بازگشت

خبر ابن شبيب و ما قيل يوم عاشوراء


و في العيون باسناده الي الريان بن شبيب قال: دخلت علي الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم.

فقال لي: «يا ابن شبيب أصائم أنت؟

فقلت: لا.

فقال: ان هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا عليه السلام ربه عزوجل، فقال: (رب، هب لي من لدنك ذرية طيبة، انك سميع الدعاء) [1] .

فاستجاب الله له، و أمر الملائكة فنادت زكريا و هو قائم يصلي في المحراب، أن الله يبشرك بيحيي، فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عزوجل استجاب الله له، كما استجاب الله لزكريا عليه السلام.

ثم قال: يا ابن شبيب، ان المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية يحرمون فيه الظلم و القتال لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها، و لا حرمة نبيها، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته، و سبوا نساءه، و انتهبوا ثقلة، فلا غفر الله لهم ذلك أبدا.

يا ابن شبيب: ان كنت باكيا لشي ء فابك الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، فانه ذبح كما يذبح الكبش، و قتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا، ما لهم في الأرض شبيهون، و لقد بكت السماوات السبع و الأرضون لقتله، و لقد نزل الي الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره، فلم يؤذن لهم، فهم عند قبره شعث غبر الي أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره، و شعارهم يا لثارات الحسين. يا ابن شبيب: لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام، أنه لما قتل الحسين جدي - صلوات الله عليه - أمطرت السماء دما و ترابا أحمر.

يا ابن شبيب، ان بكيت علي الحسين حتي تصير دموعك علي خديك غفر الله لك


لك ذنب أذنبته، صغيرا كان أو كبيرا، قليلا كان أو كثيرا.

يا ابن شبيب، ان سرك أن تلقي الله عزوجل و لا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام.

يا ابن شبيب، ان سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي و آله فالعن قتلة الحسين.

يا ابن شبيب، ان سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين عليه السلام فقل متي ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم، فأفوز فوزا عظيما.

يا ابن شبيب، ان سرك أن تكون معنا في الدرجات العلي من الجنان فاحزن لحزننا، و افرح لفرحنا، و عليك بولايتنا، فلو أن رجلا أحب حجرا لحشره الله عزوجل معه يوم القيامة». [2] .

قلت: الريان هو خال المتعصم اللعين، و وثقه جماعة من الأعلام، من أرباب التراجم و الرجال، و جلالته أشهر من أن يذكر.


پاورقي

[1] آل عمران: 38.

[2] عيون أخبار الرضا: 299 / 1، أمالي الصدوق: 129 (مجلس 27 / ح 5) - البحار 285 / 44 عنه، و ذکر قسما منه في تفسير البرهان: 280 / 1.