت: يا رسول الله، حجة من حججك؟!

قال، نعم، و حجتين من حججي.

قالت: يا رسول الله، حجتين من حججك؟!

قال: نعم، و أربعة.

قال فلم تزل تزاده و يزيد و يضعف حتي بلغ تسعين حجة من حجج رسول


الله صلي الله عليه و آله بأعمارها». [5] .

و في البحار عن خط الشهيد نقلا عن مصباح الشيخ أبي منصور، قال: روي أنه دخل النبي صلي الله عليه و آله يوما الي فاطمة عليها السلام، فهيات له طعاما من تمر و قرص و سمن، فاجتمعوا علي الأكل هو و علي و فاطمة و الحسين و الحسين عليهم السلام، فلما أكلوا سجد رسول الله صلي الله عليه و آله و أطال سجوده، ثم بكي، ثم ضحك، ثم جلس، و كان أجرأهم في الكلام علي عليه السلام، فقال: يا رسول الله، رأينا منك اليوم ما لم نره قبل ذلك؟

فقال صلي الله عليه و آله: اني لما أكلت معكم فرحت و سررت بسلامتكم و اجتماعكم، فسجدت لله تعالي شكرا، فهبط جبرئيل عليه السلام يقول: سجدت شكرا لفرحك بأهلك؟ فقال: نعم. فقال: ألا أخبرك بما يجري عليهم بعدك؟ فقلت: بلي يا أخي جبرئيل. فقال: أما ابنتك فهي اول أهلك لحاقا بك، بعد أن تظلم، و يؤخذ حقها، و تمنع ارثها، و يظلم بعلها، و يكسر ضلعها. و أما ابن عمك فيظلم، و يمنع حقه، و يقتل. و اما الحسن فانه يظلم، و يمنع حقه، و يقتل بالسم. و أما الحسين فانه يظلم، و يمنع حقه، و تقتل عترته، و تطؤه الخيول، و ينهب رحله، و تسبي نساءه و ذراريه، و يدفن مرملا بدمه، و يدفنه الغرباء. فبكيت و قلت: و هل يزوره أحد؟! قال: يزوره الغرباء. قلت: فما لمن زاره من الثواب؟ قال: يكتب له ثواب ألف حجة، و ألف عمرة، كلها معك فضحكت». [6] .

و في المستدرك، عن فضل بن شاذان في كتاب الغيبة، باسناده عن جابر بن يزيد الجعفي، عن ابن عباس، قال: «دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و آله و الحسن علي عاتقه، و الحسين علي فخذه، يلثمهما و يقول: «اللهم وال من والاهما، و عاد من عاداهما».

ثم قال: يا ابن عباس، كأنني أنظر شيبة ابني الحسين تخضب من دمه يدعو فلا يجاب، و يستنصر فلا ينصر.

قلت: و من يعمل ذلك؟


قال: شرار امتي، لا أنالهم الله شفاعتي.

ثم قال: يا ابن عباس، من زاره عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة و الف عمرة، ألا و من زاره فقد زارني، و من زارني فكأنما قد زار الله، و حق الزائر علي الله ان لا يعذبه بالنار». [7] .

قلت: الأخبار في زيارته تبلغ حد التواتر، و قد أوردنا كثيرا منها في كتابنا «درر الأخبار» - في الجزء الثاني، في بيان ما يرفع به عذاب القبر - نعم، رأيت رواية عجيبة في زيارته عليه السلام ليلة الجمعة، ذكره في كامل الزيارة، ما رأيت في شي ء من الزيارات - لا المطلقة و لا الخاصة - مثلها، فأحببت ايرادها:

ففيه، عن أبيه و أخيه و جماعة من مشايخه، عن محمد بن يحيي و احمد بن ادريس، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبدالله بن محمد اليماني، عن منيع بن حجاج، عن يونس، عن صفوان الجمال، قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام - لما أتي الحيرة - «هل لك في قبر الحسين عليه السلام؟

قلت: و تزوره جعلت فداك؟!

قال: و كيف لا أزوره، و الله يزوره في كل ليلة جمعة، يهبط مع الملائكة اليه و الأنبياء و الأوصياء، و محمد أفضل الأنبياء و نحن أفضل الأوصياء.

فقال صفوان: جعلت فداك، فتزوره في كل جمعة حتي تدرك زيارة الرب.

قال: نعم يا صفوان، ألزم ذلك يكتب لك زيارة قبر الحسين عليه السلام، و ذلك تفضيل، و ذلك تفضيل». [8] .

قلت: و عندي زيارته ليلة الجمعة أفضل الزيارات، لهذه الخصيصة، و هو توجه خاص من الله فيها، و أما زيارة الرب فكناية عن توجه و عناية خاصة، اشارة الي أن الحسين عليه الصلاة و السلام من مظاهر اسماءه و صفاته، و تنبيه الخلق الي أنه باب


الرحمة و فيوضاته الخاصة، ضرورة ان له عليه السلام وجها وجيها عند الله، و باب نجاة الامة، و منقذهم عن بوادر الهلكات، و انه مصباح الهداية، و باب من أبواب الجنة، رزقنا الله شفاعته، ان شاء الله.


پاورقي

[1] کامل الزيارات: 154 - مستدرک الوسائل: 266 / 10 - البحار: 28 / 101.

[2] کامل الزيارات: 154 - مستدرک الوسائل: 266 / 10.

[3] کامل الزيارات: 160 -158 - مستدرک الوسائل: 268 / 10 - البحار: 32 / 101.

[4] مستدرک الوسائل: 11989 - 268 / 10.

[5] کامل الزيارات: 68 - مستدرک الوسائل: 268 / 10 - البحار: 35 / 101.

[6] البحار: 44 /101 - مستدرک الوسائل: 275 / 10 عنه.

[7] مستدرک الوسائل: 208 /2.

[8] کامل الزيارات: ص 113 / باب 38 - البحار 60 / 101 عنه.