بازگشت

دعاء الرسول و العترة الطاهرة لزوار قبر الحسين


و فيه برواية معاوية بن وهب عن الصادق عليه السلام، قال: قالي لي «يا معاوية، لا تدع زيارة قبر الحسين عليه السلام لخوف، فان من ترك زيارته رأي من الحسرة ما يتمني أن قبره كان عنده، أما تحب أن يري الله شخصك و سوادك فيمن يدعو له رسول الله صلي الله عليه و آله و علي و فاطمة و الأئمة عليهم السلام» [1] .

و فيه عنه قال: استأذنت علي أبي عبدالله عليه السلام، فقيل لي: أدخل، فدخلت، فوجدته في مصلاه في بيته، فجلست حتي قضي صلاته، فسمعته يناجي ربه، و هو يقول:


«اللهم يا من خصنا بالكرامة، و وعدنا بالشفاعة، و خصنا بالوصية، و أعطانا علم ما مضي و علم ما بقي، و جعل أفئدة من الناس تهوي الينا، اغفر لي و لاخواني و زوار قبر أبي الحسين الذين أنفقوا أموالهم، و أشخصوا أبدانهم رغبة في برنا، و رجاء لما عندك في صلتنا، و سرورا أدخلوه علي نبيك، و اجابة منهم لأمرنا، و غيظا أدخلوه علي عدونا، أرادوا بذلك رضاك، فكافهم عنا بالرضوان، و اكلأهم بالليل و النهار، و اخلف علي أهاليهم و أولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، و اصحبهم، و اكفهم شر كل جبار عنيد، و كل ضعيف من خلقك و شديد، و شر شياطين الانس و الجن، و أعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، و ما آثرونا به علي أبنائهم و أهاليهم و قراباتهم، اللهم ان أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص الينا خلافا منهم علي من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، و ارحم تلك الخدود التي تتقلب علي حضرة أبي عبدالله الحسين عليه السلام، و ارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمةلنا، و ارحم تلك القلوب التي جزعت و احترقت لنا، و ارحم تلك الصرخة التي كانت لنا. اللهم اني أستودعك تلك الأبدان و تلك الأنفس، حتي توفيهم علي الحوض يوم العطش الأكبر.»

فما زال يدعو و هو ساجد بهذا الدعاء. فلما انصرف قلت: جعلت فداك، لو أن هذا الذي سمت منك كان لمن لا يعرف الله عزوجل لظننت أن النار لا تطعم منه شيئا أبدا، و الله لقد تمنيت أني كنت زرته و لم أحج.

فقال لي: ما أقربك منه، فما الذي يمنعك من زيارته؟ ثم قال: يا معاوية، لم تدع ذلك؟

قلت: جعلت فداك، لم أر أن الأمر يبلغ هذا كله!

فقال: يا معاوية، من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض». [2] .



پاورقي

[1] کامل الزيارات: 116 (باب 40 / ح 2).

[2] کامل الزيارات: 116 (باب 40 / ح 2) - البحار: 51 / 101 عنه.