بازگشت

حديث جبلة و ميثم التمار


قال الصدوق في الأمالي باسناده الي فضيل عن جبلة المكية، قالت: سمعت الميثم التمار قدس سره: يقول: و الله لتقتلن هذه الأمة ابن نبيها في المحرم لعشر مصين منه، و ليتخذن أعداء الله ذلك اليوم يوم بركة، و ان ذلك لكائن قد سبق في علم الله تعالي ذكره، أعلم ذلك بعهد عهده الي مولاي أميرالمؤمنين صلوات الله عليه، و لقد أخبرني أنه يبكي عليه كل شي ء، حتي الوحوش في الفلوات، و الحيتان في البحار، و الطير في جو السماء، و تبكي عليه الشمس و القمر و النجوم و السماء و الأرض، و مؤمنو الانس و الجن، و جميع ملائكة السماوات. و رضوان و مالك، و حملة العرش، و تمطر السماء دما و رمادا.

ثم قال: وجبت لعنة الله علي قتلة الحسين عليه السلام كما وجبت علي المشركين الذين يجعلون مع الله الها آخر، و كما وجبت علي اليهود و النصاري و المجوس.

قالت جبلة: فقلت له: يا ميثم، و كيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي عليه السلام يوم بركة؟!

فبكي ميثم، ثم قال: سيزعمون بحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه علي آدم عليه السلام و انما تاب الله علي آدم عليه السلام في ذي الحجة، و يزعمون أنه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داود، و انما قبل الله توبته في ذي الحجة، و يزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت، و انما أخرجه الله من بطن الحوت في ذي القعدة


و يزعمون أنه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح علي الجودي، و انما استوت علي الجودي يوم الثامن عشر من ذي الحجة، و يزعمون أنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني اسرائيل، و انما كان ذلك في شهر ربيع الأول. [1] .

ثم قال ميثم: يا جبلة، اعلمي أن الحسين بن علي سيدالشهداء يوم القيامة، و لأصحابه علي سائر الشهداء درجة.

يا جبلة: اذا نظرت الي الشمس حمراء كأنها دم عبيط فاعلمي أن سيدك الحسين قد قتل.

قال: قالت جبلة: فخرجت ذات يوم، فرأيت الشمس علي الحيطان كأنه الملاحف المعصفرة، فصحت حينئذ و بكيت، و قلت: قد و الله قتل سيدنا الحسين بن علي عليه السلام. [2] .

قال الطبسي: و أما ميثم بن يحيي او عبدالله التمار النهرواني أعلي الله مقامه، فو صاحب أميرالمؤمنين عليه السلام، و من اخصائه، فهو ثقة عدل، و يستفاد من بعض الأخبار انه كان من أهل سره.

و عن الراوندي في الخرائج انه كان عبدا لامرأة [3] .

فاشتراه علي فاعتقه. قال له: ما اسمك؟ قال له: سالم. قال علي عليه السلام: حدثني رسول الله صلي الله عليه و آله ان اسمك الذي سماك به ابوك في العجم ميثم. قال: صدق الله و رسوله. فرجع الي ميثم و اكتني بابي سالم، فقال: انك تؤخذ بعدي و تصلب، فكان كما قال. [4] .


و في «اعلام الوري» ما يقرب من ذلك بزيادة «و تطعن بحربة، فاذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك و فمك دما فتخضب لحيتك، فانتظر ذلك الخضاب، و تصلب علي باب دار عمرو بن حريث أنت عاشر عشرة، انت أقصرهم خشبة، و اقربهم من المطهرة، و أراه النخلة التي يصلب علي جذعها، و كان ميثم يأتيها و يصلي عندها و يقول: بوركت من نخلة لك خلقت ولي غذيت، و لم يزل يتعاهدها حتي قطعت، و كان يلقي عمرو بن حريث، فيقول: اني مجاورك، فأحسن جواري، و هو لا يعلم ما يريد.

و حجج في السنة التي قتل فيها، فدخل علي أم سلمة، فقالت: من انت؟

قال: انا ميثم.

فقالت: و لله لربما سمعت رسول الله يوصي بك عليا في جوف الليل.

الي ان قال: و مقتل ميثم قبل قدوم الحسين بن علي العراق بعشرة ايام. [5] .

و غيرها من الأخبار الدالة علي جلالة قدره، و انه من حواري أميرالمؤمنين عليه السلام، و أصحاب الحسن بن علي، و الحسين بن علي عليهم السلام. [6] .

قلت: و قبره يقرب من جامع الكوفة يزار، و له قبة شريفة مجللة، قرب المحل الذي فيه دار أميرالمؤمنين خلف المسجد، عمره أحد تجار [7] .

النجف تعميرا جيدا.



پاورقي

[1] انظر: صوم عاشوراء لبن السنة النبوية و البدعة الأموية: 127 - 112، فقد أورد رأي الفريقين في هذا النمط من الدعاوي.

[2] امالي الصدوق: 126 (المجلس 27، ح 1).

[3] و في رواية الارشاد: 323 / 1 و اعلام الوري: 175 و نوادر المعجزات للطبري: 32 انه کان عبدا لأمرأة من بني‏اسد، راجع البحار: 124 / 42.

[4] الخرائج 46 / 203: 1 - و مثله ما رواه المجلسي رحمه الله في البحار: 124 / 42 عن ارشاد المفيد / 153 باختلاف يسير، و فيه بعد قوله صدق الله و رسوله، انه: و صدق أميرالمؤمنين، و الله انه لاسمي قال: فارجع الي اسمک الذي سماک به رسول‏ الله صلي الله عليه و آله ودع سالما، فرجع الي ميثم و اکتني بأبي سالم. فراجع.

[5] اعلام الوري: 176. و قريب منه ما في البحار: 124 / 42 عن الارشاد: 153.

[6] راجع البحار: 140 - 121 / 42، الاختصاص: 61، بصائرالدرجات: 73، المحاسن: 251، ارشاد المفيد، 153، اصول الکافي: 320 / 2، معرفة أخبار الرجال: 53، الخراج: 20، تفسير العياشي: 251، رجال الکشي: 80 -75.

[7] اسمه الحاج رشاد مرزة، من رجال الشيعة، و أعيان النجف، و فقه الله تعالي لمرضاته - منه رحمه الله - (و ذلک بعد ما أصيب بمرض السرطان، و عجز الأطباء - داخل العراق و خارجه - من معالجته، فتوسل بهذا الشهيد فعافاه الله، فعمر هذا القبر و الصحن الشريف. و القصة معروفة لدي العراقيين. سيما أهالي النجف الأشرف).