بازگشت

ثواب زيارته مباشرة أو نيابة، و تشييع الملائكة لزواره


و في كامل الزيارة، في رواية هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث طويل، قال: أتاه رجل، فقال له: يا ابن رسول الله، هل يزار والدك؟ قال: فقال «نعم و يصلي عنده، و قال: يصلي خلفه، و لا يتقدم عليه. [1] .

قال: فما لمن أتاه؟

قال: الجنة، ان كان يأتم به.

قال: فما لن تركه رغبة عنه؟

قال: الحسرة يوم الحسرة.


قال: فما لمن أقام عنده؟

قال: كل يوم بألف شهر.

قال: فما للمنفق في خروجه اليه و المنفق عنده؟

قال: درهم بألف درهم.

قال: فما لمن مات في سفره اليه؟!

قال: تشيعه الملائكة، و تأتيه بالحنوط و الكسوة من الجنة، و تصلي عليه اذ كفن، و تكفنه فوق أكفانه، و تفرش له الريحان تحته، و تدفع الأرض حتي تصور من بين يديه مسيرة ثلاثة أميال، و من خلفه مثل ذلك، و عند رأسه مثل ذلك، و عند رجليه مثل ذلك، و يفتح له باب من الجنة الي قبره، و يدخل عليه روحها و ريحانها حتي تقوم الساعة.

قلت: فما لمن صلي عنده؟

قال: من صلي عنده ركعتين لم يسأل الله تعالي شيئا الا أعطاه اياه.

قلت: فما لمن اغتسل من ماء الفرات ثم أتاه؟

قال: اذا اغتسل من ماء الفرات و هو يريده تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته أمه.

قال: قلت: فما لمن يجهز اليه و لم يخرج لعلة تصيبه؟

قال: يعطيه الله بكل درهم أنفقه مثل أحد من الحسنات، و يخلف عليه أضعاف ما أنفقه، و يصرف عنه من البلاء مما قد نزل ليصيبه و يدفع عنه و يحفظ في ماله.

قال: قلت: فما لمن قتل عنده جار عليه سلطان فقتله؟

قال: أول قطرة من دمه يغفر له بها كل خطيئة، و تغسل طينته التي خلق منها الملائكة حتي تخلص كما خلصت الأنبياء المخلصين، و يذهب عنها ما كان خالطها من أجناس طين أهل الكفر، و يغسل قلبه، و بشرح صدره، و يملأ ايمانا، فيلقي الله و هو مخلص من كل ما تخالطه الأبدان و القلوب، و يكتب له شفاعة في أهل بيته و ألف من اخوانه، و تولي الصلاة عليه الملائكة مع جبرئيل و ملك الموت، و يؤتي بكفنه و حنوطه من الجنة، و يوسع قبره عليه، و يوضع له مصابيح في قبره، و يفتح له باب من الجنة،


و تأتيه الملائكة بالطرف من الجنة، و يرفع بعد ثمانية عشر يوما الي حظيرة القدس. فلا يزال فيها مع أولياءالله حتي تصيبه النفخة التي لا تبقي شيئا، فاذا كانت النفخة الثانية، و خرج من قبره، كان أول من يصافحه رسول الله صلي الله عليه و آله و أميرالمؤمنين عليه السلام و الأوصياء، و يبشرونه و يقولون له: ألزمنا، و يقيمونه علي الحوض فيشرب منه، و يسقي من أحب.

قلت: فما لمن حبس في اتيانه؟

قال: له بكل يوم يحبس و يغتم فرحة الي يوم القيامة، فان ضرب بعد الحبس في اتيانه كان له بكل ضربة حوراء و بكل وجع يدخل علي بدنه ألف ألف حسنة، و يمحي بها عنه ألف ألف سيئة، و يرفع بها ألف ألف درجة، و يكون من محدثي رسول الله صلي الله عليه و آله حتي يفرغ من الحساب، فيصافحه حملة العرش، و يقال له: سل ما أحببت، و يؤتي ضاربه للحساب فلا يسأل عن شي ء، و لا يحتسب بشي ء، و يؤخذ بضبعيه حتي ينتهي به الي ملك يحبوه، و يتحفه بشربة من الحميم، و شربة من الغسلين، و يوضع علي مثال في النار، فيقال له ذق بما قدمت يداك فيما أتيت الي هذا الذي ضربته سببا الي وفد الله و وفد رسوله، و يأتي بالمضروب الي باب جهنم، و يقال له: انظر الي ضاربك، و الي ما قد لقي، فهل شفيت صدرك، و قد اقتص لك منه، فيقول: الحمد لله الذي انتصر لي و لولد رسوله منك». [2] .


پاورقي

[1] قلت يستفاد منها حرمة التقدم علي الامام عليه ‏السلام وقت الصلاة، و هذه الرواية تؤيد القول بالحرمة لباقي الرواية، فتأمل، و القول بالحرمة قليل، نعم لا يخلو التقدم من سوء الأدب - منه رحمه الله -.

[2] کامل الزيارات: 125 -123 (باب 44 / ح 2) / و قسما منها فيه: ص 128.